موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


433.  – طريق

في اللغة:

“ الطاء والراء والقاف أربعة أصول:

أحدها: الاتيان مساء.

والثاني: الضّرب.

والثالث: جنس من استرخاء الشيء.

والرابع: خصف شيء على شيء.

فالأول: الطّروق. ..

قالوا: ورجل طرقة، إذا كان يسري حتى يطرق أهله ليلا. .. تسميتهم النجم طارقا، لأنه يطلع ليلا. . ومن الباب، واللّه اعلم: الطّريق، لأنه يتورّد. ويجوز ان يكون من أصل آخر، وهو الذي ذكرناه من خصف الشيء فوق الشيء. .. “ ( معجم مقاييس اللغة، مادة “ طرق “ ).

في القرآن:

 - الطارق: النجم” وَما أَدْراكَ مَ الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ “( 86 / 2 ).

 - الطريق. مجازا بمعنى السلوك.

قال تعالى: ” مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ “(/ 46 30 ).

عند ابن العربي:

ان لفظ “ طريق “ في التصوف يختصر جملة “ الطريق إلى اللّه “. لذلك كان

من الشمول بحيث تندرج تحته التجربة الصوفية بكاملها. ابتداء من تنبه القلب من غفلته. . مرورا بمجاهدة النفس ورياضتها، وصولا إلى النشاط الروحي وتفتح فعاليته.

ويخلق وينمو من داخل هذا النشاط الروحي جملة مصطلحات تشكل مفردات التصوف العملي. ومن الممكن التوقف عند أهم مفاتيحها، لنكون فكرة عن التجربة الصوفية من داخل.

التسليك:

الصوفي في ارادته الوصول إلى “ الحضرة الإلهية “ يضع قدمه على اعتاب تجربة جوانية، تتطلب شمول الوعي والدراية للنفس الانسانية في غرائزها ونزواتها، جموحها وقهرها. ولا يخفى ما للنفس من سلطان يظهر بوجوه مختلفة، تتدرج في المكر من الضعف إلى قمة القوة.

لذلك كان فيه متخصصون مرشدون مهمتهم توصيل “ الصوفي الذي أراد الوصول “، وتأهيله لأدب “ الحضرة الإلهية “.

فالتسليك هو هذه العملية التي يتولى فيها “ المرشد “ أو “ الشيخ “ مهمة توصيل “ الفرد “ أو “ المريد “، إلى “ الحضرة الإلهية “.

وهي عملية تخضع لجملة عوامل، تتجاذبها قوى مختلفة:

نوعية المريد - طاقته - قوى نوزاع نفسه وطغيان غرائزها - أهليته الروحية - مقدرة “ المرشد “ - درجة اجازته. ..

والتسليك بنظرة أخرى، هو تربية الانسان الروحية الذهنية كما تظهر على مستوى السلوك النفسي.

“ فالنفس “ أسهل “ المداخل “ لجوانية الانسان كما انها من ناحية ثانية، أقرب تعبير عن هذه الجوانية.

لذلك برز اهتمام الصوفية بالأحلام والرؤى كمؤشرات ومفاتيح لاعماق النفس، وعلى أساسها يتدرج التسليك.

والتسليك، بلغة عصرية، هو “ تدريس “ على المستوى العملي يتمتع بكل م للتدريس من مناهج وثوابت، لذلك تعددت الطرق الصوفية.

فكل طريقة لها منهجها وثوابتها.

سواء فيما يتعلق “ بالمريد “ أو بالمراحل نفسها للطريق إلى اللّه.

هذه المراحل التي يسميها الصوفية: الأحوال والمقامات.

فالأحوال والمقامات في السلوك الصوفي خاضعة لثوابت معينة، إذ يرى الصوفية ان كل “ عمل “ يقوم به المريد من الفرائض والنوافل أو المجاهدات والرياضات، له “ حال “ و “ مقام “ واستنادا إلى أن كل “ عمل “ له “ حال “ و “ مقام “ اخذ السلوك من تحكمه “ بالاعمال “ يخطو نحو منهجية شبه علمية.

ويقسم هذا السلوك كالتدريس تماما [ ابتدائي - تكميلي - ثانوي - جامعي ] إلى مراحل، ولكل مرحلة مرشد متخصص. فمرشد أو شيخ البدايات لا يستطيع ان يتابع مع مريد انهى هذه المرحلة، بل يحيله إلى مرشد أو شيخ أعلى وهكذا. ..

ولذلك تتعدد النصوص الصوفية التي يذكر فيها صوفي مشهور [ كالشاذلي - والرفاعي - وابن العربي ] شيوخه إلى اللّه تعالى. ..

ويؤكد ما ذهبنا اليه، تعدد أنواع الإجازات للمشايخ. ..

فكل “ شيخ “ عنده إجازة تحدد امكاناته، فمنهم المجاز “ باعطاء العهد “ ومنهم المجاز بتسليم زاوية وما إلى ذلك.

حتى نصل إلى أعلى المشايخ وهو الشيخ صاحب منهج التسليك نفسه [ الرفاعي – الشاذلي – القادري. . ]، وهذا الأخير لا تنص عليه الإجازة بل يدخل حلقة في مشايخ “ السلسلة “، وهي تبدأ من الرسول إلى “ الشيخ “ صاحب المنهج ثم تنتشر بين مريديه واتباعه على شكل إجازات.

