موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(278) المكتوب الثامن والسبعون والمائتان إلى الملا عبد الكريم السنامي في بيان أنه لا بد لكل إنسان بعد تصحيح العقائد والعمل بمقتضى الأحكام الشرعية من تحصيل سلامة القلب عما دون الحق جل وعلا ومدح الطريقة النقشبندية العلية وفي التحريض عل

 

 


(٢٧٨) المكتوب الثّامن والسّبعون والمائتان إلى الملّا عبد الكريم السّناميّ في بيان أنّه لا بدّ لكلّ إنسان بعد تصحيح العقائد والعمل بمقتضى الأحكام الشّرعيّة من تحصيل سلامة القلب عمّا دون الحقّ جلّ وعلا ومدح الطّريقة النّقشبنديّة العليّة وفي التّحريض على إمداد الموتى وإعانتهم وما يناسبه

الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى وصل مكتوب الأخ وصار موجبا للفرح والنّصيحة الّتي لا زلت أنصح بها الأصحاب ولا أزال أنصحهم بها إلى انقضاء عمري بعد تصحيح العقائد على وفق ما بيّن في الكتب الكلاميّة المخصوصة بأهل السّنّة والجماعة شكر الله سعيهم وبعد إتيان الأحكام الفقهيّة من الفرض والواجب والسّنّة والمندوب والحلال والحرام والمكروه والمشتبه امتثالا، وانتهاء تحصيل سلامة القلب عن التّعلّق بما سوى الحقّ سبحانه وهي إنّما تتيسّر إذا لم يخطر في القلب ما سواه تعالى بحيث لو تيسّرت حياة ألف سنة فرضا لا يخطر في القلب غير الحقّ سبحانه وتعالى لا بمعنى أنّ الأشياء تخطر في البال ولكن لا يعرفها صاحبه بعنوان غير الحقّ جلّ وعلا فإنّ هذا المعنى ميسّر أيضا في بداية مراقبي التّوحيد بل بمعنى أنّ الأشياء لا تخطر في القلب أصلا ومبنى هذا ومداره على نسيان القلب ما دون الحقّ سبحانه على نهج لو ذكّر بالأشياء بالتّكليف لا يتذكّر وهذه الحالة معبّر عنها بالفناء القلبيّ وأوّل قدم في هذا الطّريق, وسائر كمالات الولاية متفرّعة على هذه الدّولة، شعر:

ومن لم يكن في حبّ مولاه فانيا ... فليس له في كبرياه سبيل

وأقرب الطّرق لاجل الوصول إلى هذه الدّولة العظمى هو الطّريقة العليّة النّقشبنديّة قدّس الله أسرار أربابها فإنّ هؤلاء الأكابر اختاروا الإبتداء من علم الامور وطلبوا من القلب طريقا إلى مقلّب القلب ولهم عوضا عن رياضات الآخرين ومجاهداتهم التزام السّنّة واجتناب البدعة.

قال الخواجه بهاء الدّين النّقشبند قدّس سرّه: طريقنا أقرب الطّرق ولكنّ التزام السّنّة أمر مشكل جدّا فطوبى لمن توسّل بهم واقتدى بهم لمولانا الجاميّ قدّس سرّه، (اشعار):

ما أحسن النّقشبنديّين إنّهم ... يمشون بالرّكب مخفيّين للحرم

تزيل وسوسة الخلوات صحبتهم ... عن قلب صحبهم يا نعم مغتنم

لو عابهم قاصر طعنا بهم سفها ... برأت ساحتهم عن أفحش الكلم

هل يقطع الثّعلب المحتال سلسلة ... قيّدت بها أسد الدّنيا بأسرهم

والمعروض ثانيا أنّ صحيفة محبّنا القاضي محمّد شريف قد وصلت وحيث كانت منبئة عن محبّة الفقراء صارت موجبة للفرح فبلّغه دعاء الفقير. وثالثا: قد وصل مكتوب أخينا الشّيخ حبيب الله وقد كتب خبر فوت والده المرحوم إنّا لله وإنّا إليه راجعون فالمرجوّ تبليغ الدّعاء من جانب الفقير وأداء مراسم



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!