موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مرائي سيدي أحمد بن ثابت المغربي رضي الله عنه

مرائي سيدي أحمد بن ثابت المغربي رضي الله عنه ونفعنا الله ببركاته ورزقنا ما رزقه من نتائج الصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الرسل الكرام صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام.

اللطيفة العشرون

قال الإمام العلامة أبو عبد الله بن النعمان في كتابه (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام) وقد رُئِيَ جماعة من العلماء لا يحصون كثرة في النوم على حالة حسنة فسُئِلوا فقالوا ذلك بكثرة صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الحادية والعشرون

عن عبد الله بن عبد الحكم قال رأيت الشافعي رضي الله عنه في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة كما تزف العروس ومثر عليَّ كما ينثر على العروس فقلت له بم بلغت هذه الحالة فقال لي قائل يقول لك بما في كتاب (الرسالة) من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم قلت وكيف ذلك قال قال وصلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون قال فلما أصبحت نظرت في (الرسالة) فوجدت الأمر كما رأيت رواه النميري وابن بشكوال وابن مسدي من طريق الطحاوي عنه قاله في (مصباح الظلام).

اللطيفة الثانية والعشرون

أخرج البردان في (المنامات) ومن طريقه ابن مسدي من طريق المزني أنه قال رأيت الشافعي في المنام بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي بصلاة صليتها على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابي (الرسالة) وهي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون.

اللطيفة الثالثة والعشرون

روى البيهقي في (المناقب) من طريق محمد بن حمدان الطرائفي عن أبي عبد الله الدينوري قال سمعت أبا الحسن الشافعي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله بم جٌزي الشافعي عنك حيث يقول في كتاب (الرسالة) وصلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون فقال جزي عني أنه لا يوقف للحساب وكذا رواه التيمي في (الترغيب) ومن طريق أبو اليمن بن عساكر لكن بلفظ كلما ذكره ذاكر وغفل عن ذكره غافل قال جزي أنه لا يوقف للحساب يوم القيامة.

اللطيفة الرابعة والعشرون

ذكر الرشيد العطار وأسنده التيمي في (الترغيب) وأبو اليمن بن عساكر من جهته إلى سعد الزنجاني قال كان عندنا بمصر شخص زاهد يسمى أبا سعيد الخياط وكان لا يختلط بالناس ولا يحضر المجالس ثم إنه داوم على حضور مجلس ابن رشيق فتعجب الناس فسألوه فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فقال احضر مجلسه فإنه يكثر فيه الصلاة عليَّ صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الخامسة والعشرون

لما مات أبو العباس أحمد بن منصور رآه رجل من أهل شيراز وهو واقف بجامعها في المحراب وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي وأكرمني وتوجني وأدخلني الجنة فقال له بماذا قال بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها النميري وابن بشكوال.

اللطيفة السادسة والعشرون

عن رجل من الصوفية قال رأيت الملقب بمسطح بعد وفاته وكان ماجنا في حياته فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي فقلت بأي شيء قال استمليت على بعض المحدثين حديثا مسندا فصلى الشيخ على النبي صلى الله عليه وسلم وصليت أنا معه ورفعت صوتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع أهل المجلس فصلوا عليه فغفر لنا في ذلك اليوم كلنا أخرجه ابن بشكوال.

اللطيفة السابعة والعشرون

رأى أبو الحسن البغدادي الدارمي أبا عبد الله بن حامد بنواحي النصيبة بعد موته مرارا وقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي ورحمني وسأله عن عمل يدخل به الجنة فقال صل ألف ركعة في كل ركعة ألف مرة قل هو الله أحد قال لا أطيق ذلك فقال له فصل على محمد النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة كل ليلة وذكر الدارمي أنه يفعل ذلك كل ليلة رواه أبو القاسم بن بشكوال.

اللطيفة الثامنة والعشرون

رأى بعض الناس أبا حفص الكاغدي بعد وفاته في المنام وكان سيدا كبيرا فقال ما فعل الله بك قال رحمني وغفر لي وأدخلني الجنة فقيل له بماذا قال لما وقفت بين يديه تعالى أمر الملائكة فحسبوا ذنوبي وحسبوا صلاتي على المصطفى صلى الله عليه وسلم فوجدوها أكثر فقال لهم المولى جلت قدرته حسبكم يا ملائكتي لا تحاسبوه واذهبوا به إلى جنتي رواه ابن بشكوال.

اللطيفة التاسعة والعشرون

رأى بعض الصالحين صورة قبيحة في المنام فقال لها من أنت قالت أنا عملك القبيح قال لها فيم النجاة منك قالت بكثرة الصلاة على المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الثلاثون

قال ابن سعد السمعاني قرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي على الحافظ بهمذان قال سمعت الشيخ الصالح الحسين بن أحمد الكواز البسطامي يقول سألت الله أن أرى أبا صالح المؤذن في المنام فرأيته ليلة على هيئة صالحة فقلت له أبا صالح أخبرني عما عندكم فقال أبا حسن كنت من الهالكين لولا كثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اين أنتم من الرؤية واللقاء فقال هيهات قد رضينا منه بدون ذلك فانتبهت ووقع عليَّ البكاء.

اللطيفة الحادية والثلاثون

قال الشبلي رحمه الله مات رجل من جيراني فرأيته في المنام فقلت ما فعل الله بك فقال يا شبلي مرت بي أهوال عظيمة منها أني ارتج عليَّ عند السؤال من الملكين في قبري فقلت في نفسي من أين أتى عليَّ ألم أمت على الإسلام فنوديت هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا فلما همَّ بي الملكان حال بيني وبينهما رجل جميل الشخص طيب الرائحة فذَّكرني حجتي فذكرتها فقلت له من أنت يرحمك الله قال أنا شخص خلقت من كثرة صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرت أن أنصرك عند كل كرب ذكره ابن بشكوال.

اللطيفة الثانية والثلاثون

قال أبو سعيد القرشي صاحب (شفاء الأسقام) بعد ذكره الحكاية السابقة قلت ومن ذلك ما اتفق لي باليمن في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة كنت أكتب بالمقام الشريف السلطاني الملكي الناصري نصره الله تعالى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم المسماه (عيون الأثر في المغازي والسير) تأليف ابن سيد الناس اليعمري رحمه الله تعالى وكانت في جزأين كبيرين والنسخة عريانه والخط بالفقيري فأحب مولانا السلطان نصره الله تعالى أن يجعلها في جزء واحد بخط منسوب قائم ثم الإعراب وأن يُبَوَب بماء الذهب ويُنَقَط باللازورد ويُحَشَّى بالمغرة العراقية ويُزْمَك

بالزنجفور محبة بالنبي صلى الله عليه وسلم فشرعت في كتابتها حسب الأمر الشريف على ذلك الأسلوب وكنت حيث أمر باسم النبي صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم أجد في نسخة الأصل المنقول منها (صلعم) عوضا عن صلى الله عليه وسلم فكنت أكره ذلك من الكاتب وأكتب صلى الله عليه وسلم خمسة عشر حرفا كاملة لأنها البركة الشاملة وكنت في ضميري أقول يا فلان إن دمت على هذا العمل من أول السيرة إلى آخرها فلابد لك من نعمة كبيرة محمدية زيادة على الصدقات الأحمدية فلما تمت النسخة وعزمت على السفر إلى مكة المشرفة وقعت في يد المقام الشريف نصره الله تعالى رقعة نُسِبَت إليَّ ممن كان له غرض في تغيير خاطره الشريف عليَّ ثم لمَّا وصَلَتْ من الباب على يد النُجَّاب فشا ذكرها وشاع بين الناس أمرها فبِتُ على وَجَل من ذلك وأنا أقول يا سيدي يا رسول الله ما كان في ظني أن يكون جزائي على إكمال الصلاة والسلام عليك أن تصيبني مصيبة الهالك ولازلت أكرر ذلك ونحوه إلى أن أسفر الصبح ولاح فاجتمعت الحكام وأحضروا معهم أكابر التجار والقضاة والعلماء والصلاح ليشهدوا ذلك المجلس المعقود وتلا لسان الحال [ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ] ثم بعد ذلك فتح المرسوم الشريف وقرئ في ذلك

المجلس العظيم فإذا فيه بعد الحمد له ما مثاله إلى النواب بالثغرالمحروس سلمهم الله تعالى يتأملون هذه الرقعة التي رفعت إلينا ويوقفون عليها فلانا فإن اعترف أنها من خطه فقولوا له قد وقفنا عليها وفهمنا ما فيها وعفونا عنه وأبرأنا ذمته وفي الوقت اطلبوا شيخ الصندوق يصرف له ألف دينار يتزود بها من أموالنا ولا يحضر إلا وهي معه لنوصلها إليه بحضور الناس حتى لا يسافر هذا الرجل من عندنا إلا وهو طيب النفس قرير العين منشرح الصدر كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أحبنا فليكرمه والسلام فعند ذلك سُر خاطري وقَر ناظري وطلعت وكل واحد يقول لي هذا ببركة النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت أن الله تعالى ما خيب ظني وأرجو من كرم الله تعالى أن يديم العز والتمكين والنصر والظفر لمولانا وسيدنا سلطان العالمين المقام الشريف المالكي الملك الناصر أحمد بن اسماعيل بن العباس وأن يكون آخذا بيده في الدنيا والآخرة فإنه القائل عن نفسه الكريمة [إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ]

اللطيفة الثالثة والثلاثون

قال القطب الحلبي رأيت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن عطية وقال لي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله أسألك شفاعتك فقال أكثر من الصلاة عليَّ صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الرابعة والثلاثون

حكى أبو حفص عمر بن الحسين السمرقندي في كتابه (رونق المجالس) أنه كان بمدينة بلخ رجل تاجر كثير المال وكان له ابنان فتوفى الرجل وقسَم ابناه المال بينهما نصفين وكان في الميراث الذي خلَّفه أبوهما ثلاث شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم فأخذ كل منهما شعرة وبقيت شعرة واحدة بينهما فقال أكبرهما نجعل الشعرة الباقية نصفين فقال الآخر لا والله بل النبي صلى الله عليه وسلم أجَّلَ من أن يُقطع شعره فقال الكبير للأصغر فتأخذ أنت هذه الثلاث شعرات بقسطك من الميراث فقال نعم فأخذ الكبير جميع المال وأخذ الصغير الشعرات فجعلها في جيبه وصار يخرجها فيشاهدها ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويعيدها إلى جيبه فلما كان بعد أيام فنى مال الكبير وكَثُر مال الصغير فعاش أياما وتوفى فرآه بعض الصالحين في النوم ورأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له قل للناس من كانت له إلى الله حاجة فليأت قبر فلان هذا ويسأل الله قضاء حاجته فكان الناس يقصدون قبره حتى بلغ إلى أن كل من عبر على قبره راكبا ينزل ويمشي راجلا.