ولم يهتم الصوفية، قبل القرن السابع الهجري بتدوين مصنفات في “ السلوك “، بل دوّنوا في الفكر الصوفي وعاشوا وفقا للسلوك الصوفي. ولم تتعدد المؤلفات في التصوف العملي والسلوك الا بعد القرن السادس – السابع الهجري، حيث دخل التصوف مرحلة التربية الصوفية ومناهج التسليك. .. فكثر مريد والصوفية وقلّ مفكروها.

يقول ابن العربي:

 - لفظ “ الطريق “ يشمل التجربة الصوفية بكاملها “. .. ان الطريق إلى اللّه تعالى. .. على اربع شعب: بواعث، ودواع، واخلاق، وحقائق. ..

الدواعي خمسة: الهاجس السببي ويسمى “ نقر الخاطر “ ثم الإرادة، ثم العزم ثم الهمة، ثم النية.

والبواعث لهذه الدواعي ثلاثة أشياء: رغبة أو رهبة أو تعظيم.

والرغبة رغبتان: رغبة في المجاورة ورغبة في المعاينة.

وان شئت قلت: رغبة فيما عنده، ورغبة فيه.

والرهبة رهبتان: رهبة من العذاب ورهبة من الحجاب.

والتعظيم: إفراده عنك وجمعك به.

والاخلاق على ثلاثة أنواع: خلق متعد [ إلى الغير بمنفعة أو

دفع مضرة ] وخلق غير متعد [ إلى الغير: كالتوكل ]، وخلق مشترك. ..

واما الحقائق فعلى أربعة:

حقائق ترجع إلى الذات المقدسة ،

وحقائق ترجع إلى الصفات المنزهة. ..

وحقائق ترجع إلى الأفعال...

وحقائق ترجع إلى المفعولات. ..

وجميع ما ذكرناه يسمى الأحوال والمقامات. .. “ ( ف السفر الأول فق 88 - 96 ).

 - منهجية السلوك:

“ فإن لكل عمل من هذه الاعمال الرياضية والمجاهدات له نتائج مخصوصة.

لكل عمل: حال ومقام “ ( ف السفر الرابع فق 162 ).

 - ضرورة الشيخ:

” ومن طلب الطريق بلا دليل * الهي، لقد طلب المحالا “( ف السفر الثالث فق 1 )

****

المريد - المراد:

“ المريد “ اسم فاعل من “ أراد “، وقد اكتسب “ المريد “ في التصوف هذ الاسم 1 لسببين:

الأول: انه أراد الوصول إلى معرفة الحق أو إلى الحضرة الإلهية.

الثاني: انه يحرر هذه الإرادة من نفسه، بتسليمها.

لذلك “ المريد “ هو اسم فاعل.

وتسليم الإرادة: تقنية الوصول إلى اللّه.

فالوصول إلى معرفة الحق في المنهج الصوفي قائم على سلوك معين، يبد بالإرادة الذاتية للفرد [ الذي يريد الوصول ]، مرورا بتقنية معينة على مستوى الإرادة [ تحرير الإرادة من النفس وسلطانها بتسليمها إلى الغير - المجاهدات والرياضات ]، وصولا إلى أدب الحضرة الإلهية [ يصبح “ المريد “ مؤهلا للتلقي ].

وهنا ينتهي عمل الانسان إذ يستطيع ان يكتسب الإلهية، اما التلقي، فهو من الحق 2.

وقد كان السلوك حتى هذه المرحلة واحدا ينطبق على الجميع، فالرياضات والمجاهدات التي أكسبت المريد الأحوال والمقامات يمارسها جميع المريدين. ولكن رغم السلوك الواحد تظهر شخصيات صوفية مميزة كالشاذلي وابن العربي وغيره.

وفي هذا دليل على امرين:

الأول: ان الانسان يكتسب الأهلية للتلقي الإلهي، اي انه بممارسة السلوك الصوفي من مجاهدة ورياضة لا يكتسب منها إلّا التعرض للنفحات الإلهية، لا يكتسب النفحات نفسها لأنها عطاء الهي.

الثاني: ان تسليم الإرادة إلى الغير في السلوك الصوفي، لا يؤثر سلبي على شخصية المريد. فها هي تظهر في ذاتيتها وتميزها بعد المجاهدة والرياضة.

تفنن الصوفية في التمييز بين لفظي “ المريد “ و “ المراد “ عند اطلاقهما على السالك 3.

فالمريد كما سبق الكلام عليه هو من أراد السلوك ابتداء [ في مقابل “ المراد “ هنا هو الحق ].

اما “ المراد “ فيطلق على السالك عندما يكون موضوع إرادة الحق [ في مقابل “ المريد “ هنا هو الحق ]، فهو منجذب إلى الحق الذي اراده.

ولا يخفي أهمية هذا الانجذاب في موقف قائم على العطاء الإلهي.

يقول ابن العربي:

“ المريد: هو المتجرد عن ارادته 3. .. المراد: عبارة عن المجذوب عن ارادته مع تهيؤ الأمور له، فجاوز الرسوم كلها والمقامات من غير مكابدة “ ( الاصطلاحات 284 ).

