موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

رتبة «القاف»

 

 


ولمَّا كان منتهى الآحادِ العاشر، وهو الياءُ، كانت هذه الرتبةُ هي تضعيفُ الياءِ في نفسِها، وكانت لها الإحاطةُ والغلبةُ، ولمَّا كانت غايةً خَفِيَّةً لما تضاعفت بمقدارِها في كليَّةِ آحادِها صارت غايةَ ظهورٍ، واستحقَّ هذه الرتبةَ الحرفُ المخصوصُ بالقوَّةِ والظهورِ، وهو القافُ، وهو نهايةُ الدرجاتِ على ما يشيرُ إليه قولُه صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ في الجنةَّ مائةَ درجةٍ»، وهو عددُ مجتمعِ الأسماءِ؛ إلَّا أنَّه أخفى منها جامعها الواحد حيث دُعِيَ بإحصائها إلى الجنةَ، وجامعُها المخفيُّ هو داعي الوسيلةِ التي لا تكونُ إلَّا لواحدٍ جامعٍ خاتمٍ، فلذلك كان صلّى الله عليه وسلّم مستحقَّ الوسيلةِ، وجملةُ ذلك فيما يشيرُ إليه قولُه -عليه السلامُ-: «إنَّ في الجنةَ درجةً واحدةً لا تنبغي إلَّا لرَجل ٍواحدٍ، وأرجو أن أكونَ أنا»، وقال: «مَنْ سأل اللهَ لي الوسيلةَ حلَّت عليه الشفاعةُ»، ولذلك لم يقتصر في بعضِ الطُرقِ في عَدِّ الأسماءِ على التسعِ والتسعين، حتى أتمَّها بلفظِ المائةِ مستثنى منها واحِدُها الجامعُ الخاصُّ به فيما ورد منِ قولهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا؛ مائة إلّا واحد مَن أحصاها دخل الجنةَّ»، وإحصاؤها هو في جامعِ أمرين أخذ بحظٍّ من ما منه عملٌ كالرحمنِ والرحيمِ والخالقِ والرازقِ والجوادِ، ويراه مما له اختصاصُ الأكبرِ والعظيمِ والجبارِ، فمَن قصَّر عن أحدٍ بحظٍّ منِ مقتضاها، أو تلبَّس بوصفٍ منِ مسراها، أوقفه ذلك عن دخولِ الجنةَ، ومنِ نهايةِ التسعةِ والتسعين منشأُ المحاسبةِ التي فيها المضايقةُ لأهلِ الدين العاملين عليه الذين لم يترقُّوا مَرقى (إن يريدوا إلَّا وجهَه)؛ الذين هم عاليةُ أهلِ الدين، وهم المحدثون حقًا لمَا علوا إليه منِ إرادةِ وجهِ ربِّهم، ولذلك كان هذا العددُ حروفُه صورةً في العقدِ، وينافي السمع تمامَ العلوِّ [هو صورةُ جمعِ اليدِ] على الشيء الممسوكِ وعقدةُ التسعين أضيقُ عقدًا لعقدٍ أشدِّها، وحرفا التسعِ والتسعين يظهران مع حرفِ التمامِ في لفظِ السطوةِ على حُكْمِ عدِّ أهلِ مصر، ومناسبة لفظِ الاستعلاءِ وحُكْم واحدِ المائةِ جَمَعَ أُلوفًا بمقتضى التسِعِ والتسعين على النحوين؛ أي الجُمَّلين منِ حيثُ يكونُ مبدأُ ذلك منِ الله وبالله؛ِ لأنَّه سبحانه الواسعُ المحيطُ، ولأحدِ هذين النحوين منِ ذلك يشيرُ إليه قولُه -عليه السلامُ-: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتَّقي» ؛ لأنَّه محضٌ لتلك الأسماءِ جامعٌ لأمرِها عملاً وحالاً؛ ليكونَ إمامًا لكلِّ سالكٍ على سبيلِ عملٍ وخشيةٍ، وهَذه الرتبةُ رتبةُ ظهورِ ومبدأُ آحادِ الرتبةِ الثالثةِ التي بها وفاء ظهورِ ما شأنه أنْ يظهرَ في ظاهرِ ما باطنهُ الياءُ، ومنزلةُ القافِ منها بمنزلتهِا منِ الهمزةِ حدُّ الألفِ وبدءُ أمرِه، وما بعدها منِ التضعيفِ مبنيٌّ عليها إلى تمامِ العشرِ، فيحصلُ الازدواجُ في رتبةِ العشراتِ والمئين إلى نهايتهِا بالعشرِ الذي هو الألْفُ، وبوترِها الآحادُ فيتمُّ الوترُ، وينتهي العدُّ باستغراقِ الحروفِ، ويقفُ التضعيفُ المُظهرُ لصورِ حروفٍ، وتخلُّقه بعملِ الخلقِ؛ التجميل والجمع بالتكرارِ والتركيبِ، ولمَا كان أمرُ [الوحي والعيانِ] والإسماعِ [لا يتمُّ إلاَّ بظهورِ وقهرِ إحاطةِ نظمِ القافِ بحرفَي العيانِ] والإسماعُ في كلِّ عشقٍ وحيٌ مشتركٌ له -عليه السلامُ-، ولمَن قبله منِ الله العزيزِ الحكيمِ.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!