موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(233) المكتوب الثالث والثلاثون والمائتان إلى العالي الجناب الشيخ فريد في بعض النصائح بحسن الأداء

 

 


تحصل النّفرة عن هذه القبيحة سريعة الزّوال وعدم الرّغبة فيها ويتيسّر التّوجّه بالكلّيّة إلى عالم البقاء الّذي هو محلّ رضاء المولى المتعالى وما لم يظهر قبح هذه الدّنيّة فالخلاص من أسرها محال وما لم يحصل الخلاص فالفلاح والنّجاة الاخرويّة متعسّر حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة قضيّة مكرّرة وحيث انّ المعالجة تكون بالأضداد كان علاج إزالة محبّة هذه الدّنيّة منوطا بالرّغبة في أمور الآخرة وإتيان الأعمال الصّالحة على وفق أحكام الشّريعة الغرّاء.

وقد جعل الحقّ سبحانه الحياة الدّنيا منحصرة في خمسة أشياء بل في أربعة أشياء حيث قال تعالى (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينَةٌ وتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ والْأَوْلادِ) فإذا اشتغل الإنسان بالأعمال الصّالحة يشرع اللّعب واللهو اللّذان هما جزآها الأعظمان في النّقصان بالضّرورة وإذا حصل الإجتناب والإحتراز عن لبس الحرير واستعمال الذّهب والفضّة الّتي هي عمدة في تحصيل الزّينة يشرع جزؤها الثّاني الّذي هو الزّينة في الزّوال ومتى حصل اليقين بأنّ الفضيلة والكرامة عند الله عزّ وجلّ بالورع والتّقوى لا بالحسب والنّسب يمتنع من التّفاخر ألبتّة وإذا علم أنّ الأموال والأولاد مانع عن ذكر الحقّ سبحانه عائقة عن التّوجّه إلى جناب قدسه تعالى يختار التّقاعد عن التّكاثر فيها بالضّرورة وبعد تزايدها من المعائب وبالجملة وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لئلّا يضرّكم شيء،

(شعر):

دللتك يا هذا على كنز مقصد ... فإن أنا لم أبلغ لعلّك تبلغ

وبقيّة المرام أنّ الشّيخ ميان عبد المؤمن من أولاد الكبار مشغول بسلوك الطّريقة الصّوفيّة بعد فراغه من تحصيل العلوم ويشاهد في ضمن سلوكه أحوالا غريبة والضّرورة البشريّة من قبل الأهل والعيال تضطرّه بلا اختيار وهذا الفقير دللته على جنابكم لدفع هذا الإضطرار من دقّ باب الكريم يفتح والسّلام.

(٢٣٣) المكتوب الثّالث والثّلاثون والمائتان إلى العالي الجناب الشّيخ فريد في بعض النّصائح بحسن الأداء

ثبّتنا الله سبحانه وإيّاكم على ما جاء به جدّكم الأمجد عليه وعلى آله وأصحابه من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها ولمّا جئت دهلى في أيّام عرس حضرة الخواجه قدّس سرّه وقع في الخاطر أن أتشرّف بحضور المجلس العالي أيضا فشاع في أثناء ذلك خبر الرّحلة فبالضّرورة كنت باعثا على التّصديع بتحرير كلمات غير مرتبطة بالتّوقّف هنا والمسئول بجميع الهمّة سواء كان في الحضور أو في الغيبة سلامتكم عمّا لا يليق بكم ولا ينبغي وتوردني غلبة إرادة الخير في بعض الأوقات اختيارا منّى



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!