* * * *

الرياضة والمجاهدة:

يتفق الصوفية في كل نصوصهم على ضرورة بل حتمية الرياضة والمجاهدة في طريق أهل اللّه 4.

فهي المدخل الوحيد للتحكم في النفس الانسانية والسيطرة عليها، كما يؤكد ذلك الحكيم الترمذي حيث يقول في “ كتاب الرياضة وأدب النفس “:

“ فاما الرياضة فهي مشتقة عربيتها من الرضّ، وهو الكسر.

وذلك ان النفس اعتادت اللذة والشهوة.

وان تعمل بهواها، فهي متحيرة، قائمة على قلبك بالامرة، وهي الامرة بالشهوة، فيحتاج إلى أن يفطمها، فإذا فطمها عن العادة

انفطمت. .. فهذه النفس إذا فطمتها انكسرت عن الالحاح عليك. .. “ ( ص ص 104 - 105 ).

فمتى تحكم المريد بنفسه لم يبق فيه من الشهوات ولا من الهوى ما يثقل عليه قبوله من ربه 5، فيصبر ويرضى.

ولكن متى “ عجز عن الرياضة، فإنما يقبل احكام اللّه تعالى ومشيئاته على حد الايمان. . على ثقل من نفسه، وتنغيص وتكدير من عيشه 6 “.

فالرياضة والمجاهدة هما المدخل الوحيد للوصول إلى نتائج السلوك الصوفي بشقيه: العلمي والعملي. اي الوصول إلى العلم الصوفي [ الشق العلمي ] والأحوال والمقامات [ الشق العملي ].

ولا يفارق المريد الرياضة والمجاهدة مهما تقدم به الطريق، بل يلازمه ذلك ملازمة نفسه له، أي إلى الموت.

يقول ابن العربي:

 - الرياضة والمجاهدة مدخل الوصول إلى نتائج السلوك الصوفي بشقيه:

العلمي والعملي.

“ ولما رأت عقول أهل الايمان باللّه تعالى، ان اللّه قد طلب منها أن تعرفه بعد أن عرفته بأدلتها النظرية، علمت أن ثم علما آخر باللّه، لا تصل اليه من طريق الفكر. فاستعملت الرياضات والخلوات، والمجاهدات، وقطع العلائق، والانفراد، والجلوس مع اللّه بتفريغ المحل، وتقديس القلب عن شوائب الافكار. .. واتخذت هذه الطريقة من الأنبياء والرسل. .. “ ( ف السفر الرابع فق 441 ).

“ وذلك هو العلم، الشرعي، اللدني، فإنه عن رياضة ومجاهدة. .. “ ( ف السفر الخامس فق 142 ).

 - المجاهدة أقسى من الرياضة:

“ الرياضة: رياضة الأدب وهو الخروج عن طبع النفس ورياضته طلب وهو صحة المراد به، وبالجملة. وهي عبارة عن تهذيب الاخلاق النفسية.

المجاهدة: حمل النفس على المشاق البدنية ومخالفة الهوى على كل حال. .. “ ( الاصطلاحات ص 290 ).

 - الرياضة والمجاهدة تلازم المريد إلى حين الموت:

“ ثم إن هذه المقامات منها ما يتصف به الانسان في الدنيا والآخرة:

كالمشاهدة والجلال والجمال والانس والهيبة والبسط. .. ومنها، ما يتصف به العبد إلى حين موته: كالزهد والتوبة والورع والمجاهدة والرياضة 7 والتخلي والتحلي، على طريق القربة. .. “ ( ف السفر الأول - فق 98 ).

****

الخوف والرجاء:

تتدرج التجربة الصوفية في مجاهداتها ورياضاتها بين حدين: الخوف والرجاء [ طبعا الخوف من اللّه ورجاء اللّه ]. وهما مطلوبان لتكاملهما 8 وليس لتقابلهما.

لأن الخوف يقابله “ الامن “ والرجاء يقابله “ اليأس “.

فالمريد في “ الامن “ تستقر نفسه وتستكين فتفارق المجاهدة والرياضة.

فمن ناحية ثانية ضرورية يظهر “ الخوف “ كمنبه لحال “ الامن “ وباعث ومحرك للمجاهدة.

ومهما كبر “ الخوف “ لا يجب ان يصل درجة “ اليأس “ لأنه “ كالامن “ تماما ركود وجمود. لذلك يتدخل “ الرجاء “ ليوازن بين الخوف واليأس.

حدود أربعة: الخوف - الامن. الرجاء - اليأس.

تتحرك بين قطبيهما “ الخوف والرجاء “ نفس الصوفي، فلا يأخذه حد يعوق حركة سيره. بل يظل سلوكه حيا بفضل هذه الحركة 9

وقد لا تظهر هذه الحركة في كتابات الصوفية التي غالبا ما تطغى عليه صفة حال قائلها. ففي القرنين الأول والثاني للهجرة ظهر “ الخوف “ محتلا مكان بارزا مع الحسن البصري، ثم لم تلبث ان خفت حدته مع تطور التجربة الصوفية إلى الطمأنينة في القرنين الثالث والرابع للهجرة، واحتلت ألفاظ المحبة والشوق نصوص الصوفية بدل الخوف.

