موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة ق (50)

 

 


الآية: 16 من سورة ق

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)

[ «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» الآية :]

جعل الحق بهذه الآية النفس أجنبية عن الإنسان ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم للإنسان المكلف : [ إن لنفسك عليك حقا ] فأضاف النفس إليه ، والشيء لا يضاف إلى ذاته ، فجعل النفس غير الإنسان ، وأوجب لها عليه حقا تطلبه منه ، ولما علم تعالى أن إفراط القرب حجاب عظيم عن القرب ، وحبل الوريد نعلم قربه ولا تراه أبصارنا ، ذكرنا بنفسه فقال :

إنه أقرب إلينا من حبل الوريد ، كذلك قرب الحق منا ، نؤمن به ولا تدركه أبصارنا فقال : «وَنَحْنُ» جاء تعالى في القرآن الكريم بأسماء الكنايات ، منها ما هو جمع ، ومنها ما هو مفرد ، فالجمع مثل قوله نحن وإنّا ، بكسر الهمزة وتشديد النون ، والمفرد مثل قوله أنا وهو ، فإذا كانت الكناية في عالم الألفاظ والكلمات بلفظ الجمع ، مثل نحن وإنا فللأسماء ، لأن ما ثم كثرة إلا ما تدل عليه منه أسماؤه الحسنى ، فإذا جمع نفسه مع أحديته فلأسمائه من حيث ما تدل عليه من الحقائق المختلفة ، وما مدلولها سواه ، فإنها ومدلولاتها عينه وأسماؤه ، وإذا أفرد فإنما يريد هويته لا أسماءه ، ولا معنى لمن قال إن الجمع كناية عن العظمة ، لا بل هو


عين الكثرة ، فقوله تعالى : «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» يعني أنه بأسمائه أقرب إلينا منا ، فوصف الحق نفسه بالقرب من عباده ، وما خص إنسانا من إنسان ، فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي ، كما قال : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) فهو تعالى أقرب إلينا من أنفسنا ، لأن حبل الوريد منا ، والحبل الوصل ، فهو أوصل ، فإنه ما كان الوصل إلا به ، فبه نسمع ونبصر ونقوم ونقعد ونشاء ونحكم ، وهذه الأحكام ليست لحبل الوريد ، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، فإن غاية حبل الوريد منا الذي جاء له ما للعروق من الحكم في أنها مجرى الحياة وسكك الدم ، فكان الحق أقرب إلى العبد من نفسه ، فإنه أتى بأفعل من ، فثمّ قريب وأقرب ، فهو قريب بنزوله من العرش إلى السماء الدنيا ، كما أخبر صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهو أقرب فإنه معنا أينما كنا ، فهو تعالى أقرب من حبل الوريد ، إلى كل شقي وسعيد ، وفي هذه الآية من رحمة اللّه بخلقه ما لا يقدر قدره إلا العارفون به ، فلنا بهذه الآية جوار ، وللجار حق مشروع ، فينبغي للإنسان أن يحضر هذا الجوار الإلهي عند الموت ، حتى يطلب من الحق ما يستحقه الجار على جاره من حيث ما شرع ، وهو قوله لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) أي الحق الذي شرعته لنا ، فعاملنا به حتى لا ننكر شيئا منه مما يقتضيه الكرم .


المراجع:

(16) الفتوحات ج 1 / 448 - ج 4 / 67 - ج 3 / 531 - كتاب فصوص الحكم فص 10 - الفتوحات ج 2 / 558 - ج 4 / 272 - ج 1 / 574 - ج 3 / 376 - ج 4 / 272 - كتاب تلقيح الأذهان - ج 2 / 52

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!