موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


243.  – الخير

في اللغة:

“ الخاء والياء والراء أصله العطف والميل، ثم يحمل عليه، فالخير: خلاف الشرّ لان كل واحد يميل اليه ويعطف على صاحبه. والخيرة: الخيار. ..

والاستخارة: أن تسأل خير الامرين لك. .. وهي الاستعطاف. .. ثم يصرّف الكلام فيقال رجل خيّر وامرأة خيّرة: فاضلة. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ خير “ ) .في القرآن:

( ) يورد الترمذي خمس نظائر للخير في القرآن 1، وهي:

 - المال: وانما صار الخير “ المال “، لأنه مختار في الدنيا على جميع الأشياء، فالاختيار واقع عليه، ولذلك سمي “ خير “ [“ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ “( 2 / 272 ) ].

 - الايمان والاسلام: وانما سمي الخير. .. الاسلام والايمان. .. لأنه مختاره للآخرة.

 - الوفاء والإمامة: وانما صار الخير: الوفاء والإمامة. .. فذاك لاختيار اللّه إياه.

 - السعة والغنى: وانما صار الخير “ السعة والغنى “. .. فذاك مختاره للدنيا.

 - السرور: وانما صار الخير “ السرور “. .. لأنه مختاره على الأشياء “ ( تحصيل نظائر القرآن ص 78 ).

( ب ) والملاحظ ان لفظ “ خير “ يقع اسما بالمعاني السابقة ويقع اسم تفضيل، بمعنى: أحسن في مقابل الشر الذي هو اسم تفضيل بمعنى: أقبح

قال تعالى: ”قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ “[ 38 / 76 ].

قال تعالى :" وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [ 43 / 32 ].

قال تعالى: " وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِم آتاهذُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً 2لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ [ 3 / 180 ]. “

- كما أن “ الخير “ في القرآن مصنف في مقابل الشر والسوء، جامعا تحت لوائه كل مقبول ومستحسن شرعا وعقلا.

قال تعالى: ” وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً “[ 2 / 269 ].

قال تعالى: ” بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “[ 3 / 26 ].

قال تعالى: ” يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً “[ 3 / 30 ].

عند الشيخ ابن العربي:

ان نمو الشر وترعرعه إلى جانب الخير، بل تآلفه معه في مذهب يوحّد كل المظاهر معضلة فكرية 3.

إذ كيف يفسر الشيخ ابن العربي صدور الشر ووجوده عن الخير المحض اي اللّه 4 ؟

وهل يعقل ان يتجلى الحق في الشر ؟

ونظرا لان الفاعل الحقيقي في كل فعل هو اللّه، كيف يفعل الشر والمعصية ؟

اذن وجود الشر في فلسفة الوحدة 5 والتجليات معضلة كبرى.

فلننظر كيف خلصت عبقرية الشيخ الأكبر منها.

ان الوجود خير كله، واللّه هو الخير المحض المطلق بمعنى انه وجود محض.

اما الشر فلا وجود له انه عدم.

وكل ما يحكم عليه بأنه شر: هو حكم نسبي 6 يعود إلى الأمور التالية:

 - الشرع: ان الفعل في نفسه لا يقال فيه خير أو شر، فالشرع هو الذي يحكم أحيانا على بعض الأمور أو الافعال انها شر. مثلا: الرجل نفسه يقوم

بالفعل عينه [ علاقة جسدية ] مع زوجته يقال خير. مع أخرى ليست بزوجة له يقال زنى اي شر.

 - المجتمع الخلقي أو البيئة الخلقية.

 - عدم الملاءمة لطبع الانسان. فكل ما لا يلائم الانسان يصنفه شرا: مثلا:

الدواء ،

 - العقل. فان العقل يحكم على بعض الأمور بنتائجها انها شر.

اذن يتضح ان الخير هو الوجود، اما الشر فهو عدم يخلقه الشرع والعقل والطبع والعادات والمجتمع. وبذلك تخلص الشيخ الأكبر من الشر، فلم يفسح له مكانا في تصوره للوجود الذي هو خير كله 7.

يقول الشيخ ابن العربي:

“( 1 ) فما ظهر العالم عن اللّه الا بصورة ما هو الامر عليه، وما في الأصل شر فإلى من تستند الشرور، والعالم في قبضه الخير المحض وهو الوجود التام.

غير أن الممكن لما كان للعدم نظر اليه كان بذلك القدر ينسب اليه من الشر ما ينسب اليه 8 فإنه ليس له من ذاته حكم وجوب الوجود لذاته، فإذا عرض له الشر فمن هناك، ولا يستمر عليه ولا يثبت فإنه في قبضة الخير المحض والوجود. .. “ ( ف 3 / 315 ).

“ قال صلى اللّه عليه وسلم في دعائه يخاطب ربه تعالى: “ والخير كله في يديك والشر ليس إليك “ فإنه ضد الخير فما صدر عن الخير الا الخير.

والشر: انما هو عدم الخير - فالخير وجود كله والشر عدم كله، لأنه ظهور ما لا عين له في الحقيقة، فهو حكم والاحكام نسب. .. “ ( ف 3 / 373 ).

“ فما اخرج اللّه العالم من العدم الذي هو الشر الا للخير الذي اراده به ليس الا الوجود. .. “ ( ف 3 / 377 ).

“( 2 ) فالخير إذا أردت ان تعرفه فاعلم أنه جماع مكارم الأخلاق وهي معروفة عرفا وشرعا “ ( ف 4 / 58 ).