ومع اكتمال التجربة الصوفية في نصوص القرنين الخامس والسادس للهجرة توازن الخوف والرجاء “ جناحي “ المريد، بهما يقطع الطريق إلى الحق 10 ويلازمان الانسان إلى ما بعد الموت، إلى أن يضع أول قدم في الجنة.

يقول ابن العربي:

“ فإن المؤمن من استوى خوفه ورجاؤه. .. “ ( ف السفر السادس فق 44 ).

“ الخوف وهو عذاب نفسي لا حسي “ ( ف السفر الثالث فق 52 ).

“ ثم إن هذه المقامات منها ما يتصف به الانسان في الدنيا والآخرة. .. ومنها ما يتصف به العبد إلى حين موته، إلى القيامة، إلى أول قدم يضعه في الجنة، ويزول عنه 11: كالخوف. . والرجاء “ ( ف السفر الأول فق 98 ).

المراقبة والحياء:

نجد الحديث الشريف الذي يأمر بأن نعبد اللّه كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا. صورة تفسر المراقبة عند الصوفية.

فالمراقبة هي علم العبد باطلاع اللّه عليه في جميع أحواله.

وحيث إنه “ علم “ فقط فهو دون المشاهدة والمكاشفة 12.

الا انه يضع العبد في حال الطاعة وموافقة الشرع في جميع أحواله، لأن الحق مطلع عليه.

وهذا يؤهله لأدب المشاهدة والمكاشفة، والمراقبة تورث الحياء، صفة لا بد منها لاستكمال أدب الحضرة الإلهية.

فالشيخ أو المرشد مهمته تأهيل المريد لأدب الحضرة بمداومة المراقبة والحياء.

فالمراقبة استحضار، لايمان بحضور. والحياء نتيجة لازمة عن هذا الحضور 13 ولا يكتفي ابن العربي بوصف النفس بها بل يعممها على كل عضو فللسمع حياؤه وللبصر. ..

يقول ابن العربي:

 – المراقبة

” لما لزمت قرع باب اللّه *** كنت المراقب لم أكن باللاهي

حتى بدت للعين سبحة وجهه *** وإلى هلمّ لم تكن الا هي “( ف السفر الأول فق 56 ).

“. .. وذلك بأن نفرّغ قلوبنا من النظر الفكري، ونجلس مع الحق - تعالى - بالذكر، على بساط الأدب والمراقبة والحضور، والتهيء بقبول ما يرد علينا منه - تعالى. .. “ ( ف - السفر الثاني - فق 45 ).

“. .. فليس في مقدور البشر مراقبة اللّه في السر والعلن، مع الأنفاس، فالموالاة، على العموم، لا تحصل الا انه يبذل المجهود من نفسه في الاستحضار والمراقبة، في جميع افعاله “ ( ف - السفر الخامس - فق 258 ).

 - الحياء:

“. .. وان فكّر [ المرء ] فيما ليس عنده، فهو، عند الطائفة، عديم العقل، لا دواء له الا المداومة على الذكر، ومجالسة أهل اللّه، الذين الغالب على ظواهرهم المراقبة والحياء من اللّه. .. “ ( ف السفر الرابع فق 321 ).

“ فعند ما تحصّل له [ العبد ] طعم هذه اللذة [ لذة الأمان ]، وشرع في الأعمال الصالحة، وتطهر محله، واستعد لمجالسة الملك. .. وعلم ما يستحقه جلاله، وعلم قدر من عطاه، استحيا كل الحياء. . “ ( ف - السفر الرابع - فق 160 ).

“ فأما الفرض، فالحياء من اللّه ان يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك. واما السنة منه، فالحياء من اللّه ان تكشف عورتك في خلوتك، فاللّه أولى ان تستحي منه “ ( ف - السفر الخامس - فق 203 ).

 - الحياء يعم الأعضاء:

“ فكما انه من الحياء غض البصر عن محارم اللّه. كذلك يلزمه الحياء من اللّه ان يسمع ما لا يحل له سماعه، من غيبة. .. “ ( ف - السفر الخامس - فق 206 ).

“ فالأولى بالانسان ان يصرّف حياءه في سمعه كما صرّفه في بصره “.

( ف - السفر الخامس فق 205 ).

****

الرضا:

لم يختلف الصوفية على ضرورة الرضا وأهميته في السلوك والسير إلى اللّه 14 وان كان اختلافهم في الجزئيات: هل الرضا حال أم مقام ؟

هل الرضا يسبق القضاء أم يلحقه ؟

هل الرضا يفترض ان يشمل القضاء والمقضي به معا ؟

وهكذا 15. ..

فالرضاء يرتبط بالقضاء من ناحية، وطاقة الفرد على الصبر عليه وبالتالي الرضاء به. ومن ناحية ثانية يرتبط الرضا بحقيقة وجدّية الايمان بالعدل الإلهي، فاللّه: عادل في قضائه في كل الأحوال.

يقول ابن العربي:

“. .. الأحوال والمقامات. فالمقام. .. كل صفة يجب الرسوخ فيها، ولا يصح التنقل عنها كالتوبة. والحال. .. كل صفة تكون فيها في وقت دون وقت.