اللطيفة الخامسة والثلاثون

حكى أبو عبد الله القسطلاني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وشكا إليه الفقر فقال له قل [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وهب لنا من رزقك الحلال الطيب المبارك ما تصون به وجوهنا عن التعرض لأحد من خلقك واجعل لنا اللهم إليه طريقا سهلا من غير تعب ولا نصب ولا منة ولا تبعة وجنبنا اللهم الحرام حيث كان وأين كان وعند من كان وحُل بيننا وبين أهله واقبض عنا أيديهم واصرف عنا قلوبهم حتى لا نتقلب إلا فيما يرضيك ولا نستعين بنعمتك إلا على ما تحب يا أرحم الراحمين]

اللطيفة السادسة والثلاثون

جاءت امرأة إلى الحسن البصري رحمه الله فقالت له يا شيخ توفيت لي بنية وأريد أن أراها في المنام فقال لها الحسن [صلي أربع ركعات واقرئي في كل ركعة فاتحةالكتاب مرة وسورة الهاكم التكاثر مرة وذلك بعد صلاة العشاء الآخرة ثم اضطجعي وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنامي] ففعلت ذلك فرأتها في النوم وهي في العقوبة والعذاب وعليها لباس القطران ويداها مغلولتان ورجلاها مسلسلتان بسلاسل من النار فلما انتبهت جاءت إلى الحسن فأخبرته بالقصة فقال لها تصدقي بصدقة لعل الله يعفو عنها ونام الحسن تلك الليلة فرأى كأنه في روضة من رياض الجنة ورأى سريرا منصوبا وعليه جارية حسناء جميلة وعلى رأسها تاج من النور فقالت يا حسن أتعرفني فقال لا فقالت أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها الحسن إن أمك وصفت لي حالك بغير هذا فقالت له هو كما قالت قال فبماذا بلغت هذه المنزلة فقالت كنا سبعين ألف نفس في العقوبة والعذاب كما وصفت لك والدتي فعبر رجل من الصالحين على قبورنا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة وجعل ثوابها لنا فقبلها الله عز وجل منه واعتقنا كلنا من تلك العقوبة وذلك العذاب وبلغ نصيبي ما قد رأيته وشاهدته ذكرها القرطبي في (التذكرة)

اللطيفة السابعة والثلاثون

عن محمد بن سعيد بن مطرف وكان من الأخيار الصالحين قال كنت جعلت على نفسي كل ليلة عند النوم إذا أويت إلى مضجعي عددا معلوما أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فبينما أنا في بعض الليالي قد أكملت العدة إذ أخذتني عيناي وكنت ساكنا في غرفة وإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم قد دخل عليَّ من باب الغرفة فأضاءت الغرفة به نورا ثم نهض نحوي وقال هات هذا الفم الذي يكثر الصلاة عليَّ حتى أقبله فكنت أستحي أن أقبله في فِيه فاستدرت بوجهي فقبلني في خدي فانتبهت فزعا من فوري ونبهت صاحبتي التي لجنبي وإذا البيت يفوح مسكا من رائحته صلى الله عليه وسلم وبقيت رائحة المسك من قُبلته صلى الله عليه وسلم في خدي نحو ثمانية أيام تجد زوجتي كل يوم الرائحة في خدي رواه ابن بشكوال.

اللطيفة الثامنة والثلاثون

قال أبو الفضل القرمساني أتاني رجل من خرسان قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة وقال إذا أتيت همذان فاقرأ على الفضل بن زيرك مني السلام قلت يا رسول الله بماذا؟ قال لأنه يصلي عليَّ في كل يوم مائة مرة ثم قال اسألك أن تعلمنيها فقلت إني أقول كل يوم مائة مرة أو أكثر [اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد جزى الله محمدا صلى الله عليه وسلم عنا ما هو أهله] فأخذها عني وحلف لي أنه ما كان يعرفني ولا يعرف اسمي حتى عرَّفه له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فعرضت عليه برا لأني ظننته متزيدا في قوله فما قبل مني وقال ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرض من الدنيا ومضى فما رأيته بعد.

اللطيفة التاسعة والثلاثون

كان رجل يقال له محمد بن مالك قال مضيت إلى بغداد لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد المقري قال فبينا نحن نقرأ عليه يوما من الأيام وكنا جماعة إذ دخل عليه شيخ وعليه عمامة رثَّة وقميص رثّ ورداء رثّ فقام الشيخ أبو بكر له وأجلسه مكانه واستخبره عن حاله وحال صبيانه فقال له ولد لي الليلة مولود وقد طلبوا مني سمنا وعسلا ولم أملك ذرة قال الشيخ أبو بكر فنمت وأنا حزين القلب فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فقال لي ما هذا الحزن اذهب إلى على بن عيسى الوزير وزير الخليفة فاقرأ عليه السلام وقل له بعلامة أنك لا تنام كل ليلة جمعة إلا بعد أن تصلي عليَّ الف مرة وهذه الجمعة صليتها سبعمائة مرة ثم جاءك رسول الخليفة فدعاك إليه فمضيت إليه ثم رجعت فصليت عليَّ حتى أتممت ألف مرة سلم إلى أبي المولود مائة دينار ليستعين بها على مصالحه قال فقام أبو بكر بن مجاهد المقري مع أبي المولود فمضينا إلى دار الوزير فدخلا عليه فقال الشيخ أبو بكر للوزير هذا الرجل أرسله إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام الوزير وأجلسه مكانه وسأله عن القصة فقصها عليه ففرح الوزير وأمر غلامه بإخراج بدرة فوزن منها مائة دينار وسلمها لأبي المولود ثم وزن أخرى ليعطيها للشيخ أبي بكر فامتنع من أخذها فقال له الوزير خذها لبشارتك لي بهذا الخبر الصادق فقد كان الأمر سرا بيني وبين الله عز وجل وأنت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاتي عليه كل ليلة جمعة ثم وزن مائة أخرى وقال له خذها لتعبك في المجيء إلينا ههنا وجعل يزن مائة بعد مائة حتى وزن ألف دينار فقال له أنا ما آخذ إلا ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الأربعون

ذكر أبو عبد الله بن النعمان أنه سمع عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد يقول أصابني وجع في يدي من وقعة وقعتها في حمام فورمت يدي فبت ليلتي متوجعا فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي أوحشتني صلاتك يا ولدي فأصبحت وقد زال الورم والوجع ببركته صلى الله عليه وسلم.

اللطيفة الحادية والأربعون

ذكر الحافظ أبو موسى ابن بشكوال وعبد الغني بن سعيد بسندهم إلى أبي بكر بن محمد بن عمر قال كنت عند أبي بكر بن مجاهد فجاء الشبلي فقام إليه أبو بكر بن مجاهد فعانقه وقبل بين عينيه فقلت له يا سيدي تفعل بالشبلي هكذا وأنت وجميع من ببغداد يتصورون أنه مجنون فقال لي فعلت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل به وذلك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أقبل الشبلي فقام إليه وقبل بين عينيه فقلت يا رسول الله أتفعل هذا بالشبلي فقال هذا يقرأ بعد صلاته [لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ] ويتبعها بالصلاة عليَّ

وفي رواية أنه لم يصل فريضة إلا ويقرأ [لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ] ويقول ثلاث مرات [صلى الله عليك يا سيدنا محمد صلى الله عليك يا سيدنا محمد صلى الله عليك يا سيدنا محمد] فلما دخل الشبلي سألته عما يذكر في الصلاة فذكر مثله وهي عند ابن بشكوال من طريق أبي القاسم الحفاف قال كنت يوما أقرأ القرآن على رجل يكنى أبا بكر كان وليا لله تعالى فإذا بأبي بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطيب كان من أهل العلم فذكر قصة طويلة وقال في آخرها ومشى الشبلي إلى مسجد أبي بكر ابن مجاهد فدخل عليه فقام إليه فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما قالوا له أنت لم تقم لعلي ابن عيسى الوزير وتقوم للشبلي فقال ألا اقوم لمن يعظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة فإذا جاءك فأكرمه قال ابن مجاهد فلما كان بعد ذلك بليلتين وأكثر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة فقلت يا رسول الله ثم استحق الشبلي هذا منك فقال هذا رجل يصلي خمس صلوات يذكرني أثر كل صلاة ويقرأ [لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ] يقول ذلك منذ ثمانين سنة أفلا أكرم من يفعل هذا.

اللطيفة الثانية والأربعون

حكى الفاكهاني في كتابه (الفجر المنير) قال أخبرني الشيخ صالح موسى الضرير أنه ركب في مركب في البحر الملح قال وقد قامت علينا ريح تسمى الإقلابية قل من ينجو منها من الغرق فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي قل لأهل المركب يقولوا ألف مرة [اللهم صل على محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات] قال فاستيقظت وأخبرت أهل المركب بالرؤيا فصلينا نحو ثلاثمائة مرة ففرج الله عنا واسكن ذلك الريح ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وساقها المجد اللغوي باسناد مثله سواء ونقل عقبها عن الحسن بن علي الأسواني قال من قالها في كل مهم ونازلة وبلية ألف مرة فرج الله عنه وأدرك مأموله.

اللطيفة الثالثة والأربعون

حكى الشيخ أبو حفص عمر بن الحسن السمرقندي فيما روى عن بعض أسانيده عن أبيه قال سمعت رجلا من الحرم وهو كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان من الحرم والبيت وعرفة ومنى فقلت له أيها الرجل إن لكل مقام مقالا فما بالك لا تشتغل بالدعاء ولا بالتطوع بالصلاة سوى أنك تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني خرجت من خراسان حاجا إلى هذا البيت وكان والدي معي فلما بلغنا الكوفة اعْتَّل والدي وقويت به العلة فمات فلما مات غطيت وجهه بإزار ثم غبت عنه وجئت إليه فكشفت وجهه لأراه فإذا صورته كصورة الحمار فحين رأيت ذلك عظم عندي وتشوشت بسببه وحزنت حزنا شديدا وقلت في نفسي كيف أظهر للناس هذا الحال الذي صار والدي فيه وقعدت عنده مهموما فأخذتني سنة من النوم فنمت فبينا أنا نائم إذ رأيت في منامي كأن رجلا دخل علينا وجاء إلى عند والدي وكشف عن وجهه فنظر إليه ثم غطاه ثم قال لي ما هذا الغم العظيم الذي أنت فيه فقلت وكيف لا أغتم وقد صار والدي بهذه المحنة فقال أبشر إن الله عز وجل قد أزال عن والدك هذه المحنة قال ثم كشف الغطاء عن وجهه فإذا هو كالقمر الطالع فقلت للرجل بالله من أنت فقد كان قدومك مباركا فقال أنا المصطفى فلما قال ذلك فرحت فرحا عظيما وأخذت بطرف ردائه فلففته على يدي وقلت بحق الله يا سيدي يا رسول الله ألا تخبرني بالقصة فقال إن والدك آكل الربا وإن حكم الله عز وجل أن من أكل الربا أن يحول الله صورته عند الموت إلى حمار إما في الدنيا وإما في الآخرة ولكن كان من عادة والدك أن يصلي عليَّ في كل ليلة قبل أن يضطجع على فراشه مائة مرة فلما عرضت له هذه المحنة من أكل الربا جاءني الملك الذي يعرض عليَّ أعمال أمتي فأخبرني بحالة والدك فسألت الله فشفعني فيه قال فاستيقظت فكشفت عن وجه والدي فإذا هو كالقمر ليلة بدره فحمدت الله وشكرته وجهزته ودفنته وجلست عند قبره ساعة فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا بهاتف يقول

لي أتعرف هذه العناية التي حفت والدك ما كان سببها قلت لا قال كان سببها الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الرابعة والأربعون

روى ابن بشكوال عن عبد الواحد بن زيد قال خرجت حاجا فصحبني رجل فكان لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له في ذلك فقال أخبرك عن ذلك خرجت من سنوات إلى مكة ومعي أبي فلما انصرفنا قِلنا في بعض المنازل فبينا أنا نائم إذ أتاني آت فقال لي قم فقد أمات الله أباك وسود وجهه قال فقمت مذعورا فكشفت الثوب عن وجه أبي فإذا هو ميت أسود الوجه فدخلني من ذلك رعب فبينا أنا على ذلك من الغم إذ غلبتني عيناي فنمت فإذا أنا على رأس أبي بأربعة سودان معهم أعمدة من حديد عند رأسه وعند رجليه وعن يمينه وعن شماله وإذ أقبل رجل يمشي حسن الوجه بين ثوبين أخضرين فقال لهم تنحوا فرفع الثوب عن وجهه فمسح وجهه بيديه ثم أتاني فقال قم فقد بيض الله وجه أبيك فقلت من أنت بأبي وأمي قال أنا محمد رسول الله فكشفت الثوب عن وجه أبي فإذا هو أبيض الوجه فأصلحت من شأنه ودفنته قال في (مصباح الظلام) وكان هذا الرجل يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الخامسة والأربعون

حكى الفاكهاني عن بعض الفقراء المباركين أنه أخبره قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله أنت قلت ما من عبدين متحابين في الله يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر والدعاء بين صلاتين لا يرد صلى الله عليه وسلم.