“ واعني بالخير 9 ما يوافق غرضه [ العبد ] ويلائم طبعه ومزاجه، واعني

بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه “ ( فصوص 1 / 118 ).

ولا يخفى ما في موقفه من خطورة خلقية تتلامح لنا الوهلة الأولى، إذ اننا لا نتلمس عند حكيم مرسية نظرية عادية في الاخلاق والمعايير الخلقية تنتهجه العامة. فقد شاءت عبقريته ان تنفرد في كل شيء. ولكن بنظرة أدق وأعمق نجد انه لن يجدى نفعا ان تتمسك العامة بنتائجه قائلة: فلأفعل ما أريد إذ كل فعل هو خير. كلا. ان أخلاقه وان ابتعدت عن دروب العامة فقد سلكها الخاصة أهل الشهود والحضور الدائم مع الحق، الذين يراقبون ما يجري على أيديهم من الافعال ونصب أعينهم يقينهم الثابت بأنهم محل ومجلى لا أكثر. فأخلاقه:

الاخلاق في قمة نقاوتها كما تتجلى في قلوب العارفين المشاهدين، أهل الحضور الدائم مع الحق.

..........................................................................................

( 1 ) يعرّف الترمذي الخير بقوله: “ ما وقع عليه اختيار اللّه للعباد “ ( تحصيل نظائر القرآن ص 78 ).

وقد بحث الأب نويا موقف الترمذي منوها بابعاده النفسانية واضعا إياه في اطاره الفكري الاسلامي، مستخلصا، بغزارة أفقه الاشتقاقات اللفظية القريبة الواضحة والبعيدة الغريبة التي ذهب إليها الترمذي.

راجعExegese coraniqueص 128 - 130.

كما يراجع نوادر الأصول للترمذي ص 89 - 95 ( الأصل السادس والستون: في أن الاختيار من الخير ).

( 2 ) لن نعدد الآيات التي فيها الخير اسم تفضيل لان عددها يربو على الخمسين. فليراجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن مادة “ خير “.

( 3 ) راجع بخصوص مشكلة الشر من الوجهة الفلسفية :-Etiene borne: Le probleme du mal col SUP et surtout chap 4( 4 ) يسمى أسوة بافلاطون، اللّه: الخير المحض.

( 5 ) تجدر مقارنة موقف الشيخ ابن العربي من الخير والشر مع موقف متصوف من فلاسفة الوحدة هو ابن سبعين، الذي يقول إن الخير والشر لا فرق بينهما عند المحقق من حيث الحقيقة الوجودية، لان الوجود قضية واحدة وهو الخير المطلق، وانن بمحض الوهم نفرق في عالم الظواهر بين الخير والشر.

انظر: - ابن سبعين وفلسفته الصوفية. أبو الوفا التفتازاني ص 193، و ص 386 - 407.

- اما فريد الدين العطار في غمرة “ الحب “ نجده لا يفرق بين الخير والشر، انظر كتابه منطق الطير الترجمة الفرنسية فصل بعنوان الوادي الثاني وادي العشق. ص ص 185 - 186.

( 6 ) الخير والشر، سواء أدركا بالعقل أم بالشرع، هما أمران إضافيان عند أهل السنة، ما داما لا يرجعان إلى صفات ذاتية في الافعال. كما أن عملا قد يكون خيرا بالإضافة إلى شيء أو زمن، وشرا بالإضافة إلى شيء آخر وزمن آخر.

اما المعتزلة فتقول بوجود خير مطلق وشر مطلق لا يتغيران بالاعتبارات المختلفة.

وقد اعتمد شيخنا الأكبر موقف أهل السنة في نسبية الخير والشر ولكنه حصرها بالشر فقط، وتوغل في نتائجه فانتقل من نفي وجود الشر بذاته إلى نفي وجوده. فالشر عدم.

فليراجع بخصوص موقف أهل السنة والمعتزلة من نسبية الخير والشر:

- جولد تسيهر العقيدة والشريعة في الاسلام ص 85 ،

- نهاية الاقدام ص 98 ،

- فلسفة الاخلاق في الاسلام. محمد يوسف موسى ص ص 44 - 45.

( 7 ) يشبه موقف الشيخ ابن العربي موقف اسبينوزا الذي يرى أن الكونية الايجابية هي مصدر كل خير والكونية السلبية هي القاعدة لكل شر، انظر-The mystical Afifi p 157- La morale de Spinoza Sylvain col SUP PP 61 - 74 ( au dela du bien et du mal )( 8 ) ينسب الشر إلى الخلق لان لهم وجها للعدم الذي هو أصل الممكن. وعلى هذا الأساس يجب ان تفسر كل أقوال الشيخ ابن العربي التي ترجع الشر إلى الخلق من أمثال البيت التالي :” فلو لا وجود الحق ما كان خيره * ولولا وجودي لم ير في الورى شر “( ف 3 / 318 )

( 9 ) يراجع بشأن الخير والشر عند الشيخ ابن العربي:

- ف ج 2 ص 157، 303 ( الخير المحض )

- ف ج 3 ص 389 ( الخير المحض - وجود الحق ) ص 528 ( الجهل - عدم العلم - الشر ) 550 ( الوجود هو الخير ).

- شجون المشجون ورقة 39 ( الوجود - الخير المحض، العدم - الشر المحض ) ص 127، 339.

- الفصوص. المقدمة ص 18. ج 2 ص ص 62 - 63 ،

- تاج الرسائل ومنهاج الوسائل ورقة 42 ب ،

- ختم الأولياء ص 279 ( الخير العملي ).

- عفيفيThe mystical- ص ص 156 - 163 ،


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!