كالسكر والمحو والغيبة والرضا، أو يكون وجودها مشروطا بشرط، فتنعدم لعدم شرطها، كالصبر مع البلاء، والشكر مع النعماء “.

( ف - السفر الأول فق 96 ).

“ يقول الشيخ أبو طالب المكي صاحب “ قوت القلوب “ وغيره من رجال اللّه [ عز وجل ]: ان اللّه ما تجلى قط في صورة واحدة لشخصين، ولا في صورة واحدة مرتين. .. ولهذا اختلفت الآثار في العالم وكنى عنها بالرضاء والغضب “ ( ف - السفر الرابع فق 248 ).

“. .. وقد يخرج “ الضحك “ و “ الفرح “ إلى القبول والرضا. فان من فعلت له فعلا، اظهر لك من اجله الضحك والفرح، فقد قبل ذلك الفعل ورضى به.

فضحكه وفرحه - تعالى - ( هو ) قبوله ورضاه عنّا “.

( ف السفر الثاني - فق 117 ).

..........................................................................................

( 1 ) لعبت الإرادة في التصوف دورا كبيرا، وقد افرد لها القشيري باب هو: باب الإرادة.

ولكن على عادته من مزج الخصائص بالاحكام بالصفات بالتعريفات لكل موضوع يطرحه: يتمم نصه تعريفات هذا المعجم، باعطاء صورة عن اهتمامات الصوفية بالموضوع المطروح وطريقة معالجتهم له ،

يقول:

“. .. والإرادة بدء طريق السالكين وهي اسم لأول منزلة القاصدين إلى اللّه تعالى، وانما سميت هذه الصفة إرادة لأن الإرادة مقدمة كل امر، فلما لم يرد العبد شيئا لم يفعله فلما كان هذا أول الأمر لمن سلك طريق اللّه عز وجل سمى الإرادة، تشبيها بالقصد في الأمور الذي هو مقدمتها، والمريد على موجب الاشتقاق من له إرادة، كما أن العالم من له علم، لأنه من الأسماء المشتقة ولكن المريد في عرف هذه الطائفة من لا إرادة له، فمن لم يتجرد عن ارادته لا يكون مريدا، كما أن من ل إرادة له على موجب الاشتقاق لا يكون مريدا. .. فأكثر

المشايخ قالوا الإرادة ترك ما عليه العادة. .. فأما حقيقتها فهي نهوض القلب في طلب الحق سبحانه ولهذا يقال إنها لوعة تهون كل روعة. .. ممشاد الدينوري أنه قال مذ علمت أن أحوال الفقراء جد كلها لم امازح فقيرا. .. فهو [ المريد ] في الظاهر. .. فارق الفراش ولازم الانكماش وتحمل المصاعب وركب المتاعب، وعالج الأخلاق ومارس المشاق وعانق الأهوال وفارق الاشكال. .. الكتاني يقول: من حكم المريد ان يكون فيه ثلاثة أشياء نومه غلبة واكله فاقة وكلامه ضرورة. .. وقال الواسطي أول مقام المريد إرادة الحق باسقاط ارادته “ ( الرسالة القشيرية ص 92 - 93 ).

( 2 ) للاستزادة من موضوع الإرادة في التصوف: آداب المريد، أركان الطريق، الشيخ، وامل المريد، شرط المريد الصادق. .. إلى غير ذلك من مواضيع التصوف العملي فليراجع كتاب: عبد الوهاب الشعراني “ الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية “ ج 1 وج 2 ( 3 )

( 3 ) ننقل بعض نصوص الصوفية في الفرق بين المريد والمراد:

“. .. فأما الفرق بين المريد والمراد فكل مريد على الحقيقة مراد إذ لو لم يكن مراد اللّه عز وجل بأن يريده لم يكن مريد، إذ لا يكون الا ما اراده اللّه تعالى، وكل مراد مريد لأنه إذا اراده الحق سبحانه بالخصوصية وفقه. ولكن القوم فرقوا بين المريد والمراد فالمريد عندهم هو المبتدي والمراد هو المنتهي، والمريد هو الذي نصب بعين التعب والقي في مقاساة المشاق والمراد الذي كفى بالامر من غير مشقة فالمريد متعن والمراد مرفوق به مرفّه. .. ابا علي الدقاق يقول المريد متحمل والمراد محمول، وسمعته يقول كان موسى عليه السلام مريدا فقال رب اشرح لي صدري، وكان نبينا ( صلى اللّه عليه وسلم ) مرادا فقال اللّه تعالى ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك، وكذلك قال موسى عليه الصلاة والسلام رب أرني انظر إليك قال لن تراني، وقال لنبينا ( صلى اللّه عليه وسلم ) لم تر إلى ربك كيف مد الظل. .. وسئل الجنيد عن المريد والمراد فقال: المريد تتولاه سياسة العلم والمراد تتولاه رعاية الحق سبحانه، لأن المريد يسير والمراد يطير فمتى يلحق السائر الطائر. .. “ ( الرسالة القشيرية ص 93 - 94 ).

