موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الحكمة الإلهامية

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو لإسحق الحكيم الرومي

وفيه مقدمة طويلة في الرد على الفلاسفة، خصوصًا منهم أرسطوطاليس وابن سينا، ثم في تكفير من قال بوحدة الوجود من الصوفية، أما باقي الكتاب فهو على أربعة فنون: فـ1ـي أحوال تعم الأجسام، فـ2ـي أحوال العناصر وما يتكون منها من الحيوانات والنباتات الخ، فـ3ـي حقائق الأفلاك وحقائق الكواكب وكيفياتها وخواصها، [فـ4ـي الالهيات]؛ ويبدو أنه من تأليف بعض الحكماء من موالي الروم، في عهد السلطان سليمان القانوني (926 هجري -974/1520 هجري -1566)، وقد اعتنق والده الإسلام

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[5] فصل في أحوال فلك الأفلاك :

سُمي به لكونه فوق سائر الأفلاك ، ولكون حركات سائر الأفلاك من المشرق إلى المغرب تابعةً لحركته . وسـمي بالفلك الأعظم ؛ لكونه أعظم من سائر الأفلاك ، وسمي بالفلك الأطلس لكونه خالياً عن الكواكب ، كالأطلس الخالي عن النقوش . وسمّاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بـ "عرش الرحمن" ؛ لأن الله تعالى جلس عليه، بل استقرار، وتمكن . فلذلك ذهب بعض العلماء إلى أنَّ المراد بالكرسي هو العرش .

فالعالم ينقسم بالقسمة الأولى إلى : عالم الأرواح والملائكة الذي هو عالم الجواهر القدسية، والى عالم الأجسام والشهادة الذي هو عالم الجواهر الجسمانية . وكل واحد من العالمين المذكورين ينقسم إلى عوالم شتى . والسطح الظاهر من الفلك الأعظم الذي هو العرش، هو الفاصل عالم الجواهر القدسية عن عالم الجواهر الجسمانية .فكان السطح المذكور بين عالم الجواهر القدسية وعالم الجواهر الجسمانية .فكل من كان قدسي الذات كان موجوداً فوقه ، فلذلك قال الله تعالى : )الرحمنُ على العرشِ استوى ( . وكل ما كان جسماني الذات كان موجوداً تحته .

والفلاسفة ذهبوا إلى أنَّ المراد باللوح المحفوظ المذكور في الكتب المنزلة هو نفس العرش المجردة عن المادة ، والعرش . وروي عن ابن عباس أنه قالَ: << إن الله ينظر كل يوم في اللوح المحفوظ ثلثمائة وستين نظرة ويخلق بكل نظرة، ويحي ويميت ، ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء >> . ففلك الأفلاك بحركته يتم دورته  في قريب من يومٍ وليلة .

والفلاسفة قسَّموا دائرة كل واحد من فلك الأفلاك وفلك الثَّوابت إلى ثلثمائة وستين قسماً . وسموا كل قسم درجة ، وفي كل وقت بطلوع درجة من فلك الأفلاك ، وفلك البروج ، وبامتزاج الكواكب السَّبعة السَّيارة بعضها ببعض ، وبالكواكب الثَّابتة يظهر أثر فعله تعالى في كائنات الجو ، وفي حيوانات البر والبحر ، وفي النباتات والمعدنيات . ليس مقدار ذرة من المذكورات ولا شيء من أحوالها خارجاً عن فعله تعالى ، تعالى الله عن أَنْ يكون له شريك في فعله ، ولو في إيجاد حركة ذرة .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!