موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المسألة الحادية عشر في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مع حضور القلب بدون غفله

قال الرملي ما صورته سئل هل يكره إفراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن الآل كما ذكره الشيخ خالد في (شرح التوضيح) أم لا؟ فأجاب بأنه لا يكره وقد صرح به كثيرون ولم أر ذلك في شرحه انتهى.

قلت وقد راجعت (شرح التوضيح) للشيخ خالد فلم أجد فيه هذا البحث ووجدته ذكر كراهة إفراد الصلاة عن السلام فلعل السائل توهم من ذلك ما ذكره في السؤال ولا شك أن إفراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن آله ترك لفضيلة عظيمه كما تقدم

المسألة الحادية عشر في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مع حضور القلب بدون غفله

قال في (شرح الدلائل) نقل القاضي عياض في (الإكمال) عن بعض من رآه من المحققين

أنه كان يقول في قوله صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا إن ذلك إنما هو لمن صلى عليه محتسبا مخلصا قاضيا حقه بذلك إجلالا له وحبا فيه لا لمن يقصد بذلك حظ نفسه من الثواب أو رجاء الإجابة لدعائه قال أي القاضي عياض وهذا عندي فيه نظر. أ. هـ

وقال سيدي عبد العزيز الدباغ في الباب الثالث من كتاب (الإبريز) بعد كلام

ولذا ترى رجلين كل منهما يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج لهذا أجر ضعيف ويخرج لهذا أجر لا يكيف ولا يحصى وسببه

أن الرجل الأول خرجت منه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع الغفلة وعمارة القلب بالشواغل والقواطع وكأنه ذكرها على سبيل الألفة والعادة فأعطي أجرا ضعيفا

والثاني خرجت منه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع المحبة والتعظيم

أما المحبة فسببها أن يستحضر في قلبه جلالة النبي صلى الله عليه وسلم وعظمته وكونه سببا في كل موجود ومن نوره كل نور وأنه رحمة مهداة للخلق وأنه رحمة للأولين والآخرين وهداية الخلق أجمعين إنما هي منه ومن أجله فيصلي عليه لأجل هذه المكانة العظيمة لا لأجل علة أخرى ترجع إلى نفع ذاته

وأما التعظيم فسببه أن ينظر إلى هذه المكانة العظيمة وبأي شيء كانت وكيف ينبغي أن تكون خصال صاحبها وأن الخلائق أجمعين عاجزون عن تحمل شيء من خصالها لأنها ارتقت حقائقها فيه صلى الله عليه وسلم إلى حد لا يكيف بالفكر فضلا عن أن يطاق تحمله بالفعل

فإذا خرجت الصلاة من العبد على النبي صلى الله عليه وسلم فإن أجرها يكون على قدر منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى قدر كرم الرب سبحانه لأن محرك هذه الصلاة والحامل عليها هو مجرد تلك المكانة العظيمة فكان الأجر عليها على قدر تلك المكانة الحاملة عليها

وصلاة الأول كان المحرك عليها حظ نفسه وغرض ذاته فكان الأجر عليها على قدر محركها ولا يظلم ربك أحدا

فهكذا عمل العبد بينه وبين ربه سبحانه فإذا كان المحرك له هو عظمة الرب وجلاله وعلوه في كبريائه فالأجر على قدر عظمة الرب سبحانه وإذا كان المحرك له والحامل عليه مجرد غرض العبد وما يرجع لذاته فالأجر على قدر ذلك والسلام. أ. هـ

وقال العارف بالله السيد محمود الكردي الشيخاني في كتابه (أدل الخيرات) مهمة

اعلم أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في حال الإستغراق في النوم أو السنة و الغفلة أو غلبه الحال بحيث لا يدري ما يقول فثوابه في هذه الحالات ثابت تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم واحتراما لقدره فافهم تثب إن شاء الله تعالى. أ. هـ

وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات) في ترجمة سيدي أبي المواهب الشاذلي أنه قال

رأيت سيد العالمين صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صلاة الله عشرا لمن صلى عليك مرة واحدة هل ذلك لمن كان حاضر القلب؟

قال لا بل هو لكل مصل علي غافلا ويعطيه الله أمثال الجبال من الملائكة تدعوا له وتستغفر

وأما إذا كان حاضر القلب فيها فلا يعلم ثواب ذلك إلا الله تعالى



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!