موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(16) المكتوب السادس عشر إلى مولانا أحمد الديبني في بيان سر عدم اطلاع السالك على أحواله ومشاهدتها في مرايا المسترشدين

 

 


(١٦) المكتوب السّادس عشر إلى مولانا أحمد الديبنيّ في بيان سرّ عدم اطّلاع السّالك على أحواله ومشاهدتها في مرايا المسترشدين

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وصل المكتوب الشّريف وذكرتم فيه بأنّي لا أجد نفسي شيئا من أحوال هذه الطّائفة العليّة ومواجيدهم وعلومهم ومعارفهم ومع ذلك كنت علمت الطّالبين الطّريقة فتأثّرا تأثّرا كثيرا وظهرت منهما أحوال غريبة فما يكون وجه ذلك (اعلم) أنّ الأحوال الّتي ظهرت من ذينك الشّخصين كانت من عكس أحوالكم ظهر في مرايا استعدهما ولمّا كانا صاحبي علم عرفا أحوالهما ودلّاكم أيضا على العلم بحصول الحال المستور كمرآة تدلّ على كمالات خفيّة في الإنسان وتظهر محاسنه المكنونة المقصود حصول الأحوال والعلم بالأحوال والعلم بالأحوال دولة أخرى يعطى جمع هذا العلم وجمع آخر لا يعطاه ومع ذلك يكون كلاهما من أرباب الولاية ومتساويين في القرب فمنّا من علم ومنّا من جهل من كلام هذه الطّائفة ينبغي أن لا يكون محزونا ومتألّما من عدم العلم بالأحوال وينبغي السّعي حتّى يحصل الأحوال بل حتّى يحصل الوصول إلى محوّل الأحوال تجاوزا من الأحوال فإن لم يحصل العلم بالأحوال بلا توسّط المسترشدين ينبغي أن يقنع بمطالعتها في مراياهم وأن يكون محتظّا من طريق المظاهر وليحصل الأحوال فإن لم يتيسّر العلم بالأحوال بلا توسّط فعساه أن يحصل بتوسّط (وكتبتم) أيضا أنّ دوام الحضور عبارة عن أيّ شيء وكثيرا ما يحسّ ذهول القلب عن هذا الحضور في بعض المشاغل فينبغي تشخيص الحضور ودوام الحضور (اعلم) أنّ الحضور عبارة عن حضور الباطن مع جناب قدس الحقّ جلّ سلطانه شبيه بالعلم الحضوريّ الذي الدوام لازمه هل سمعت أحدا أنّه غفل عن نفسه في وقت من الاوقات وذهل والغفلة والذّهول إنّما يتصوّران في العلم الحصوليّ لوجود المغايرة في البين وفي العلم الحضوريّ حضور في حضور دائما وإن كان الابله في جهل من هذا الحضور ونفور وبحصول في غرور فكان الدوام لازما للحضور والذي لا دوام له فهو ميلان إلى المطلوب وله شباهة بالحضور المذكور ودوامه متعذّر لكونه شبيها بالعلم الحصوليّ الذي هو قليل النّصيب من الدوام ولله المثل الاعلى وإطلاق العلم الحصوليّ والعلم الحضوريّ بالنّسبة إلى جناب قدسه تعالى إنّما هو على سبيل التّشبيه والتّنظير فإنّه تعالى إذا كان أقرب إلى الإنسان من نفسه يكون خارجا عن حيطة العلم الحضوريّ والعلم الحصوليّ وإن عجز أرباب المعقول عن تصوّره ولم يجدوا أقرب من أنفسهم ولكنّ هذا المعنى واضح عند أرباب العلم اللّدنيّ وحاصل بالسّهولة بعناية الله تعالى رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَدًا (١) ثمّ لا يخفي انّ لأخي السّيّد حقوقا كثيرة عليكم وهو متأذّ لمجيئكم بغير إذنه فينبغي

__________

(١) الآية: ١٠ من سورة الكهف.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!