موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف البراقع بشرح أبيات توضأ بماء الغيب

الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

وفي الملحق تفسير الشيخ ابن عجيبة الحسني لهذه الأبيات من كتابه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم"

المقدمة الأولى:

 

 


اعلم أن التوحيد الذي هو فناء النواسيت شعور شعشعانية الماهية الذاتية المطلقة على مراتب:

الأولى: التوحيد النظري إن علم بالاستدلال أو التقليد، أي إن اعتقد بمجرد تصديق المخبر الصادق وسلم القلب من الشبهة والحيرة وهو أن يعتقد أن الله منفرد بوصف الألوهية متوحد باستحقاق العبدية.

الثانية: التوحيد العملي وهو أن يصير العبد بخروجه عن قيد تقييد أوصافه وانسلاخه عن لباس الاختيار حيران في فضاء عظمة أنوار الجبروتية، فيعرف أن الموجود الحقيقي والمؤثر المطلق هو الله وحده، أعني استبدادا، وأن كل ذات وعنصر فرع من نور ذاته، وكل صفة من علم وقدرة وإرادة وسمع وبصر عكس من أنوار صفاته واثر من آثار أفعاله. وهاهنا ربما يدعى مذهب الجبرية وهو أن العبد كالميت بين يدي غاسله، لا حركة ولا تدبير ولا اختيار، فكأنه آلة والمحرك واحد من شدة ما يغامره من شهود أنوار مقتضيات الأسماء والصفات والأفعال، أعني انفعالاتها. فربما ينكر وجود القدرة الحادثة لاستهلاكه في فضاء الوجود المطلق، وانتفاء التغيير المأخوذ من الأمانة التكليفية {قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا}.

لكن يا عارف كتب في ديوانة الأزل أن هذه الوحدات التعددية لا تخرج عن حكم القبضتين السعادة والشقاوة، الاتصال والانفصال، الائتلاف والاختلاف، التقييد والإطلاق، الظلمة والنور وهلم جرا. فقبضة السعادة متعلقها الجنة بسبب الذهاب على السنن المستقيم، وقبضة الشقاوة متعلقها النيران بسبب الانحراف عن النهج القويم {ولن تجد لسنة الله تبديلا}، "هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي".

فإن تلك النشأة العنصرية تجتمع منها أبخرة منعقدة هي المعبر عنها بالكثافة الظلمانية وهي منشأ القبضة النارية، وعنصرها وأساسها الكسب الشرعي المضاف إلينا على سبيل الاستمداد وهي القدرة الحادثة التي لسنا بها نقدر وإنما القادر حقيقة {القائم على كل نفس بما كسبت}، فنحن مجبورون في قالب مختار، فليس لقدرتنا الحادثة تأثير أصلا بشاهد {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}. أي: وما رميت حقيقة إذ رميت صورة، فالنفي هاهنا مسلط على أصل الفعل وعلى وصفه

وأما ما نقل عن الأستاذ من أن المؤثر في الفعل مجموع القدرتين قدرة الله وقدرة العبد، وأنه جوز اجتماع مؤثرين على أثر واحد على أن تعلق قدرة الحق بأصل الفعل وقدرة العبد بوصفه بأن تجعله موصوفا بكونه طاعة أو معصية فهو بريء منه لأنه لا تأثير لشيء من الكائنات في أثر ما عموما.

وأما قول المعتزلة أن العبد يخلق أفعال نفسه فهم ينظرون إلى أن المؤثر في المسببات العادية هو قدرة العبد الحادثة، لكن بقوة أودعت فيه لا بالطبع. وعليه فهم عصاة لا كفار.

فالآية هاهنا جمعت بين مقامات الفرق والجمع والتشبيه والأدب والنسبة الكسبية المشار لها بآية {وعليها ما اكتسبت}، وسلب تأثير القدرة الحادثة المكتسبة والمستندة إلى وسع القدرة الذاتية، وفيها اتصال بحر الناسوتية بخضم اللاهوتية. وعليه فقوله تعالى {إياك نعبد}؛ أي: بالنسبة الكسبية المرتبطة بالقدرة الحادثة.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!