ذكر هذه الرؤيا الحافظ السخاوي بعد حديث [ما من عبدين متحابين في الله عز وجل وفي رواية ما من مسلمين يستقبل أحدهما صاحبه يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر] أخرجه الحسن بن سفيان وغيره عن أنس رضي الله عنه

اللطيفة السادسة والأربعون

رُئي منصور بن عمار في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال أوقفني بين يديه فقال لي أنت منصور بن عمار قلت بلى قال أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغب فيها قلت قد كان ذلك ولكنني ما اتخذت مجلسا إلا وبدأت بالثناء عليك وثنيت بالصلاة على نبيك صلى الله عليه وسلم وثلثت بالنصيحة لعبادك قال صدقت ضعوا له كرسيا في سمواتي يمجدني بين ملائكتي كما مجدني بين عبادي أخرجه ابن بشكوال من طريق أبي القاسم القشيري فسبحان الله المجيد الفعال لما يريد لا إله سواه ولا نعبد إلا إياه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم

اللطيفة السابعة والأربعون

روى الخطيب البغدادي وأبو اليمن بن عساكر وابن بشكوال عن محمد بن يحيى الكرماني قال كنا يوما بحضرة أبي على بن شاذان فدخل علينا شاب لا يعرفه منا أحد فسلم علينا ثم قال أيكم أبو علي بن شاذان فأشرنا له إليه فقال أيها الشيخ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي سل عن مسجد أبي على بن شاذان فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم انصرف الشاب فبكى أبو علي وقال ما أعرف لي عملا استحق به هذا إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره قال الكرماني ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات رحمه الله

اللطيفة الثامنة والأربعون

روى الخطيب ومن طريقه ابن بشكوال عن سفيان بن عيينه قال حدثنا خلف صاحب الخلقان قال كان لي صديق يطلب معي الحديث فمات فرأيته في المنام وعليه ثياب خضر جدد يجول فيها فقلت له ألست كنت تطلب معي الحديث فما هذا الذي أرى فقال كنت أكتب معكم الحديث فلا يمر بي حديث فيه ذكر للنبي إلا كتبت أسفله صلى الله عليه وسلم فكافأني بهذا الذي ترى صلى الله عليه وسلم

اللطيفة التاسعة والأربعون

روى النميري عن سفيان بن عيينه أيضا قال كان لي أخ مواخٍ فمات فرأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال كنت أكتب الحديث فإذا جاء ذكر النبي كتبت صلى الله عليه وسلم أبتغي بذلك الثواب فغفر لي بذلك

اللطيفة الخمسون

عن جعفر الزعفراني قال سمعت خالي الحسن بن محمد يقول رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقال لي يا أبا علي لو رأيت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب كيف تزهر بين أيدينا رواه ابن بشكوال

اللطيفة الحادية والخمسون

عن أبي الحسن الميموني قال رأيت الشيخ أبا علي الحسن بن عيينه في المنام بعد موته وكأن على أصابع يديه شيئا مليحا مكتوبا بلون الذهب أو بلون الزعفران فسألته عن ذلك وقلت يا أستاذي أرى على إصبعيك شيئا مليحا مكتوبا ما هو قال يا بني هذا لكتابتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو القاسم التيمي في (ترغيبه)

اللطيفة الثانية والخمسون

قال الحافظ السخاوي أخبرني غير واحد عن القاضي برهان الدين بن جماعة إذنا عن الإمام أبي عمرو بن المرابط سماعا أن الحافظ أبا أحمد الدمياطي أخبره عن الشيخ ابن عبد الكريم الدمشقي فيما شافهه به قال رأيت في المنام محمد ابن الإمام زكي الدين المنذري بعد موته عند وصول الملك الصالح وتزيين المدينة له فقال لي فرحتم بالسلطان قلت نعم فرح الناس به فقال أما نحن فدخلنا الجنة وقبلنا يده يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبشروا كل من كتب بيده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو معي في الجنة قال الحافظ السخاوي وهذا مسند صحيح والمرجو من الفضل الله حصول ذلك.

اللطيفة الثالثة والخمسون

عن أبي سليمان محمد بن الحسين قال قال رجل من جوارى يقال له الفضل وكان كثير الصوم والصلاة كنت أكتب الحديث ولا أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته في المنام فقال لي إذا كتبت أو ذكرت لم لا تصلي عليَّ ثم رأيته صلى الله عليه وسلم مرة من الزمان فقال لي بلغتني صلاتك فإذا صليت عليَّ أو ذكرت فقل صلى الله عليه وسلم أخرجه الخطيب وابن بشكوال من طريقه والتيمي في ترغيبه

اللطيفة الرابعة والخمسون

عن أبي سليمان أيضا قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال لي يا أبا سليمان إذا ذكرتني في الحديث فصليت عليَّ ألا تقول وسلم وهي أربعة أحرف بكل حرف عشر حسنات تترك أربعين حسنة

اللطيفة الخامسة والخمسون

عن أبي المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه منقبض مني فمددت يدي إليه ثم قبلت يده وقلت يا رسول الله أنا من أصحاب الحديث ومن أهل السنة وأنا غريب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إذا صليت عليَّ لم لا تسلم فصرت بعد ذلك إذا كتبت صلى الله عليه كتبت وسلم

اللطيفة السادسة والخمسون

عن محمد بن أبي سليمان قال رأيت أبي في النوم فقلت يا أبت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال بكتابتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث أخرجه الخطيب ومن طريقه ابن بشكوال

اللطيفة السابعة والخمسون

عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري قال كان لي جار وكان ورَّاقا فمات فرأيته في المنام فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال كنت إذا كتبت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث كتبت صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال

اللطيفة الثامنة والخمسون

عن جعفر بن عبد الله قال رأيت أبا زرعة في المنام وهو في السماء يصلي بالملائكة فقلت له بم نلت هذا قال كتبت بيدي ألف ألف حديث إذا ذكرت النبي أصلي عليه صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشرا ذكره ابن عساكر

اللطيفة التاسعة والخمسون

قال السخاوي روينا في الجزء المروي لنا من حديث ابن الصلاح من طريق أبي المظفر السمعاني بسنده إلى أبي الحسين يحيى بن الحسين الطائي وكذا هو في مسلسلات ابن مسدي من طريق أبي الحسين قال سمعت ابن بنان الأصبهاني يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك هل خصصته بشيء أو هل نفعته بشيء قال نعم سألت الله أن لا يحاسبه فقلت يا رسول الله بم قال لأنه كان يصلي عليَّ صلاة لم يصل عليَّ أحد مثلها قلت فما تلك الصلاة قال كان يقول اللهم صل على كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون قال السخاوي ولفظ الشافعي في الرسالة فصلى الله على محمد نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون

اللطيفة الستون

روى البيهقي أن الشافعي رضي الله عنه رئي في المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي فقيل له بماذا قال بخمس كلمات كنت أصلي بهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له وما هذه قال كنت أقول اللهم صل على محمد عدد من صلى عليه وصل على محمد بعدد من لم يصل عليه وصل على محمد كما أمرت أن يصلى عليه وصل على محمد كما تحب أن يصلى عليه وصل على محمد كما تنبغي الصلاة عليه

اللطيفة الحادية والستون

يذكر عن أبي العباس الإقليشي صاحب كتاب (النجم) أنه رئي في المنام وكأنه يتبختر في الجنة فقيل له بم نلت هذه المنزلة قال بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب (الأربعين) المختصة بفضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يعني من تصنيفه

اللطيفة الثانية والستون

روى النميري وابن بشكوال وابن مسدي وغيرهم من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح الصوفي قال رئي بعض أصحاب الحديث في المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي فقيل له بأي شيء فقال بصلاتي في كتابي على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الثالثة والستون

روى ابن بشكوال من طريق إسماعيل بن علي ابن المثنى عن أبيه قال رئي بعض أصحاب الحديث في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي قيل بماذا قال بكثرة ما كتبت بهاتين الإصبعين صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الرابعة والستون

حكي عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذبادي رحمه الله تعالى أنه قال سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد المروزي يقول كنت أنا وأبي نتقابل بالليل الحديث فرئي في الموضع الذي كنا نتقابل فيه عمود من نور يبلغ عنان السماء فقيل ما هذا النور فقيل صلاتهما على النبي صلى الله عليه وسلم إذا تقابلا أخرجه الخطيب وابن بشكوال من طريقه

اللطيفة الخامسة والستون

عن أبي اسحاق ابراهيم بن دارم الدارمي قال كنت أكتب في تخريجي للحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه أخذ شيئا مما أكتبه فنظر فيه فقال هذا جيد رواه الخطيب وابن بشكوال من طريقه أيضا وروى الحافظ أبو موسى في كتابه عن جماعة من أهل الحديث أنهم رؤا بعد موتهم فأخبروا أن الله تعالى غفر لهم بكتابتهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث

اللطيفة السادسة والستون

رئي الحسن بن رشيق في حالة حسنة بعد موته فقيل له بم أوتيت هذا قال بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال وغيره

اللطيفة السابعة والستون

روى النميري وابن بشكوال أن أبا العباس الخياط حضر في مجلس أبي محمد بن رشيق رحمهما الله فأكرمه الشيخ وقال له هل للشيخ شيء يقدم فقال اقرؤا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي احضر مجلس ابن رشيق فإنه يصلي عليَّ فيه كذا وكذا مرة

اللطيفة الثامنة والستون

حكى أبو أيمن بن عساكر عمن حدثه عن أبي العباس ابن عبد الدائم قال وكان كثير النقل لكتب العلم على اختلاف فنونه أنه حدثه من لفظه قال كنت إذا كتبت في كتب الحديث وغيرها النبي أكتب لفظ الصلاة دون التسليم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي لم تحرم نفسك أربعين حسنة قلت وكيف ذاك يا رسول الله قال إذا جاء ذكري تكتب صلى الله عليه وسلم وهي أربعة حروف كل حرف بعشر حسنات قال وعدهن صلى الله عليه وسلم بيدي أو كما قال

اللطيفة التاسعة والستون

عن الحسن بن موسى الخضري المعروف بابن عجينه قال كنت إذا كتبت الحديث أتخطى فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أريد بذلك العجلة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال مالك لا تصلي عليَّ إذا كتبت كما يصلي عليَّ أبو عمرو الطبري قال فانتبهت وأنا فزع فجعلت لله على نفسي أن لا أكتب حديثا فيه النبي إلا كتبت صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال

اللطيفة السبعون

عن أبي الحسن بن العطار قال كتب لي أبو طاهر المخلص أجزاء بخطه فرأيته فيها إذا جاء ذكر النبي قال صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا كثيرا كثيرا قال أبو علي فسألته عن ذلك وقلت له لم تكتب هذا فقال كنت في حداثتي أكتب الحديث وكنت إذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لا أصلي عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فأقبلت عليه قال واراه قال فسلمت عليه فأدار وجهه عني قال لأنك إذا ذكرتني بكتابك لا تصلي عليَّ قال فمن ذلك الوقت إذا كتبت النبي كتبت صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا كثيرا كثيرا رواه ابن بشكوال.

