The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة البقرة (2)

 

 


الآية: 269 من سورة البقرة

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (269)

الحكمة علم بمعلوم خاص ، وهي صفة تحكم ويحكم بها ولا يحكم عليها ، واسم الفاعل منها حكيم ، فلها الحكم ، واسم الفاعل من الحكم الذي هو أثرها حاكم وحكم ، وبهذا سمي الرسن الذي يحكم به الفرس حكمة ، فكل علم له هذا النعت فهو الحكمة ، وما يعلم الحكمة إلا من أوتيها ، فهي هبة من اللّه تعالى ، ولما كانت الحكمة إعطاء كل ذي حق حقه ، ولا يفعل صاحب الحكمة حتى يعلم ما يستحقه كل ذي حق من الحق ، وليس إلا بتبيين الحق ، لذلك أضافها الحق إليه ، فالعلم الإلهي هو الذي كان اللّه سبحانه معلمه بالإلهام والإلقاء وبإنزال الروح ، فهو سبحانه معلم الإنسان ، ولذلك جاء بمن وهي نكرة ، ردا على من اعتقد أن اللّه لا يعلّم من ليس بنبي ولا رسول ، فقال : «مَنْ يَشاءُ» فنكر الأمر ولم يعرفه ، فهو نكرة في معرفة يعلمها هو لا غيره ، لأن الأمور معينة عنده مفصلة ، ليس في حقه إجمال ولا يصح ، ولا مبهم في علمه بالمجمل في حق من يكون في حقه الأمر مجملا ومبهما ، والحكمة في الأشياء كلها والأمور أجمعها إنما هو للمراتب والأعيان ، وأعظم المراتب الألوهية ، وأنزل المراتب العبودية ، فما ثمّ إلا مرتبتان ، فما ثمّ إلا عبد ورب ، فمن يؤت الحكمة يعلم ترتيب الأشياء وإعطاء كل شيء حقه وإنزاله منزلته ، فاللّه سبحانه حكيم ، فما وضع شيئا إلا في موضعه ، ولا أنزله إلا منزلته ، والحكيم من العباد هو الذي ينزل كل شيء منزلته ولا يتعدى به قدره ومرتبته ، ويعطي كل ذي حق حقه ، لا يحكم في شيء بغرضه ولا هواه ، لا تؤثر فيه الأغراض ، وهو من حكمته الحكمة فصرّفته ، لا من حكم الحكمة ، فإن من حكم الحكمة له المشيئة فيها ، ومن حكمته الحكمة فهي المصرفة له ، وإذا قامت الصفة بالموصوف أعطته حكمها عطاء واجبا ، فالحكيم من قامت به الحكمة فكان الحكم لها به ، كما كان الحكم له بها ، فهو عينها وهي عينه ، فالحكمة عين الحاكم عين المحكوم به عين المحكوم عليه ، فينظر الحكيم إلى هذه الدار التي أسكنه اللّه فيها إلى أجل ، وينظر إلى ما شرع اللّه له من التصرف فيها من غير زيادة ولا نقصان ، فيجري على الأسلوب الذي قد أبين له ، ولا يضع من يده الميزان الذي قد وضع له في هذا الموطن ، فإنه إن وضعه

جهل المقادير ، فإما يخسر في وزنه ، أو يطفف ، وقد ذم اللّه الحالتين ، وجعل تعالى للتطفيف حالة تخصه يحمد فيها التطفيف ، فيطفف هناك على علم ، فإنه رجحان الميزان ويكون مشكورا عند اللّه ، فإذا علم هذا ولم يبرح الميزان من يديه لم يخط شيئا من حكمة اللّه في خلقه ، ويكون بذلك إمام وقته ، فمن الميزان مثلا أن لا يعرض الحكيم بذكر اللّه ولا بذكر رسوله ولا أحد ممن له قدر في الدين عند اللّه في الأماكن التي يعرفها هذا الحكيم إذا ذكر اللّه أو رسوله أو أحدا ممن اعتنى اللّه به كالصحابة عند الشيعة ، فإن ذلك داع إلى ثلب المذكور وشتمه وإدخال الأذى في حقه ، ففي مثل هذا الموطن لا يذكره «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» وما كثره اللّه لا تدخله قلة ، كما أن ما عظم اللّه ما يدخله احتقار «وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ» فإن الإنسان قد يغفل عن أشياء كان علمها من نفسه ثم يذكرها ، ولب الشيء سره وقلبه ، واللب نور في العقل كالدهن في اللوز والزيتون ، والتذكر لا يكون إلا عن علم منسي .


المراجع:

(269) الفتوحات ج 2 / 272 - ج 3 / 456 - ج 1 / 279 - ج 2 / 391 - ج 3 / 408 - ج 4 / 258 - ج 2 / 231 - ج 3 / 379 - ج 4 / 258 - ج 3 / 36 - ج 4 / 258 ، 242 - ج 2 / 646

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!