النص نفسه تقريبا نجده في الباب الثالث والستين من “ التعرف لمذهب أهل التصوف “ ( قولهم في المريد والمراد، فليراجع ).

( 4 ) يراجع فيما يتعلق بضرورة المجاهدة والرياضة عند الصوفية ونصوصهم في ذلك:

- الرسالة القشيرية ص ص 49 - 50.

- جامع الأصول الكمشخانوي ص ص 133 - 134 “ واعلم أن العزيمة والرياضة والمجاهدة هي باب الوصول إلى اللّه. .. “

- نشأة التصوف الاسلامي. د إبراهيم بسيوني ص ص 20 - 23 ( المجاهدات ).

- الغنية لطالبي طريق الحق. الشيخ عبد القادر الجيلاني ج 2 ص ص 182 - 183 ( فصل في المجاهدة وآفات النفس ).

حقائق عن التصوف. عبد القادر عيسى. ص 112 - 129.

وقد عرف المؤلف المجاهدة نقلا عن الراغب الاصفهاني مادة جهد ص 101 في كتابه المفردات في غريب القرآن.

بقوله: “ الجهاد والمجاهدة، استفراغ الوسع في مدافعة العدو. والجهاد ثلاثة اضرب: مجاهدة العدو الظاهر. ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس. . “.

ويجدر مراجعة فصل “ مجاهدة النفس وتزكيتها “ في كتاب “ حقائق عن التصوف “ المذكور هنا، نظرا لشموليته: دليل المجاهدة من الكتاب والسنة - حكمها - قابلية صفات النفس للتغيير - طريقة المجاهدة - أقوال العارفين والمربين والمرشدين في المجاهدة - رد الشبهات حول المجاهدة. ..

كتاب المسائل في اعمال القلوب والجوارح ،المحاسبي. ص 127 - 132.

- - - - -

( 5 ) انظر نص الحكيم الترمذي في “ كتاب الرياضة وأدب النفس “ ص 99

( 6 ) المرجع السابق الصفحة نفسها.

( 7 ) كما يراجع بشأن رياضة ومجاهدة عند ابن العربي

- الفتوحات السفر الثاني فقرة 139 ( مجاهدة بغير همة )

السفر الثالث فقرة 115 - 1 ( نار المجاهدة - جنة المشاهدة )

السفر الرابع فق 162 ( رياضة ) فق 386 ( أهل الرياضات ).

السفر الخامس فق 522 ( الاخذ للعلم بالمجاهدة )

( 8 ) يقول الجنيد في اللمع ص 420:

“ قال الجنيد رحمه اللّه في معنى “ القبض “ و “ البسط “: يعني الخوف والرجاء. فالرجاء يبسط إلى الطاعة، والخوف يقبض على المعصية “.

( 9 ) ننقل بعض نصوص الصوفية لنتلمس نبض تجربتهم الحية في خوفهم ورجائهم: ". . والخوف من اللّه تعالى هو ان يخاف ان يعاقبه اللّه تعالى ام في الدنيا واما في الآخرة، وقد فرض اللّه سبحانه على العباد ان يخافوه فقال تعالى: وخافون ان كنتم مؤمنين. .. سمعت الأستاذ ابا علي الدقاق يقول الخوف على مراتب: الخوف، الخشية، والهيبة. فالخوف من شرط الايمان وقضيته قال اللّه تعالى: وخافون ان كنتم مؤمنين، والخشية من شرط العالم قال اللّه تعالى: انما يخشى اللّه من عباده العلماء. .. والهيبة من شرط المعرفة قال اللّه تعالى:

ويحذركم اللّه نفسه. ..

- سمعت ابا حفص يقول: الخوف سراجع القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر، سمعت الأستاذ ابا علي الدقاق يقول: الخوف ان لا تعلل نفسك بعسى وسوف. .. وقال يحيى بن معاذ: مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لدخل الجنة.

وقال شاه الكرماني: علامة الخوف الحزن الدائم. وقال أبو القاسم الحكيم: من خاف من شيء هرب منه ومن خاف من اللّه عز وجل هرب اليه. وسئل ذو النون المصري رحمه اللّه تعالى متى

يتيسر على العبد سبيل الخوف ؟ فقال: إذا انزل نفسه منزلة السقيم يحتمي من كل شيء مخافة طول السقام. .. سمعت النوري يقول: الخائف يهرب من ربه إلى ربه، وقال بعضهم:

علامة الخوف التحير على باب الغيب. .. سمعت الجنيد يقول وسئل عن الخوف فقال: توقع العقوبة مع مجاري الأنفاس. .. سمعت ابا عثمان يقول: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرا وباطنا.

وقال الواسطي. .. الخوف والرجاء زمامان على النفوس لئلا تخرج إلى رعونتها. وقال الواسطي إذا ظهر الحق على السرائر لا يبقى فيها فضلة لرجاء أو لخوف..

.. وقال الحسين بن منصور من خاف من شيء سوى اللّه عز وجل أو رجا سواه أغلق عليه أبواب كل شيء، وسلط عليه المخافة وحجبه بسبعين حجابا أيسرها الشك “ ( الرسالة القشيرية ص 59 - 61 ).