اللطيفة الحادية والسبعون

عن حمزة الكناني قال كنت أكتب الحديث وكنت عند ذكر النبي أكتب صلى الله عليه ولا أكتب وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال مالك لا تتم الصلاة عليَّ فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت وسلم رواه ابن الصلاح وغيره وحكي في (شفاء الأسقام) مثل هذه الحكاية عن الحافظ أبي القاسم المصري رحمه الله تعالى

اللطيفة الثانية والسبعون

حكي في (شفاء الأسقام) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النهدي رحمه الله تعالى أنه قال سمعت أبي رحمه الله تعالى يقول كتب رجل من العلماء نسخة كتاب الموطأ وتأنق فيها وحذف منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث ذكر وعوض عنها (ص) وقصد بذلك بعض الرؤساء ممن له رغبة عظيمة فيه فحسن موقعه عنده وأعجبه وعزم على إجزال صلته ثم أنه تنبه لفعله ذلك فصرفه عنه وحرمه وأقصاه ولم يزل ذلك الرجل محارفا معثرا إلى أن مات فنعوذ بالله من الخذلان ومكايد الشيطان

اللطيفة الثالثة والسبعون

حكي في (شفاء الأسقام) أيضا عن يحيى بن مالك وقيل عن أبي زكريا العابدي رحمه الله تعالى أنه قال كان لنا صديق من أهل البصرة يحدثنا بأن رجلا من أهلها كان يكتب الحديث ويتعمد إسقاط الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكره ويحذف ذلك شحا منه بالكاغد قال فعهدي به وقد وقعت الآكلة في يده اليمنى حتى ذهبت من الألم

اللطيفة الرابعة والسبعون

حكي في (شفاء الأسقام) أيضا عن بعض النساخ أنه كان إذا أراد أن يكتب صلى الله عليه وسلم يكتب (صلعم) فما مات حتى قطعت يده

قال وكان بعضهم يكتبها (صلعم) فما مات حتى قطع لسانه قال وكان بعضهم إذا أراد يكتب عليه الصلاة والسلام يكتب (عليصم) فما مات حتى بطل نصفه

وكان بعضهم يفعل كذلك فما مات حتى عدم عينه وكان يدور في الأسواق ويسترفد الناس. أ. هـ

اللطيفة الخامسة والسبعون

قال القسطلاني في (مسالك الحنفا) روينا عن الطبراني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في صفته التي اتصلت بنا فقال له السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته يا رسول الله قد ألهمني الله كلمات أقولهن قال وما هن قال [اللهم لك الحمد بعدد من حمدك ولك الحمد بعدد من لم يحمدك ولك الحمد كما تحب أن تحمد اللهم صل على محمد بعدد من صلى عليه وصل على محمد بعدد من لم يصل عليه وصل على محمد كما تحب أن يصلى عليه] فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه ورئي النور يخرج من التفلج الذي بين ثناياه صلى الله عليه وسلم

اللطيفة السادسة والسبعون

قال الإمام الشعراني في (الطبقات) كان أبو المواهب الشاذلي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لا تدعني فقال لا ندعك حتى ترد على الكوثر وتشرب منه لأنك تقرأ سورة الكوثر وتصلي عليَّ أما ثواب الصلاة فقد وهبته لك وأما ثواب الكوثر فأبقه لك ثم قال ولا تدع أن تقول [أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة إنه هو التواب الرحيم] مهما رأيت عملك أو وقع خلل في كلامك هذا منقول من لفظه رضي الله عنه

اللطيفة السابعة والسبعون

وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل فمي وقال أقبل هذا الفم الذي يصلي عليَّ ألفا بالنهار وألفا بالليل ثم قال وما أحسن إنا أعطيناك الكوثر لو كانت وردك بالليل ثم قال لي ويكون دعاؤك [اللهم فرج كرباتنا اللهم أقل عثراتنا اللهم اغفر زلاتنا وتصلي عليَّ وتقول وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين]

اللطيفة الثامنة والسبعون

وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أنت تشفع لمائة ألف قلت له بم استوجبت ذلك يا رسول الله قال بإعطائك لي ثواب الصلاة عليَّ

اللطيفة التاسعة والسبعون

وكان رضي الله عنه يقول استعجلت مرة في صلاتي عليه صلى الله عليه وسلم لأكمل وردي وكان ألفا فقال لي صلى الله عليه وسلم أما علمت أن العجلة من الشيطان ثم قال قل اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد بتمهل وترتيب إلا إذا ضاق الوقت فما عليك إذا عجلت ثم قال وهذا الذي ذكرته لك على جهة الأفضل وإلا فكيفما صليت فهي صلاة والأحسن أن تبتديء بالصلاة التامة أول صلاتك ولو مرة واحدة وكذلك في آخرها تختم بها قال صلى الله عليه وسلم والصلاة التامة هي [اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته] هذا منقول من لفظه رضي الله عنه

اللطيفة الثمانون

وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي إن شيخك أبا سعيد الصفروي يصلي عليَّ الصلاة التامة ويكثر منها وقل له إذا ختم الصلاة أن يحمد الله عز وجل

اللطيفة الحادية والثمانون

وكان رضي الله عنه يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد وهبت لك ثواب صلاتي عليك وثواب كذا وكذا من أعمالي إن كان ذلك ما أردته بقولك للسائل الذي قال لك أفأجعل لك ثواب صلاتي كلها فقلت له إذا تكفى همك ويغفر ذنبك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ذلك أردت ولكن أبق لنفسك ثواب الكذا والكذا فإني غني عنه

اللطيفة الثانية والثمانون

قال سيدي أبو المواهب المذكور في كتاب (مرائيه) للنبي صلى الله عليه وسلم ومنه نقلت وفي يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان المكرم عام خمس وخمسين وثمانمائة نمت بعد صلاة الصبح بجامع ست الدار ببولاق وبالشباك الذي يجلس فيه شمس الدين فرأيته عليه الصلاة والسلام وجلس عند رأسي فقلت الصلاة والسلام عليك يا رسول الله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فقال أنا عبد ربي وأنت عبدي فقلت نعم رضيت بذلك فقال إن كنت راضيا بذلك فما منعك أن لا تصلي عليَّ الصلاة التامة عند صلاتك عليَّ فقلت لطولها يا رسول الله فقال صلِّها عليَّ ولو مرة واحدة أول صلاتك وآخرها فقلت وكيف أقول في الصلاة التامة يا رسول الله فقال تقول [اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته]

اللطيفة الثالثة والثمانون

رأيت في مناقب سيدي محمد الحنفي وذكره الشعراني في (الطبقات) أيضا قال كان الشريف النعماني رضي الله عنه أحد أصحاب سيدي محمد رضي الله عنه يقول رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيمة عظيمة والأولياء يجيئون فيسلمون عليه واحدا بعد واحد وقائل يقول هذا فلان هذا فلان فيجلسون إلى جانبه صلى الله عليه وسلم حتى جاءت كبكبة عظيمة وخلق كثير وقائل يقول هذا محمد الحنفي فلما وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أجلسه بجانبه ثم التفت صلى الله عليه وسلم إلى أبو بكر وعمر وقال لهما إني أحب هذا الرجل إلا عمامته الصماء أو قال الزعراء وأشار إلى سيدي محمد فقال له أبو بكر رضي الله عنه أتأذن لي يا رسول الله أن أعممه فقال نعم فأخذ أبو بكر رضي الله عنه عمامة نفسه وجعلها على رأس سيدي محمد وأرخى العمامة لسيدي محمد عذبة عن يساره وألبسها لسيدي محمد انتهت رؤياه

فلما قصها على سيدي محمد رضي الله عنه بكى وبكى الناس وقال للشريف محمد إذا رأيت جدك صلى الله عليه وسلم فاسأله لي أمارة يعلمها من أعمالي فرآه صلى الله عليه وسلم بعد أيام وسأله الأمارة فقال له بأمارة الصلاة التي يصليها عليَّ في الخلوة بعد غروب الشمس كل يوم وهي [اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما علمت وزنة ما علمت وملء ما علمت] فقال سيدي محمد رضي الله عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عمامته وأرخى لها عذبة ونزع كل من في المجلس عمامته وأرخى لها عذبة وصار سيدي محمد رضي الله عنه إذا ركب يرخي العذبة وترك الطيلسان الذي كان يركب به إلى أن مات رضي الله عنه

اللطيفة الرابعة والثمانون

قال الحافظ السخاوي رحمه الله كنت في شيبتي إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم أقول [اللهم صل وبارك وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد] فقيل لي في منامي أأنت أفصح أو أعلم بمعاني الكلم وجوامع فصل الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن في التفصيل معنى زائد لما فصل ذلك صلى الله عليه وسلم فاستغفرت الله من ذلك ورجعت إلى نص التفصيل في موضع الوجوب وفي موضع الإستحباب بحسب كل قرينة فإن احتمل التطويل زدت في التعظيم والتبجيل مما يجريه الله عز وجل على خاطري وله المنة

اللطيفة الخامسة والثمانون

قال ابن الملقن في (الحدائق) ومنه نقلت قال عبد الله بن سلام أتيت أخي عثمان لأسلم عليه فقال مرحبا يا أخي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فناولني دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت وإني لأجد برده فقلت بماذا نلت هذا فقال بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة السادسة والثمانون

روي عن علي بن عيسى الوزير أنه قال كنت أكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلما صُرفت عن الوزارة رأيت في المنام كأني راكب حمارا ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فترجلت له فقال لي ارجع إلى مكانك فأصبحت وقُلدت الوزارة ببركة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ذكرها ابن الملقن في (الحدائق)

اللطيفة السابعة والثمانون

قال أبو عبد الله ابن النعمان في كتابه (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام) روي عن أبي حفص الحداد رضي الله عنه أنه قال جُعت مرة بالمدينة ولم أجد طعاما منذ خمسة عشر يوما فألصقت بطني بحائط قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرت من الصلاة عليه وقلت يا رسول الله أشبع ضيفك فقد أضعفه الجوع قال فغلبني النوم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دفع إليَّ رغيفا وأنا آكله فاستيقظت وأنا شبعان وبيدي نصفه

اللطيفة الثامنة والثمانون

ذكر ابن الملقن في كتابه (الحدائق) وغيره أنه كان شاب يطوف في البيت ويشتغل بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له هل عندك في هذا شيء قال نعم خرجت أنا وأبي حاجين فمرض أبي في بعض المنازل ومات فاسود وجهه وازرقت عيناه وانتفخ بطنه فبكيت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون مات أبي في غربته هذه الموتة فلما كان الليل غلبني النوم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض ورائحته عطرة فدنا من أبي ومسح على وجهه فصار أشد بياضا من اللبن ثم مسح على بطنه فصار كما كان ثم لما أراد الإنصراف قال إن أباك كان يكثر المعاصي والذنوب وكان يكثر الصلاة عليَّ فلما نزل ما نزل استغاث بي فأغثته وأنا غياث لمن أكثر الصلاة عليَّ في دار الدنيا

