موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


فإن علم النبي ﷺ من كلامك،أن الله

وأما الدعاء لإخوانك، فلكونهم أعوانك على ما أنت عليه، وأما غيرهم من أهل الله، فلكون همتهم متعلقة إلى الله تعالى في توفيق عباده، وأنت من عباده، فتعين عليك أن تدعو لهم.

ثم قال رضي الله عنه في مثل هذا المجلس: (فإن علم النبي ﷺ من كلامك،أن الله سبحانه وتعالى قد فتح عليك في الكلام، فربما أشار إليك أن تتكلم احترامًا لك عند الحاضرين، فبادر إلى الوقوف بين يديه). يقول: إن بعض الناس قد يفتح له في العبارة وهو يسمى في الطريق فتوح العبارة، فيأمرك ﷺ بالكلام، وهو ما يجده صاحب الحال من العبارة عنه في نفسه، فإن غلب عليه نطق مغلوبًا، فلو أراد السكوت ما قدر على ذلك، والمغلوب عليه ينطق بما يدري ليصل ذلك إلى الحاضرين، أو السامع يصل إليه في المستأنف، فينتفع به فيكون منطقًا بذلك في حق من انتفع به، إذا بلغه ولو بعد ألف سنة، وإن عرف قدر ما ينطق به فهو المتكلم والسامع، فينطق عن بصيرة وهو الأتم، وإن لم يكن مغلوبًا عليه، وكان متمكنًا من النطق أو السكوت، فلينظر فيما فيه من العلم، فإن احتمله المجلس نطق به، وإن لم يحتمله المجلس لم ينطق به، وكتمه كتمًا إلى وقت آخر يأتي إليه أهله، فيقرره به فينتفع به، فلابد من إيصاله إما باللفظ، وإما بالكتاب، وإن لم يجد الباعث لذلك، فيعلم أنه ما أريد منه إظهار شيء من ذلك إلا لنفسه، فيعمل بمقتضى ما عنده، وإذ تحقق النظر في ذلك لم يجده إل هكذا، فإن التأخير في البيان عند الحاجة لا يجوز، هذا حكم الله سبحانه وتعالى في الأمور.

فصاحب الكتم بيانه لنفسه، فإن كتب فلغيره ممن ليس بحاضر، وإن نطق فللحاضر والغائب معًا ولنفسه، فأمره إذا وجد قوة الكلام والتبليغ وهو في ذلك الشهود حالاً أو خيالاً، كقوله: «اعبد الله كأنك تراه»، وهو استحضار ل حضور، فإن معاملة العبد ربه في الاستحضار مثل معاملته في الحضور سواء، فلا تغفل عن هذا، وهو إذا تكلم في الحضور يقف بين يديه، فكذلك يقف في استحضار مثل معاملته، ومعنى يقف بين يديه أي: لا يتكلف فوق ما يجده، ويقف عنده من غير مزيد، فإنه يخاف على المتكلف أن يكون كلامه فتنة، بخلاف من لا يتكلف في ذلك، فالزائد على الحاجة في الوقت تكلف، وكن في وقوفك وإبلاغك بحسب ما يعطيه حال الوقت، وما تراه من إشارة من أمرك بالكلام، ولا تزيد على ذلك وأنت أعلم بالحال؛ لأنك صاحب المجلس، فلا عين لك حالاً من حال إلا حال العلم، وهو الأدب مع الأمر الذات بين يديه، والوقوف عند مراسمه، ولا تزده على ما تجده في صدرك من العلم الذي تريد تبليغه، وما تعرف الزائد من الناقص من المعتدل في ذلك؛ إل بالفكر فهو ميزانك، فإذا وجدت الكلام يدفع بعضه بعضًا منك فتكلم ما دام معك هذ الوصف، فإن توقف عنك الأمر نفسًا واحدًا؛ بحيث أن ترجع إلى فكرك لترى ما يليق بذلك المجلس فتبرزه في العبارة، فذلك تكلف فلا تفعل، ولا تتكلف إلا عن غير فكرة ولا رؤية في ذلك، وتسكت حيث ينتهي بك الإمداد الإلهي.

واحذر من الفكر ما استطعت، فإنه ل شيء أضر على الله سبحانه وتعالى من الفكر، وهو ما زاد على الخاطر الأول، والثاني أبدًا فكري، فإياك أن تنطق به ولو  كان حقًا، فإنه فتنة والناطق في هذا الطريق إنم ينطق بالجبر لا بالاختيار، ولهذا قيل للرسول: ﴿بَلِّغْ﴾ فأُمر والأمر عين الجبر، حتى قيل له في التأكيد: ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ فقال لسان الحال: أخاف الناس، فقيل له: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: 67]، وعصمته لأوليائه فيما ينطقون به من مثل هذه الحقائق، إذ لا يرون الحاضرون الفهم عنه في دليل لفظ، فيقولون: هذا هذيان من القوم وقشر لا حقيقة له؛ لأنه لا يدخل تحت ميزان عقولهم، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى نفع قوم بذلك؛ نطق المنكر الجاهل بذلك اللفظ الذي جاء به هذا الولي، على جهة الهزية وحكاية قشره ليذمه بذلك منه السامع، فأخذ السامع روح ما جاء به وهو لا يشعر، ففي حق ذلك السامع حفظ على هذا الجاهل ما سمعه من ولي الله تعالى، وقد أشار إلى ذلك، وقد شاهدنا هذا كثيرًا من نفوسنا إلى الآن.والله أعلم. ثم قال - رحمه الله تعالى و رضي عنه - بعد دعاء طويل: (فإن تكلمت، فاعلم أن الله سبحانه وتعالى ألهمك من عنده) يقول ما قال الله  تعالى عن الخضـر: ﴿آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ [الكهف: 65]، وقـال: ﴿وَأَوْحَيْنَ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ [القصص: 7]، وكان إلهامًا وُفِقت له، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ [النحل: 68]، وكذلك قوله تعالى: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا﴾ أنه فجـور ﴿وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: 8]، أنه تقوى، فميزت بهذا الإلهام بين الفجور والتقوى، فاعلم ذلك.

ثم قال بعد ذلك هذا الشيخ - رحمه الله - يصف ما عنده وما يشاهده من حاله في سره


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!