موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

رد المتشابه إلى المحكم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو على الأغلب من تأليف الشيخ محمد بن أبى العباس الشاذلى، الملقب بابن اللبان (المتوفى سنة 749 هجرية)

فصل المجيء والاتيان

 

 


ومن المتشابه : صفة مجيئه سبحانه وتعالى وإتيانه ، في نحو قوله تعالى :

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ الآية ، وقوله : وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وهو أيضا يرجع إلى معنى المحكم ، ولا ينافيه ، لأن من المحكم قوله تعالى : يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا فإذا رددت إليه قوله :

وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا علمت أنه يتجلى بوحدانيته في الروح ، وأن المجيء للروح ، ونسب إليه تعالى ، كما نسب نزول الروح إليه لتجليه فيه .

وتحقيقه : أن الروح هو من عالم الأمر ، وقد قال تعالى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ وقد تقدم ذكر إتيانه في ظلل الغمام ، فلا حاجة لا عادته .

تحقيق : أعلم أن الروح الأصلي ، الجامع لحقائق الصفات في عالم الأمر في قوله تعالى : يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ هو روح القدس المحمدي ، استواء ونزولا ، ومجيئا وإتيانا ، وهو صاحب التجلي بنور التوحيد ، في مظاهر السماوات والأرض ، وفي ظلل غمام الشرائع ، وصور الأعمال كما تقدم ، وهو صاحب الرحم الإيمانية ، والنسب المحمدي ، بدليل قوله تعالى للرحم « 1 » : « ألا ترضين أن من وصلك وصلته ، وإن من قطعك بتته » مع قوله ( عليه الصلاة

والسلام ) : “ كل نسب يوم القيامة منقطع إلّا نسبي “ وإلى رحمه المتعلقة بالعرش : تعرج الأرواح كل ليلة عند النوماللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهاالآية ، فما كان منها طاهرا سجد تحت العرش كما في الحديث فسجوده وصلته لها ، وبسيماها يعرف بدليل ، قوله تعالى في المتصلين بالمعية المحمدية

سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ وما كان منها غير ظاهر بسبب التمريج الذي حصل له من الشيطان المخلوق من مارج من نار ، لم يؤذن له ، لأنه قطعها باتباع العدو ، فيسجد قاصيا ، فبعده عنها : ثمرة قطعه لها ، وعدم الأذن له هو :

قطع اللّه له .

تنبيه : هذه هي “ الرحم “ التي أشتق لها اسم من اسمه “ الرحمن “ صاحب أسماء اللّه الحسنى ، في قوله تعالى : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فما من اسم حسن للعبد ، إلّا وهو مشتق من أسمائه تعالى الحسنى ، وإليها مرجعه ، واشتقاقه منها على حسب صلته للرحم الإيمانية المحمدية ، وعلامة صلته بها : صدق مودته لأخوانه المؤمنين ، وقوة ألفته بهم ، وانجماعه عليهم ، وعلامة قطعه لها : مفارقته لهم .

وإليه الإشارة بقوله تعالى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا الآية ، مع قوله : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ فانظر بسبب التفريق : كيف قطع عنهم نسبة المحمدي ، بقوله تعالى : لَسْتَ مِنْهُمْ ونبه على أنهم قد قطعوا عن اللّه بقوله : لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ فتحقق بذلك قوله : “ من قطعك بتته

“ .

إشارة : وصلة الروح للروح المحمدية ، والرحم الإيمانية ، وسجودها على حسب ما فطرت عليه في أصل نشأتها ، من سر “ لا إله إلّا اللّه “ ورثته من نورها ، وأرثها من نورها : تارة يكون بسبب ، وهو القيام بحقها ، وتارة يكون بنسب ، وهو امتزاجها بالروح الإيمانية ، في قوله تعالى : أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ .

فمن قام بحق “ لا إله إلّا اللّه “ فهو أحق بها ، وهو صاحب سبب .

ومن أيد بروحها ، فهو صاحب نسب ، وقد ذكرها اللّه تعالى في قوله :

وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!