اللطيفة التاسعة والثمانون

قال ابن الملقن في (الحدائق) روي عن أبي محمد الجزري قال دخل علينا الرباط فقير بعد صلاة العصر شاب مصفر اللون أشعث الشعر حاسر الرأس حافي القدم فجدد الوضوء وصلى ركعتين ثم جلس ووضع رأسه على خشبة إلى المغرب جلس كذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا رسول الخليفة يستدعينا في دعوة فقمت إلى الشاب وقلت له هل لك إلى دار الخليفة فرفع رأسه وقال ليس لي قلب إلى دار الخليفة ولكني أشتهي عصيدة حارة فاطرحت قوله حيث لم

يوافق الجماعة وقلت في نفسي هذا قريب عهد بالطريقة لم يتأدب بعد فتركته ومضيت إلى دار الخليفة فأكلنا وسمعنا وتفرقنا آخر الليل فلما دخلت الرباط رأيته على تلك الحالة فجلست على سجادتي فلهجت عيناي بالنوم وإذا بجماعة وقائل يقول هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام فدنوت وسلمت عليه فولى بوجهه عني معرضا فكررت ذلك وهو يعرض عني فخفت من ذلك وقلت يا رسول الله ما الذي أذنبت حتى تعرض عني فقال فقير من أمتي اشتهى عليك شهوة فتهاونت به فاستيقظت مرعوبا وقمت نحو الفقير فلم أره فسمعت صوت الباب فخرجت في أثره فإذا هو خارج فناديته يا فتى نحضر شهوتك فالتفت إليَّ وقال إذا اشتهى فقير عليك شهوة لا توصلها إليه حتى يشفع إليك مائة وأربعة وعشرون ألف نبي فلا حاجة إليها ثم تركني وذهب

اللطيفة التسعون

روي عن عبد الواحد بن زيد قال كان لنا جار يخدم السلطان وهو معروف بالفساد والغفلة عن الله تعالى فرأيته الليلة في المنام ويده في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن هذا العبد السوء من المعرضين عن الله تعالى فكيف وضعت يدك في يده فقال صلى الله عليه وسلم قد عرفت ذلك وها أنا ماض به لأشفع له عند الله تعالى فقلت يا رسول الله بأي وسيلة بلغ ذلك قال بكثرة صلاته عليَّ فإنه في كل ليلة حين يأوي إلى فراشه يصلي عليَّ ألف مرة وإني لأرجو أن الله تعالى يقبل شفاعتي فيه قال عبد الواحد فلما أصبحت إذا أنا بذلك الغلام قد دخل المسجد باكيا وكنت في ذكر ما رأيته له أقص على أصحابي فلما دخل سلم وجلس بين يديَ وقال يا عبد الواحد مد يدك فقد أرسلني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتوب على يدك وذكر لي ما جرى بينك وبينه الليلة في شأني فلما تاب سألته عن رؤياه فقال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وقال لأشفعن لك إلى ربي لأجل صلاتك عليَّ فلما انطلقت معه شفع لي وقال إذا أصبحت فأت عبد الواحد وتب على يده واستقم

اللطيفة الحادية والتسعون

قال السيد محمود الكردي القادري الشيخاني نزيل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في كتابه (الباقيات الصالحات) ومما منَّ الله عليَّ أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأخذني في حضنه ورفعني وكأن صدري على صدره وفمي على فمه وجبهتي على جبهته فقال لي أكثروا عليَّ من الصلاة وبشرني برضوانه الجامع لرضوان الله فبكيت حبا لتعظيمه إياي فرأيت عينيه صلى الله عليه وسلم أيضا تذرفان من الدموع حبا وشفقة على الحالة التي أنا فيها من فرط حرقة محبته في مهجتي فانتبهت والدموع على خدي فذهبت إلى المواجهة فسمعته من داخل الحجرة يبشرني ببشارات لا يسعني أن أذكرها للعوام فرجعت مسرعا وقال بعد هذا بنحو صفحة وإني سمعت رد سلامي من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يقظان قائم على رجليَّ في المواجهة وحققت أنه حي في قبره برد سلام المسلمين. أ. هـ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

اللطيفة الثانية والتسعون

قال سيدي عبد الجليل المغربي في مقدمة كتابه (تنبيه الأنام في بيان علو مقام نبينا عليه الصلاة والسلام) رأيت في المنام في خلال المدة التي كنت أصنف فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كأني راكب على بغل وأنا أريد أن ألحق بقوم سبقوني لأمر يطلبونه فكلَّ البغل دونهم فزجرته فانزجر فوثقه رجل بزمامه ومنعه من لحوق من ذكرت فأهمني ذلك وإذا برجل ظاهر الخير والصلاح حسن الهيئة قد انتهره وأنقذني من يده وقال له دعه فإن الله غفر له وشفعه في أهله أو قال أهل بيته ووضع عنه غله فانتبهت فرحا مسرورا ووقع في نفسي أن الرجل الذي استنقذني من يد من ذكرت وقال تلك المقالة على ابن أبي طالب رضي الله عنه فعلمت أن ذلك من بركة خدمة خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام

اللطيفة الثالثة والتسعون

قال صاحب كتاب (تنبيه الأنام) بعد ذكره الرؤيا السابقة ثم بعد مدة رأيته صلى الله عليه وسلم في النوم في بيت من داري وقد أشرق البيت من نور وجهه الكريم فقلت الصلاة والسلام عليك يا رسول الله (ثلاثا) أنا في جوارك وراجي شفاعتك فأخذ بيدي وقبلني وهو يبتسم ويقول أي والله أي والله أي والله وإذا برجل من جيراننا من الأموات يقول لي أنت من خدامه المداحين فقلت له ومن أين عرفت هذا فقال لي أي والله ذكرت به في السماء وهو صلى الله عليه وسلم ساكت يضحك فانتبهت فرحا مسرورا

اللطيفة الرابعة والتسعون

قال صاحب كتاب (تنبيه الأنام) بعد ذكره الرؤيا السابقة ثم بعد ذلك رأيت والدي رحمة الله عليه في النوم وهو في غاية الفرح والسرور بي فقلت له بالله هل نفعتك بشيء فقال لي أي والله العظيم نفعتني فقلت بماذا فقال لي بتأليفك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له ومن أخبرك به فقال لي ذكرت به والله في الملأ الأعلى

اللطيفة الخامسة والتسعون

قال أبو عبد الله بن النعمان في كتابه (مصباح الظلام) وروينا عن خلاد بن كثير بن مسلم أنه لما كان في النزع وجدوا عند رأسه رقعة فيها مكتوب هذه براءة من النار لخلاد بن كثير فسألوا عنه ما كان عمله قالت أهله كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كل جمعة ألف مرة يقول [اللهم صل على النبي الأمي محمد]

اللطيفة السادسة والتسعون

ذكر السيد محمود الكردي في (الباقيات الصالحات) بعد نقله حكاية خلاد بن كثير باختلاف يسير أن أمه أخبرته بأن والدها محمدا أوصى لها بقوله إذا مت أنا وغسلوني يسقط على كفني من سقف البيت رقعة خضراء مكتوب فيها هذه براءة محمد العامل بعلمه من النار وإنه أوصاها أن تدرج تلك الرقعة في كفنه فوضعتها على صدره بعد أن قرءوا الرقعة وكان المكتوب يقرأ من ظاهر الرقعة وباطنها على حد سواء قال فسألت أمي عن عمل والدها فقالت كان أكثر عمله دوام الذكر مع كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة السابعة والتسعون

ذكر الخطيب وابن بشكوال عن أبي القاسم عبد الله المروزي قال كنت أنا وابي نقابل بالليل الحديث فرئي في الموضع الذي كنا نقابل فيه عمود من نور يبلغ عنان السماء فقيل ما هذا النور فقيل صلاتهما على النبي صلى الله عليه وسلم إذا قابلا صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الثامنة والتسعون

يحكى عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله أنه كان ببعض المفازات فأتته السباع فخافها على نفسه ففزع إلي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستندا إلى ما صح من أنه من صلى عليه صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه عشرا وإن الصلاة من الله الرحمة ومن رحمه كفاه فنجا بذلك صلى الله عليه وسلم

اللطيفة التاسعة والتسعون

قال ابن الملقن في (الحدائق) روي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وادعى أن رجلا سرق بعيرا له وأحضر شاهدين فشهدا عليه فهم النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يده فقال المدعى عليه يا رسول الله تأمر بإحضار البعير تسأله عمن سرقه فإني أرجو من الله تعالى أن ينطق ببراءتي يا رسول الله فاستحضره النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا بعير من أنا فقال البعير بلسان فصيح أنت رسول الله حقا حقا لا تقطع يده فإن مدعيه منافق والشاهدان منافقان توافقا على قطع يده عنادا وعداوة لك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي عمل برأك الله من قطع يدك فقال يا رسول الله ما لي من كبير عمل غير أني لا أقوم ولا أقعد إلا أصلي عليك فقال صلى الله عليه وسلم دم على ذلك فإن الله تعالى يبرئك من نار جهنم كما برأك من قطع يدك في الدنيا

اللطيفة المائة

قال في (كنوز الأسرار) يحكى عن الشيخ سيدي مسعود الدراوي أحد صلحاء بلادنا فاس رحمه الله تعالى وكان من المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يمشي للموقف أي محل وقوف الناس فيخرج الخدام أي الفعلة فيظنون أن عنده عمل فإذا وافوا منزل الشيخ قال لهم اجلسوا نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستمرون إلى العصر ثم يقول لهم زيدوا ما تيسر بارك الله فيكم على عادة صاحب البناء ثم يعطيهم أجورهم وينصرفوا فكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة على حسب صدقه ومحبته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الحادية بعد المائة

قال الحافظ السخاوي قال ابن هبيرة كنت أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناي مطبقتان فرأيت من وراء جفني كاتبا يكتب بمداد اسود صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم في قرطاس وانا أنظر مواقع الحروف في ذلك القرطاس ففتحت عيني لأنظره ببصري فرأيته وقد توارى عني حتى رأيت بياض ثوبه

اللطيفة الثانية بعد المائة

قال الإمام الشعراني رضي الله عنه في (المنن الكبرى) أخبرني الشيخ أحمد السروي أنه رأى الملائكة بأقلام من نور يكتبون كل حرف يلفظ به المصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيفة

اللطيفة الثالثة بعد المائة

حكى الإمام سفيان الثوري رحمه الله قال رأيت رجلا من أهل الحاج يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له هذا موضع الثناء على الله عز وجل فقال ألا أخبرك إنني كنت في بلدي ولي أخ قد حضرته الوفاة فنظرته فإذا وجهه قد اسود وتخيلت أن البيت قد أظلم فأحزنني ما رأيت من حال أخي فبينا أنا كذلك إذ دخل عليَّ رجل البيت وجاء إلى أخي ووجه الرجل كأنه السراج المضيء فكشف عن وجه أخي ومسحه بيده فزال ذلك السواد وصار وجهه كالقمر فلما رأيت ذلك فرحت وقلت له من أنت جزاك الله خيرا عما صنعت فقال أنا ملك موكل بمن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد حصلت له محنة فعوقب بسواد الوجه ثم أدركه الله عز وجل ببركة صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم فأزال عنه ذلك السواد وكساه هذا الضياء

