موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ولمَّا كانت هذه الرتبةُ في الآحادِ للدوامِ كانت لمَا هو في رتبةِ المئين للثباتِ والنهايةِ، وكان مستحقُّها ما مقتضاه ذلك، وهو حرفُ التاءِ، والتربيعُ إحاطةُ حكمةٍ ظاهرةٍ في الإحاطةِ توجِدُ بركةًَ كما في تربيعِ الآحادِ في حرفِ الدالِ، وبركةُ التمامِ كما في تربيعِ العشراتِ في حرفِ الميمِ، وبركةُ الثباتِ كما في هذه الرتبةِ في حرفهِا، وهو التاءُ، ولذلك [لهذه الرتبةِ] بركةٌ فيما وراء التضعيفِ منِ حُكمِ [الجمعِ والتجميلِ]، وإلى نحوٍ منِ معنى ذلك يشيرُ قولُه -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «خيرُ السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف» لا عددِ رتبةٍ لها الثباتُ والدوامُ المقصودُ في الحبِّ لاستثمارِ القلبِ، وهو رتبةُ تنبيهٍ لمعنى الثاءِ، ومرجعٌ لنهايتهِا، ولاختصاصِ التربيعِ في الغربِ في درهمِهم وعلمِهم وطبلهِم وخاتمِهم، فكان لهم منِ التربيعِ أربعُ أصولٍ منِ أمرِ القوامِ سَلَمًا في الدرهمِ والخاتمِ جريًا في الطبلِ والعِلمِ إسماعًا لما وراء الخاتمِ والطبلِ، وعيانًا في عينِ الدرهمِ والعِلمِ.

* * *