موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


وكذلك الحزن

وأما قوله: (وكذلك الحزن) يقول: يكون شعارك الحزن دائمًا، وهو نظرك فيم فاتك، فإنك تجبر ما فاتك به، فهي كدية خفية، أعني الحزن، فإن الحزن متعلقه ما فات، فحصله بالحزن كما تحصله بالنية، فليس له طريق، أعني لتحصيله، إلا أحد هذين الأمرين: الحزن، والنية.

وأما قوله: (وكن شديدًا في كل ما ذكرته، قويًا في ذلك جميعه) فاعلم أن الله تعالى قد أمر عبده فقال: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]، وأولو العزم هم الأشداء الصلب في دين الله، كأبي بكر رضي الله عنه في إيمانه في صلح الحديبية، فم اختبر الله إيمان المؤمنين بأشد ما اختبره في ذلك الصلح، حتى أن عمر رضي الله عنه اختل عنده إيمانه في ذلك اليوم، على صلابته في دينه، ومن ذلك اليوم علمنا أن صلابته كانت طبيعية، ثم آمن فصرفها في إيمانه، لما اضطرب إيمانه بهذا الشخص المعين، بقيت الصلابة فيه على حكمها، فقال: أنعطي الدنية في ديننا، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فلولا أن الله لطف به بأبي بكر فيما نبهه به، فقال له مثل مقالة الرسول ﷺ سواء، وأما الصحابة فكادوا يموتون [غيظًا] لما أمرهم أن يحلوا من إحرامهم في ذلك، وأبو بكر ما عنده خبر، لصلابة إيمانه وشدته، وحكمه على طبيعته، انظر إلى قوله تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُو تَسْلِيماً﴾[النساء: 65]، وقد قضى رسول الله ﷺ بما قضى به في صلح الحديبية، ثم نص في ذلك المجلس، فقال: «والله لا يسألون في خطة فيها رضا الله، إلا أجبتهم لذلك»، فقد علمنا بهذا في إجابته التي أنكرها الصحابة، أنها مما لله فيها رضا، وما منهم إلا من وجد في نفسه حرجًا مما قضى به في إجابته، إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا جرم أن إيمانه وزن إيمان الأمة كلها، ورجحهم بمثل هذا، ولقد حصل [والحمد لله] هذا الإيمان الصديقي البكري برسول الله ﷺ، وبورثته رضي الله عنهم حتى أني لا أقول بعصمتهم، إلا فيما يبلغونه عن الله، ولو وقع منهم جميع المخالفات والكبائر ما قدح شيء من ذلك في إيماني بهم مع كوني أعلم أن الذي وقع منهم من الكبائر كبائر عند الله، وأنهم قصدوا وقوعها على علم منهم أنها كبائر، ولا ينقص عندي، وفي قلبي مثقال ذرة من إيماني بهم فما فوقها، لله الحمد على ذلك، فإن عصمو عن مثل هذا، فذلك لله، وهذه مسألة كبيرة التفصيل فيها، وإيضاحها يطول، لأن المؤمن لا يتعدى في مثل هذا ما يعطيه الدليل العقلي، والدليل العقلي لا يعطيه في حق هؤلاء؛ إلا العصمة من الكذب في التبليغ عن الله خاصة، وما عدا ذلك فوقوعه جائز منهم؛ إل أن ينصوا على ذلك بوحي من الله لهم، فإنهم لا يعلمون ما في علم الله فيهم، فهكذ فليكن الإيمان، ولذلك قال النبي ﷺ لأصحابه في نهيه عن تأبير النخل «م أخبرتكم به عن الله فخذوه، وما لا فأنتم أعلم بمصالح دنياكم»، فإن كنت نبيهًا، صاحب يقظة، فقد علمت ما أتى به عن رسول الله ﷺ في هذا الخبر، وعلمت [فيما] أشرت به فيم ذكرته.

وأما قوله: (وتعلم أنه مهما كان قلب الشيخ معك لا يضرك أحد أصلاً، وإن زال قلب الشيخ عنك، والعياذ بالله صرت بين الناس خسيسًا مثل المطرود من مكان إلى مكان، والعياذ بالله) واعلم أن قوله: (وتعلم) معناه تقطع وتجزم، كما يقطع العالم بالشيء على الشيء، فهذا من باب دلالته على الهمة، لما علم أن همم النفوس تؤثر في أجرام العالم، وهذه مسألة عظيمة جدًا، قد نبه عليها ذوقًا منه، ولذلك قطع، ولو لم يذق لم يقطع، فبحاله نطق، وبما هو عليه الأمر في نفسه نطق أيضًا.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!