موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مضمونُ معنى اسمِ هذا الحرفِ منِ الجمعِ الذي ينضمُ إليه الفصلُ بإقامةِ المقيمِ بكلِّيةِ الظاهرِ الذي هو «الياءُ» خليقٌ بالانتهاءِ إلى غايةِ حدِّ الظهورِ الذي هو الميمُ، فانتهى الجمعُ ابتداءً إلى تمامٍ، كما يشيرُ إليه قولُه -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «يدُ الله مع الجماعةِ»، وشأنُ الجمعِ [تامٌ معصومٌ، به يقومُ أمرُ الإمامِ]، فما كان لأوَّلهِ جمعٌ، كان [في انتهائهِ] خَتْمٌ، ولذلك استحقَّ خاتمُ النبيِّين جوامعَ الكَلمِ، وكان منِ سُنتَّهِ النكاحُ؛ لأنَّه جيمُ الآدميةِ، فالحضورُ منحازٌ عن كمالِ حكمتهِ، فالداعي للكمالِ ظاهرًا وباطناً لا بُدَّ في حكمتهِ منه، وفي الاقتصارِ على داعي الباطنِ التنائي عنه، وفيه كمالٌ عليٌّ، وفيه كمالُ الجمعِ كمالُ أحدٍ إلَّا أنَّ فيه جهدَ الموقعِ الآخذِ بالاتساعِ في ضيقِ الظاهرِ، ومنتهى الأمرِ أحديٌّ ليس إلاَّ لذاتِ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وإليه غايةُ الإشارةِ في قولهِ: «فعلَّمني ربي علمًا لا يحملُه أحدٌ غيري»، وهو جمعُ الجمعِ بين التنزُّلِ لإحاطةِ التفصيلِ والعلوِّ لاستواءِ الجمعِ في ذواتِ أحديةِ الوحدةِ.

* * *