اللطيفة الرابعة بعد المائة

روى أبو نعيم وابن بشكوال عن سفيان الثوري أيضا قال بينما أنا حاج إذ دخل عليَّ شاب لا يرفع قدما ولا يضع أخرى إلا وهو يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فقلت له أبعلم تقول هذا قال نعم ثم قال من أنت قلت سفيان الثوري قال العراقي قلت نعم قال هل عرفت الله قلت نعم

قال كيف عرفته

قلت بأنه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويصور الولد في الرحم

قال يا سيفان ما عرفت الله حق معرفته

قلت كيف تعرفه أنت

قال بفسخ الهم ونقض العزيمه هممتُ ففسخ همي وعزمتُ فنقض عزمي فعرفت أن لي ربا يدبرني

قال قلت فما صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم

قال كنت حاجا ومعي والدتي فسألتني أن أدخلها البيت ففعلت فوقعت وتورم بطنها واسود وجهها قال فجلست عندها وأنا حزين فرفعت يدي نحو السماء فقلت يا رب هكذا تفعل بمن دخل بيتك فإذا بغمامة قد ارتفعت من قبل تهامة وإذا رجل عليه ثياب بيض فدخل البيت وأمرَّ يده على وجهها فابيض وأمرَّ يده على بطنها فابيض فسكن المرض ثم مضى ليخرج فتعلقت بثوبه فقلت له من أنت الذي فرجت عني قال أنا نبيك محمد الذي تصلي عليه

قلت يا رسول الله فأوصني

قال [لا ترفع قدما ولا تضع أخرى إلا وأنت تصلي على محمد وعلى آل محمد] صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الخامسة بعد المائة

ذكر المجد الفيروزبادي بسنده إلى أبي المظفر السمرقندي يعني محمد بن عبد الله الخيام قال دخلت يوما مفازة كعب فضللت الطريق فإذا بالخضر عليه السلام قد رأيته فقال لي تجدُ (يعني في السير) أي امش فمشيت معه فظننته الخضر فقلت ما اسمك قال خضر بن إيشا أبو العباس ورأيت معه صاحبا فقلت ما اسمك فقال إلياس ابن سام فقلت رحمكما الله هل رأيتما محمدا صلى الله عليه وسلم قالا نعم قلت بعزة الله وبقدرته لتخبراني شيئا حتى أروي عنكما فقالا

سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ما من مؤمن صلى على محمد إلا نضر قلبه ونوره الله عز وجل]

وسمعت الخضر وإلياس يقولان كان في بني إسرائيل نبي يقال له شمويل قد رزقه الله النصر على الأعداء وأنه خرج في طلب عدو فقالوا هذا ساحر جاء ليسحر أعيننا ويفسد عساكرنا فنجعله في ناحية البحر ونهزمه فخرج في أربعين رجلا فجعلوه في ناحية البحر فقال أصحابه كيف نفعل فقال احملوا وقولوا صلى الله على محمد فحملوا وقالوا فصار أعداؤه في ناحية البحر فغرقوا أجمعون قال الخضر كان بحضرتنا وسمعتهما يقولان سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [من صلى على محمد طهر الله قلبه من النفاق كما يطهر الثوب الماء]

وسمعتهما يقولان سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم [ما من مؤمن يقول صلى الله على محمد إلا أحبه الناس وإن كانوا أبغضوه ووالله لا يحبونه حتى يحبه الله عز وجل]

وسمعناه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر [من قال صلى الله على محمد فقد فتح على نفسه سبعين بابا من الرحمة]

وسمعتهما يقولان جاء رجل من الشام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أبي شيخ كبير وهو يحب أن يراك فقال ائتني به فقال إنه ضرير البصر فقال قل له ليقل في سبع اسبوع يعني سبع ليال صلى الله علي محمد فإنه يراني في المنام حتى يروي عني الحديث ففعل فرآه في المنام فكان يروي عنه الحديث

وسمعتهما يقولان سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [إذا جلستم مجلسا فقولوا بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد يوكل الله بكم ملكا يمنعكم من الغيبة حتى لا تغتابوا فإذا قمتم فقولوا بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد فإن الناس لا يغتابوكم ويمنعهم الملك من ذلك]

اللطيفة السادسة بعد المائة

قال أبو سعيد شعبان ابن محمد القرشي في (شفاء الأسقام) بعد ذكره الحكاية السابقة قلت ومما اتفق لي بمكة المشرفة في سنة إحدى عشرة وثمانمائة قبل سفري إلى اليمن المحروس لكتابة السيرة الشريفة المقدم ذكرها أني كنت قد مرضت بمكة شرفها الله تعالى مرضا شديدا أشرفت فيه على العدم فاستعنت بالله تعالى في نظم قصيدة أمدح فيها السيد الشفيع ذا الجناب الرفيع صلى الله عليه وسلم وأستشفي به من ذلك الألم اقتداء بالغير وسببا لحصول الخير فنظمت مطلعها وقلت

إن جئت بدرا فطب وانزل بذي سلم ***** سلم على من سبا بدرا على علم

وهو مطلع قصيدتي (البديع في مدح الشفيع) ولساني رطب بذكر الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما أصبحت أتاني شخص من أهل مكة وهو رجل من أهل الخير والديانة والصدق والأمانة والعفة والصيانة يقال له شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي الشهير بابن عنبر المكي فقال لي رأيت هذه الليلة رؤيا خير فقلت وما هي قال كنت نائما بملكي المعروف بدار النبأة قديما بالسويقة فبينا أنا قريب التسبيح وإذا بي أرى في نومي كأني بالحرم الشريف واقف عند باب العمرة أشاهد البيت العتيق وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد أقبل من تحت الرواق وهو يمشي والخلق محدقون به ثم مر على باب الرباط الحوري وكنت أنت جالس عليها وتحتك سجاد أخضر وأنت قاعد عليه مستقبل الركن اليماني تشاهد البيت فلما صار النبي صلى الله عليه وسلم أمامك التفت إليك وأشار بسبابته الشريفة من يده اليمنى وهو يقول وعليك السلام يا شعبان مرتين اثنتين وكان الوقت قريب التسبيح على المنارة في الحرم وأنا أسمعه بأذني وأراه بعيني قلت للرائي فما كان حالي حينئذ قال كنت قائما على قدميك وأنت تقول يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك ثم طلع من باب الصفا ورجعت أنت إلى مكانك فقلت له جزاك الله عني خيرا وأحسن إليك ولو كانت روحي بيدي لخلعتها عليك كما قال القائل

وحياتكم وحياتكم قسما وفي ***** عمري بغير حياتكم لم أحلف

لو أن روحي في يدي ووهبتها***** لمبشري برضاكمُ لم أنصف

قال رحمه الله تعالى ولما فتح الله تعالى عليَّ بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وقفت على باب السلام وأنا حاف مكشوف الرأس سائل الدمع وقلت

يا سعد إن جئت لدار السلام ***** فقف قليلا عند باب السلام

واشكر لما قد نلت من نعمة ***** وقل أنا في يقظة أو منام

فما بقائ الدمع في مقلتي ***** وما بقاء الروح في المستهام

هذا رسول الله هذا الذي ***** نزيله بين الورى لا يضام

هذا شفيع الخلق هذا الذي ***** قد خصه الله بأعلى مقام

هذا محل الخير هذا الذي ***** في بابه العالي شفاء السقام

فاطلب تنل ما شئت منه وقل ***** يا سيد الرسل وخير الكرام

من عوَّد الناس بإحسانه ***** وعم بالخير جميع الأنام

يا صفوة الرحمن يا شافعا ***** في كل عاص بذنوب عظام

يزدحم الناس على بابكم ***** والمنهل العذب كثير الزحام

اللطيفة السابعة بعد المائة

عن سليمان بن سحيم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك أتفقه سلامهم قال نعم وأرد عليهم رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي

اللطيفة الثامنة بعد المائة

قال إبراهيم بن شيبان حججت فجئت المدينة فتقدمت إلى القبر الشريف فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته من داخل الحجرة يقول وعليك السلام

اللطيفة التاسعة بعد المائة

قال السخاوي ونحوه ما بلغنا عن السيد نور الدين أبي عبد الله محمد ابن عبد الله والد السيد عفيف الدين الشريف الحسيني الإيجي في بعض زيارته للنبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع جواب سلامه من داخل القبر الشريف عليك السلام يا ولدي

اللطيفة العاشرة بعد المائة

رأيت في كتاب (الباقيات الصالحات) للسيد محمود الكردي أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند الحجرة الشريفة فسمع رد السلام ولم يكن أحد هناك قال فدخلت الحجرة الشريفة وطفت في جوانبها فلم أر أحدا فتيقنت أنه من النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أنه وقع له نحو هذه القصة عند قبر سيدنا حمزة رضي الله عنه وأنه أمره أن يسمي إبنه بإسمه فسماه.

اللطيفة الحادية عشر بعد المائة

رأيت في كتاب (المشرع الروي في مناقب السادات بني علوي) للسيد الشلي في ترجمة العارف بالله سيدي علي بن علوي بن عبد الله بن أحمد بن عيسى العلوي الشهير بخالع قسم المتوفي سنة سبع وعشرين وخمسمائة رضي الله عنه أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله عن أمور تشكل عليه فيبينها له ويوضحها وكان إذا قال في التشهد أو غيره السلام عليك أيا النبي ورحمة الله وبركاته يسمع المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول له وعليك السلام يا شيخ ورحمة الله وبركاته وربما كرر ذلك مرارا فقيل له لم تكرره فقال حتى أسمع جواب النبي صلى الله عليه وسلم

ثم قال الشلي قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في (تنبيه المغترين) قد كنت ذكرت في هذا الكتاب من أخلاق القوم أنهم يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى صلاة من الخمس في قبره صلى الله عليه وسلم وأنهم يسمعون رد السلام عليهم حين يقولون السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته

وسمعت سيدي عليا الخواص يقول لا يحق لأحد قدم الولاية المحمدية حتى يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالخضر وإلياس عليهما الصلاة والسلام قال وقد درج الصادقون كلهم على ذلك فلا يقدح في ذلك إنكار بعض المحجوبين عن ذلك

وقد كان سيدي أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى يقول لأصحابه أفيكم من إذا أراد الله أمرا في الوجود أطلعه عليه قبل أن يظهر فيقولون لا فيقول أفيكم أحد إذا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته سمع رده السلام عليه بإذنه فيقولون لا فيقول لهم ابكوا على قلوب محجوبة عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول والله لو احتجبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظة في ساعة من ليل أو نهار لما عددت نفسي من جملة الفقراء

قال الشعراني ولكن بين الفقر وبين مقام الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماع صوته برده السلام من قبره مائة ألف مقام إلا واحدا فمن ادعى هذا المقام طالبناه بهذه المقامات فإذا رأيناه لا يعرفها كلها كذبناه. أ. هـ باختصار

اللطيفة الثانية عشر بعد المائة

روى ابن بشكوال عن محمد بن حرب الباهلي قال دخلت المدينة فانتهيت إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أعرابي يوضع بعيره فأناخه وعقله ثم دخل إلى القبر فسلم سلاما حسنا ودعا دعاء جميلا ثم قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن الله خصك بوحيه وأنزل عليك كتابا جمع لك فيه علم الأولين والآخرين وقال في كتابه وقوله الحق المبين [وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا] وقد أتيتك مقرا بذنبي مستشفعا بك إلى ربي وهو ما وعدك ثم التفت إلى القبر الشريف وأنشد