“ قال اللّه تعالى: من كان يرجو لقاء اللّه فان اجل اللّه لآت. .. الرجاء تعلق القلب بمحبوب سيحصل في المستقبل، وكما أن الخوف يقع في مستقبل الزمان فكذلك الرجاء يحصل لما يؤول في الاستقبال، وبالرجاء عيش القلوب واستقلالها. .. والفرق بين الرجاء وبين التمني ان التمني يورث صاحبه الكسل ولا يسلك طريق الجهد والجد وبعكسه صاحب الرجاء. ..

قال شاه الكرماني علامة الرجاء حسن الطاعة. .. وكلموا ذا النون المصري وهو في النزع فقال لا تشغلوني، فقد تعجب من كثرة لطف اللّه تعالى معي. وقال يحيى بن معاذ: الهي أحلى العطايا في قلبي رجاؤك وأعذب الكلام على لساني ثناؤك وأحب الساعات إلي ساعة يكون فيها لقاؤك. .. “ ( الرسالة القشيرية ص 62 - 63 ).

( 10 ) نفس المعنى نجده عند أبي علي الروذباري يقول:

“ الخوف والرجاء هما كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه. وإذا نقص وقع فيه النقص وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت “ ( الرسالة القشيرية ص 62 ).

( 11 ) وقد سبق ابن العربي إلى ذلك معاذ بن جبل. يقول: “ ان المؤمن ل يطمئن قلبه ولا يسكن روعه حتى يخلف جسر جهنم وراءه “ ( الرسالة القشيرية ص 60 ).

( 12 ) المراقبة تتحدد بكونها ايمان وعلم فقط باطلاع الرب على العبد في جميع أحواله، وهي هذا الحضور الايماني العلمي مع الحق، اما في المشاهدة فهو ان ينكشف له ما كان ايمانا وعلما في المراقبة. يقول الكمشخانوي في تعريف المشاهدة:

“. .. فالمشاهدة شهود الذات بارتفاع الحجب مطلقا. وصورتها في البدايات: اعتقاد حضور الحق بذاته لكل شيء والايمان بذلك لقوله: “. . .أَ وَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ “[ 41 / 53 ]، وفي الأبواب: الايمان بأنه موجود بالحق وهو القيوم بذاته له. وفي المعاملات: ايقان كون الاعمال كله لوجه اللّه تعالى. وفي الاخلاق: تيقن ان الكمالات الخلقية للّه. وفي الأصول: ان سيره ليس الا إلى اللّه وفي اللّه وباللّه ووجهه مسلم للّه إلى اللّه. وفي الأدوية: ادراك الحق بنور البصيرة المكحلة بنوره. وفي الأحوال: شهود تجليات

أنوار الجمال وخلوص الحب للجميل، وفي الولايات: كشف سبحات الجلال عن جمال الذات، ودرجتها في النهايات: شهود الحق ذاته بذاته لفناء العبد بكليته في عين الجمع “ ( جامع الأصول ص 211 ).

( 13 ) ومن أقوالهم في “ الحياء “:.

“. .. عن ابن مسعود ان نبي اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال ذات يوم لأصحابه: استحوا من اللّه حق الحياء قالوا انا نستحي يا نبي اللّه والحمد للّه، قال ليس ذلك ولكن من استحيا من اللّه حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حق الحياء.

.. . ذو النون المصري يقول: الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة م سبق منك إلى ربك تعالى. وقال ذو النون الحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق.

.. . قال السري ان الحياء والانس يطرقان القلب فإن وجدا فيه الزهد والورع حطا وإلّا رحلا. .. الجريري يقول: تعامل القرن الأول من الناس فيما بينهم بالدين حتى رق الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة.

.. . وقيل رؤى رجل يصلي خارج المسجد فقيل له لم لا تدخل المسجد فتصلي فيه فقال استحي منه ان ادخل بيته وقد عصيته. .. وقيل الحياء على وجوه: ( 1 ) حياء الجناية كآدم عليه السلام لما قيل له افرارا منا فقال لا بل حياء منك ( 2 ) وحياء التقصير كالملائكة يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ( 3 ) وحياء الاجلال كإسرافيل عليه السلام تسربل بجناحيه حياء من اللّه عز وجل ( 4 ) وحياء الكرم كالنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) كان يستحي من أمته ان يقول اخرجوا ( 5 ) وحياء حشمة كعلي رضي اللّه عنه حين سأل المقداد. ..

( 6 ) وحياء الاستحقار كموسى عليه السلام قال إني لتعرض إلي الحاجة من الدنيا فاستحي ان أسألك يا رب. .. ( 7 ) وحياء الانعام هو حياء الرب سبحانه يدفع إلى العبد كتابا مختوما بعد ما عبر الصراط وإذا فيه فعلت ما فعلت ولقد استحييت ان اظهر عليك فاذهب فاني غفرت لك. .. وقال يحيى بن معاذ من استحيا من اللّه مطيع استحيا اللّه تعالى منه وهو مذنب “. ( الرسالة القشيرية ص 98 - 99 ).

- قال الجنيد: “ الحياء من اللّه عز وجل، أزال عن قلوب أوليائه سرور المنة “. ( طبقات الصوفية 162 ).