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ***** فطاب من طيبهن القاع والأكم

أنت النبي الذي ترجى شفاعته ***** عند الصراط إذا ما زلت القدم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ***** فيه العفاف وفيه الجود والكرم

قال ثم ركب راحلته فما أشك إن شاء الله أنه راح بالمغفرة

ونحوه عند البيهقي في (شعب الإيمان)

وقريب من ذلك حكاية العتبى المشهور وذكرتها في كتاب (أفضل الصلوات) وقال في آخرها ثم انصرف يعني الأعرابي فغلبتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبى إلحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له. أ. هـ

قال جامعه الفقير يوسف النبهاني عفا الله عنه مازلت منذ اطلعت على هذه الحكاية وإن نقلها كثير من العلماء في كتبهم استهجن التعبير في البيت الأول بلفظ (أعظمه) لما لا يخفى فأصلحته بإبدال بعض ألفاظه فقلت

يا خير من عبقت بالقاع تربته ***** فطاب بالطيب منها القاع والأكم

اللطيفة الثالثة عشر بعد المائة

حكي في شرح (دلائل الخيرات) أن أبا عبد الله الساحلي رضي الله عنه قال في (بغية السالك) حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثني الشيخ أبو القاسم المريد رحمه الله تعالى قال لما قدم الشيخ أبو عمران البردعي على مالقة وجد بها الشيخ أبا علي يعني الخراز فاجتمعنا الثلاثة يوما في داري لطعام صنعته لهما قال أبو القاسم وكان بالحضرة والدي وكانت علة الزكام لا تفارقه حتى أنها تحرمه حاسة الشم فقال الشيخ أبو عمران للشيخ أبي علي يا أبا علي لك ثمانية أعوام فما أثرت فيك التصلية فقال له يا سيدي زاد عندي كذا وكذا فقال له الشيخ أبو عمران إن هذا الذي يظهر للأولاد ما هكذا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال تنفس في كف والد الشيخ أبي القاسم قال فتنفس أبو علي في كف والدي فهبت من نفسه رائحة المسك لكنها ضعيفة ثم تنفس الشيخ أبو عمران في كف والدي قال أبو قاسم فوالله لقد شقت رائحة المسك خياشيم والدي حتى أرعفته من فوره وسال الدم من أنفه وعمت الرائحة منزلي حتى بلغ الجيران روائح المسك قال ثم قال الشيخ أبو عمران أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم فازوا به دوننا والله لنزاحمهم فيه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا يصلون عليه صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الرابعة عشر بعد المائة

قال الرصاع في (تحفة الأخيار) بعد ذكر حديث [ما من مجلس يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إلا عرفت له رائحة طيبة حتى تصل إلى عنان السماء فتقول الملائكة هذا مجلس صلي فيه على محمد صلى الله عليه وسلم]

قال بعض المحبين في سيد المرسلين والمعنى في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين فإذا أكثر من ذكره ومن الصلاة عليه طاب المجلس لطيبه ومن خرقت له العادة من أولياء الله وشاهد الملكوت ربما أدرك الرائحة الطيبة في المجلس لروحانيته كما أدركتها الملائكة المطهرون

وكان بعض الصالحين إذا ذكر اسم الله تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم تخرج رائحة من صدره أذكى من المسك والعنبر

وكان غيره إذا انشق الفجر أدرك ذلك برائحة من الجنة فيخبر أصحابه بانشقاق الفجر ولو كشف الغطاء عن بصائرنا وزال الحجاب عن قلوبنا لشاهدنا تلك الحالات وأدركنا تلك الإدراكات لكن المريض إذا نزلت به آفة أو وقعت به نازلة أحالت ذوقه فكل ما عنده من المرارة فهو في فِيِه لا في الماء كذلك المانع من الإدراك لرائحة ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو منك والحجاب بسببك

وكان بعضهم إذا قرأ كتاب الله عز وجل وجد ريقه أحلى من السكر فإذا قطع القراءة قطع السكر جعلنا الله وإياكم ممن أدرك حلاوة ذكره ورائحة اسم حبيبه بمنه وكرمه وجوده

وإنما يحصل ذلك بتصفية القلب وحضوره مع الرب وصدق المحبة وتحقيق التوبة والسلامة من الآفات الموانع من الإدراكات فإن المزكوم لا يدرك رائحة مستلذة والأعمى لا يدرك شمسا طالعة

قال الرصاع ذكر لي بعض الفقراء أنه كان مولعا بنزول القبور للحد الغرباء قال فنزلت قبرا لألحد غريبا فرقت عليه نفسي لغربته ونزوله لحفرته وما رقت نفسي على أحد مثله ووجدت معه أنسا عظيما ما رأيت مثله وكان ذلك عند المغرب فلما رجعت إلى موضعي تعجبت أهلي من طيب رائحتي وأنا لا أشم شيئا قال ووجدوا في ثوبي شيئا من التراب فتعجبوا من طيب رائحته وذكروا أنه أطيب من المسك وأنا لا أدرك شيئا فقلت لهم ولا شك أن الرجل من أولياء الله تعالى وقبره روضة من رياض الجنة ولو كنت من أهل الإدراك شممت وأدركت فاستعبر الرجل وبكى نور الله قلوبنا بفضله وأزال الحجاب عن بصائرنا بمنه وآنس غربتنا بالصلاة على حبيبه ونفس كربتنا بمحبته صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الخامسة عشر بعد المائة

ذكر سيدي أحمد الصاوي في شرحه على صلوات القطب الدردير أن سبب تأليف (دلائل الخيرات) أن مؤلفها سيدي محمد بن سليمان الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال فقالت له من أنت فأخبرها فقالت له أنت الرجل الذي يثني عليك بالخير وتتحير فيما تخرج به الماء من البئر وبصقت في البئر ففاض ماؤها على وجه الأرض فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة فقالت بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله صلى الله عليه وسلم فحلف يمينا أن يؤلف كتابا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة السادسة عشر بعد المائة

حكي في (شفاء الأسقام) عن بعضهم أنه كان إذا سمع بذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبخل بالصلاة عليه فما مات حتى خرس لسانه وعميت عينه وعند فراغ أجله وقع في سراب الحمام فعطش فيه فمات فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

اللطيفة السابعة عشر بعد المائة

ذكر أبو عبد الله الرصاع في كتابه (تحفة الأخيار) حديث أبي طلحة رضي الله عنه وهو قوله [دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق فقلت يا رسول الله ما رأيتك أطيب نفسا ولا أظهر بشرا منك في يومك هذا فقال ومالي لا تطيب نفسي ويظهر بشري وإنما فارقني جبريل الساعة فقال يا محمد من صلى عليك صلاة من أمتك كتب الله له بها عشر حشنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات] ثم قال الرصاع ومن غريب ما رأيت في المنام قبل كتبي وشروعي في هذا التأليف بقرية وذلك أنني رأيت كأني جالس مع جماعة من أهل العلم كثيرة وإذا برجل لم أعرفه قدم في صورة حسنة وهو عامي فجلس بين أيدي القوم وإذا به يسأل فقال وقفت على حديث أخرجه الحسن والحسين رضي الله عنهما ولم يذكر الحديث غير أنه قال قالا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في طيب نفس وحسن بشر في ساعة حسنة قال الرجل المذكور وأنا رجل عامي جاهل لكني ببركة حبي أعطاني الله التعبير عن المقصد وأنا أسألكم عن هذه الحالة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سببها من الخير الوارد عليه وأحواله عليه الصلاة والسلام كلها حسنة فأجابه الناس عن ذلك واحدا واحدا وخاض المجلس فلم يرتض جوابا ثم نظر إليَّ فأجبته في المنام فقلت له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم له حالة مع الحق وحالة مع الخلق فحالته مع الحق هي التي تطيب بها نفسه وينشرح صدره في مناجاته له قال عليه الصلاة والسلام [وجعلت قرة عيني في الصلاة] وحالته مع الخلق طلبه الرضا من المولى لهم بما يرضيه وتقر به عينه فتطيب نفسه بأمته فاستحسن الجواب وقال بارك الله لك ثم قام وأفقت فلما أفقت تذكرت الحديث المذكور عن أبي طلحة ثم إني تأولت أن تبليغه (أي جبريل عليه السلام) فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو سبب هذا النور العظيم للنبي الكريم فعزمت على تقييدها في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اللطيفة الثامنة عشر بعد المائة

قال الرصاع في (تحفة الأخيار) أيضا بعد ذكره حديثا يتضمن أن [من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة مرة لم يفتقر] أن بعضهم قد سمع هذا الحديث وكان ممن تحققت محبته وخلصت نيته وكان فقيرا فصلى بطيب نفس وحسن نية على النبي صلى الله عليه وسلم العدد المذكور فأغناه الله من حيث لا يشعر قال رحمه الله وإن وجد من صلى العدد المذكور ولم يحصل له الغنى واتصف بالفقر فإن ذلك نقصان في نيته وخبث في سريرته فإن كل من حقق ذلك من نفسه وتقرب بذلك إلى ربه لم يفتقر أبدا وإن لم يكن عنده شيء من الدنيا فالقناعة غنى وهي كنز لا ينفد وهي أفضل من المال فإن المال يفنى والقناعة لا تفنى وهي الحياة الطيبة في قول الله سبحانه وتعالى [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ]

اللطيفة التاسعة عشر بعد المائة

قال أبو عبد الله الرصاع في (تحفة الأخيار) ومن الحكايات الدالة على بركة الصلاة على خير الأنام ما رواه بعض المحبين في سيد المرسلين قال سمعت ببغداد أن رجلا كان بها فقيرا ذا عيال وأولاد وكان من المتعبدين الصابرين فقام ذات ليلة يصلي فبكت الأولاد من الجوع فلما فرغ من صلاته نادى أولاده وعياله ودلهم على الصلاة على حبيب الله صلى الله عليه وسلم وقال عسى الله سبحانه ببركة الصلاة منا على نبينا يغنينا من فضله وجوده وإحسانه فجلسوا يصلون حتى غلبهم النوم فنام الرجل فرأى النبي صلى الله عليه وسلم تسليما فقال له إذا كان صبيحة غد إن شاء الله تعالى انطلق إلى دار فلان المجوسي وسلم عليه وقل له إن الدعوة أجيبت لك وقل له يقول لك محمد بن عبد الله واسني مما أعطاك الله قال فانتبه الرجل فرحا مسرورا وقال في نفسه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل به ومن المحال أن يبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوسي ويسلم عليه فنام ثانية فرآه عليه الصلاة والسلام مرة أخرى فقال له مثل المقالة الأولى فلما أصبح صلى الصبح وانطلق يسأل عن دار المجوسي وكان معروفا باتساع المال فدل عليه فوقف أمامه وكان بين يدي المجوسي أناس من خدمته فاستنكره المجوسي وقال له هل لك من حاجة فقال له فيما بيني وبينك فأمر المجوسي بانصراف الناس فقال له نبينا صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام فقال المجوسي من نبيكم فقال له محمد صلى الله عليه وسلم فقال له ألم تعلم أني مجوسي وأنا أنكر ما جاء به قال له قد علمت ذلك ولكني قد رأيته مرتين وهو يؤكد عليَّ فقال المجوسي الله شاهد عليك أنه بعثك إليَّ قال الله شاهد عليَّ قال فما قال لك قال قل له واسني مما أعطاك الله وأن الدعوة قد أجيبت قال له ألم تعلم الدعوة ما هي قال لا علم لي قال له المجوسي ادخل حتى أعلمك قال فدخلت معه إلى سقيف داره قال لي امدد يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله

وأن محمدا رسول الله قال فأسلم وحسن إسلامه ودعا بجلسائه وقال لهم اعلموا أني كنت على ضلال وقد هداني الله تعالى فاهتديت وصدقت وآمنت بالله سبحانه وبمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم فمن آمن منكم فكل ما بيده حلال له ومن بقي يعطيني مالي ولا يعرفني ولا أعرفه وكان له خلق يتجرون له فأسلم أكثرهم وبقي الآخرون فأتوه بماله ثم نادى ابنه وقال له يا بني إني اهتديت إلى الإسلام وأسلمت فإن أسلمت فأنت مني وإليَّ وإن بقيت على دينك فأنا بريء منك فقال له ابنه إني لا أخالفك يا أبت فيما تختار وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم نادى ابنته وكانت متزوجة بأخيها على مذهب المجوس فقال لها مثل قوله لإبنه فقالت يا أبت والله لقد كرهت اجتماعي مع أخي من ليلة العرس وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرح واستبشر بإسلامهم ثم قال للرجل أتريد أن أعلمك بالدعوة التي ذكرت وأخبرك بما أرضى الرسول عني صلى الله عليه وسلم قال نعم قال لما زوجت إبنتي من أخيها أطعمت طعاما كثيرا نال منه الحاضرة والبادية ولم يبق أحد فلما انصرفوا ألحقني تعب ففرشت على السطح لأستريح وكانت بإزائي امرأة أرملة ومعها بنات صغار وهن يذكرن أنهن من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما فسمعت واحدة تقول لأمها يا أماه أما ترين ما فعل هذا المجوسي في هذه الليلة حرك علينا شهوة الطعام مع جوعنا وفقرنا فلا جزاه الله عنا خيرا قال فلما سمعت ذلك انشق قلبي وحزنت ونزلت إلى الدار مسرعا فأخذت طعاما وخبزا كثيرا وسألت عن عدتهن فقيل لي ثلاث بنات وأمهن فانتخبت لهن اربع كسوات ونفقة كثيرة وبعثت ذلك وطلعت إلى موضعي فلما وصل إليهن ما وجهت إليهن فرحن وقلن يا أمنا كيف نأكل هذا كيف نأكل طعام هذا وهو مجوسي فقالت لهن كلن من رزق الله تعالى رزقا ساقه الله إليكن وقلن يا أمنا ما نأكل هذا الطعام وهو مجوسي حتى نرغب إلى الله سبحانه له بالإسلام

ودخول الجنة بشفاعة جدنا عليه الصلاة والسلام فجعلن يتطلبن من الله عز وجل والأم تؤمن على دعائهن فهذه هي الدعوة التي أخبرك بها وبشرني صلى الله عليه وسلم وأنا أوفي لك مواساتك ولما زوجت إبنتي لإبني قسمت مالي وأعطيتها النصف وأمسكت النصف وفرق الإسلام بينهما فقد أنزلتك منزلتها فهو لك فاستعن به على أهلك

اللطيفة العشرون بعد المائة

قال الرصاع في (تحفة الأخيار) أيضا ومن الحكايات الدالة على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما روي أن رجلا ببغداد كثير المال متسع الرزق وكان يسافر في البر والبحر إلى أن إنقلب عليه الدهر وتغيرت الأحوال وذهبت عنه الأموال فأخذ الدين من عند الناس واجتمعت عليه الديون ولصقت يداه بالأرض وربما صار لا يأتي بالفرض فلقيه رجل من أصحاب الديون وكان عليه نصف الألف فطلب فلم يجد شيئا فقال له عاملناك بالوفاء وما رأينا منك وفاء فقال له المديون سألتك بالله لا تفضحني أنا مديون وعليَّ ديون لغيرك تحرك عليَّ الناس ولا والله عندي

شيء قال له أنا جلفت فأوقفه بين يدي القاضي فأقر وقال له القاضي أعطه ماله قال له ليس عندي شيء قال القاضي لابد لك من ضامن مليء أو تسجن فخرج معه فلم يجد ضامنا مليئا فقال له خديم لابد من سجنك كما أمر القاضي فاستعطف صاحب الدين وسأله بالله العظيم أن يتركه في تلك الليلة يبيت مع أولاده يودعهم وإذا كان بالغد يأتي إليه ويسير إلي السجن ويكون قبره هناك إلا أن يمن الله سبحانه عليه بالفرج وقال له يكون ضامني في هذه الليلة محمد صلى الله عليه وسلم قال له صاحب الدين قبلت ذلك فانصرف الرجل إلى داره مهموما مغموما كئيبا حزينا فقالت له زوجته ما شأنك وأين كنت في هذا اليوم فذكر لها القضية وما كان من حاله ومقاساته مع رب الدين وكيف أمر بسجنه وأنه ما تخلص إلا أنه قال لرب الدين سألتك بالله العظيم إلا ما تركتني في هذه الليلة أبيت مع أولادي أودعهم وآتيك بالغد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضامني فحينئذ أطلقني وأتيت فقالت له زوجته لا تهتم فمن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ضامنه كيف يبيت مهموما فلما أراد النوم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جازت به عينه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وقال أبشر إذا أصبح الصباح انطلق إلى وزير الملك وقل له يسلم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول

لك أد عني ديني وهو خمسمائة دينار أمر القاضي بسجني فيها وما تخلفت إلا بضمان النبي صلى الله عليه وسلم وقال لك صلى الله عليه وسلم بأمارة أنك تصلي عليَّ في كل ليلة ألف مرة فلما كان في الليلة البارحة غلطت في العدد وشككت هل أكملته والعدد كامل قال فانتبه الرجل فرحا مسرورا فلما صلى الصبح وسار إلى الوزير إذا به واقف على باب داره ودابته بين يديه فسلم عليه وقال له إني مرسل إليك فقال له ومن أرسلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لك أد عني ديني وهو كذا وكذا بأمارة أنك تصلي عليَّ كل ليلة ألف مرة فلما كان في ليلة البارحة غلطت وشككت هل أكملت يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم أكملتها فلما سمع الوزير كلامه عرف صدقه فدخل داره وأمر بدخوله عليه وقال له أعد عليَّ فأعاد عليه واستبشر الوزير وقبله بين عينيه إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له مرحبا برسول النبي عليه الصلاة والسلام وأعطاه نصف الألف لدينه ونصف الألف لأهله ونصف الألف يجود بها على عياله ونصف الألف بشارته ونصف الألف لصدقه في رؤيته ورجع الرائي إلى بيته فرحا مسرورا فعد خمسمائة دينار ومضى لرب الدين وقال له سر معي إلى دار القاضي فلما بلغ قام إليه القاضي وسلم عليه وقال له وقف لي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائم وأمرني أن اؤديها عنك ولك من مالي مثلها وقال الغريم وأنا أشهدك أني تركتها له وله من مالي مثلها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته في منامي وأوصاني عليه فانصرف الرجل وفي ملكه أربعة آلاف دينار تثمرت له ببركة صلاته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

اللطيفة الحادية والعشرون بعد المائة

قال أبو عبد الله الرصاع أيضا في (تحفة الأخيار) ومن الحكايات الدالة على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر عن الشيخ أبي الحسن بن الحارث الليثي رحمه الله تعالى وكان من المشتغلين بخدمة النبي عليه الصلاة والسلام والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قال ضاق بي الوقت مدة إلى أن بقيت بغير زاد ولا شيء عندي وقرب العيد ونحن في ضيق شديد فأتت علينا ليلة العيد ولا لنا شيء نلبسه أو نأكله فبتنا في أصعب ليلة وأشد أزمة فما مضت ساعتان من الليل إلا والباب يطرق علينا والصوت والضجيج على الباب ففتحنا الباب وإذا شموع على الباب حاملها رجال وإذا بابن أبي فلان وكان من خاصة زمانه وأهل وقته فدخل علينا فتعجبنا من إتيانه تلك الساعة فقال الذي أتى بي إليكم أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي إن أبا الحسن وأولاده على فقر عظيم وخطب جسيم فاحمل إليه مما وسع الله به عليك في هذه الليلة بما يكسو به أولاده وينفق على أولاده وينفق على عياله ويفرح أهله في هذا العيد فقمت وأخذت هذه الثياب وهذه النفقة وبعثت إلى الخياطين وأتوا معي فأمر الخياطين بتفصيل الثياب وقال لهم ابدؤوا بخياطة أثواب الصبيان لأنهم لا صبر لهم بخلاف الكبار فإنهم يصبرون فجلسوا عندهم كذلك إلى الفجر فأصبح أهل داره في سرور لم يخطر بباله.

اللطيفة الثانية والعشرون بعد المائة

نقل محمد بن إسماعيل الأنطاكي في كتابه (مطالع الأنوار في الصلاة على النبي المختار) عن كتاب (القربة) لابن بشكوال عن أبي علي الصدفي يرفعه إلى عبد الله الروذبادي قال كنت بالبادية فعثر الجمل فقلت الله فقال الجمل الله وصلى الله على محمد.

اللطيفة الثالثة والعشرون بعد المائة

نقل ابن بشكوال عن محمد بن فرج الفقيه أنه كان ينشد بيت حسان

هجوت محمدا وأجبت عنه ***** وعند الله في ذاك الجزاء

ويزيد فيه صلى الله عليه وسلم فيقال له ليس يتزن هكذا فيقول أنا لا أترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم عقبه ابن بشكوال بقوله فرحمه الله لقد كان يعجبني ما كان يفعله نفعه الله بنيته في ذلك.

اللطيفة الرابعة والعشرون بعد المائة.

قال الحافظ السخاوي ومن النكت الغريبة ما رواه الخطيب في جامعه من طريق الفريري عن علي بن خشرم قال سمعت الفضل بن موسى يقول لرجل ما كنيتك قال أبو محمد صلى الله عليه وسلم فقال له ويحك وضعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعها. أ. هـ

يقول جامعه الفقير يوسف النبهاني

إن إحسان الظن بهذا الرجل الصالح يقتضي أنه حينما ذكر في كنيته اسم ابنه محمد تذكر النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه ويكون الضمير في صلى الله عليه وسلم عائدا على محمد بمعنى النبي عليه الصلاة والسلام فيكون من قبيل الاستخدام وهو ذكر اللفظ بمعنى وإعادة الضمير عليه بمعنى آخر وحينئذ لا يكون قد وضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعها وإنما يكون فعله ذلك لشدة مبالغته في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر ولعله سكت سكتة لطيفة بعد قوله أبو محمد ثم قال صلى الله عليه وسلم يعني النبي عليه الصلاة والسلام لا ولده على الوجه الذي قررته والله أعلم

اللطيفة الخامسة والعشرون بعد المائة

حكي في (شفاء الأسقام) أيضا عن أبي علي القطان رحمه الله تعالى قال رأيت في منامي كأني دخلت جامع الشرقية بالكرخ فرأيت في المسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه رجلان لا أعرفهما فسلمت عليه فلم يرد عليَّ السلام فقلت يا رسول الله أصلي عليك في اليوم والليلة كذا وكذا مرة وأمنع رد السلام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي عليَّ وتسب أصحابي فقلت يا رسول الله أنا تائب على يديك لا عدت إلى مثلها فقال لي صلوات الله وسلامه عليه وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!