- بندار بن الحسين الشيرازي “ بندار يقول [ وقد سئل عن الفرق بين المحبة والحياء ]: ان المحبة رغبة، وهي مزعجة، والحياء خجلة، والمحب طالب غائب. والمستحي حاضر. وبينهما فرقان: لأن المحبة تصح

مع الغيبة والحياء يصح مع المشاهدة. فشتان بين غائب غريب، وحاضر قريب “ ( طبقات الصوفية 468 - 469 ).

( 14 ) يراجع بشأن “ طريق “ عند ابن العربي:

( الطريقة ) سفر 1 فق 332 - 649، ( طريقتي ) سفر 1 - فق 332، ( الطريقة ) سفر 1 - فق 649، ( الطريق إلى اللّه مقاماته وأحواله ) السفر الأول فق 87 - 99، ( الطريق إلى اللّه ) سفر 1 - فق 88. ( منازل الطريق ) سفر 1 - فق 99، ( الطريق ) سفر 1 - فق 333، ( سلوك الطريق ) سفر 1 فق 335، ( طريق ) سفر 1 - فق 336، ( الطريق ) السفر الرابع فق 354، ( الطريق ) السفر الرابع فق 370، ( أهل الطريقة ) السفر الخامس، فق 234، ( أهل طريق اللّه ) السفر الخامس - فق 160، ( الطريق ) السفر الخامس، فق 458، ( هذا الطريق، التصوف ) السفر السادس، فق 34، ( أهل الطريق ) السفر السادس - فق 57، ( هذا الطريق ) السفر السادس، فق 66، ( الطريق ) السفر السادس فق 68، ( الطريق إلى اللّه ) السفر السادس. فق 542. ( أهل هذه الطريقة ) السفر الثالث - فق 332، ( أهل هذه الطريقة ) السفر الثالث - فق 330 - 1، ( أهل هذه الطريقة ) السفر الثالث - فق 266، ( أهل الطريق ) السفر الثالث فق 4، ( أهل طريقنا ) السفر الثالث، فق 6، ( الطريق الإلهي ) السفر الثالث - فق 1، الطريق الإلهي ( السفر الثالث - فق 94، ( طريق الاعتدال )، السفر الثالث فق 95، ( طريق الاعتدال ) السفر الثالث فق 95، ( الطريق الأقوم ) السفر الثالث - فق 115، ( طريق أهل اللّه ) السفر الثالث فق 65، ( طريق التكليف ) السفر الثالث - فق 183، ( طريق الخضر ) السفر الثالث، فق 331، ( طريق السعادة ) السفر الثالث - فق 260 - 261 - 1، ( طريق الشقاء ) السفر الثالث فق 260 - 261 - 1، ( طريق عبد القادر ) السفر الثالث - فق 371 - 1، ( طريق القربة ) السفر الثالث - فق 178 ( طريق المثال ) السفر الثالث فق 323 - 1، ( الطريق المشروع ) السفر الثالث فق 115 - 1. ( الطريق الموصول ) السفر الثالث - فق 40، ( طريق الوجه الخاص ) السفر الثالث - فق 224 - 1.

( 15 ) ننقل بعض أقوالهم في الرضا التي تبين ما ذهبنا اليه:

“ قال اللّه عز وجل: رضي اللّه عنهم ورضوا عنه. .. وقد اختلف العراقيون والخراسيون في الرضا، هل هو من الأحوال أو من المقامات، فأهل خراسان قالوا الرض من جملة المقامات وهو نهاية التوكل ومعناه انه يؤول اي انه مما يتوصل اليه العبد باكتسابه. واما العراقيون فإنهم قالوا الرضا من جملة الأحوال وليس ذلك كسبا للعبد بل هو نازلة تحل بالقلب كسائر الأحوال. ويمكن الجمع بين اللسانين فيقال بداية الرض مكتسبة للعبد وهي من المقامات ونهايته من جملة الأحوال وليست بمكتسبة. .. وتكلم الناس في الرضا فكل عبر عن حاله وشربه. فهم في العبارة عنه مختلفون كما أنهم في الشرب والنصيب في ذلك متفاوتون، فاما شرط العلم الذي هو لا بد منه فالراضي باللّه تعالى هو الذي لا يعترض على تقديره.

سمعت أبا سليمان الداراني يقول إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راض، وسمعته يقول سمعت النصر اباذي يقول: من أراد ان يبلغ محل الرضا فيلزم ما جعل اللّه رضاه فيه، وقال رويم الرضا ان لو جعل اللّه جهنم على يمينه ما سأل ان يحولها إلى يساره. وقال أبو بكر بن طاهر الرضا اخراج الكراهية من القلب حتى لا يكون فيه إل فرح وسرور، وقال الواسطي استعمل الرضا جهدك ولا تدع الرضا يستعملك فتكون محجوب بلذته ورؤيته عن حقيقة ما تطالع. .. وسئلت رابعة العدوية متى يكون العبد راضي فقالت إذا سرته المصيبة كما سرته النعمة. .. وقال الجنيد الرضا رفع الاختيار، وقال ابن عطاء الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار اللّه للعبد. .. وقال المحاسبي الرض سكون القلب تحت مجاري الاحكام “ ( الرسالة القشيرية ص 89 - 90 ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!