موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة ق (50)

 

 


الآيات: 17-18 من سورة ق

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)

[ «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» الآية ]

وكّل اللّه تعالى بالعباد ملائكة يكتبون ما تلفظوا به من كلمات ، وظهر الكفر في العالم والإيمان ، بأن تكلم كل شخص بما في نفسه من إيمان وكفر ، وكذب وصدق ، لتقوم الحجة للّه على عباده ظاهرا بما تلفظوا به ، فأنفاس الإنسان عليه معدودة ، وتصرفاته محدودة ، قال تعالى : «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ» سمى الكلام باللفظ ، لأن اللفظ الرمي ، فرمت النفس ما كان عندها مغيبا بالعبارة إلى أسماع السامعين ، والملائكة الكتاب لا يكتبون على العبد من أفعاله السيئة إلا ما تكلم بها ، وهو قوله تعالى : «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» وهو الكاتب ، فالملك الحافظ الكاتب عند الإنسان كل ما لفظ كتبه الملك ، فلا يكتب إلا م


يلفظ به الإنسان ، فإذا لفظه رمى به ، فبعد الرمي يتلقاه الملك فيكتبه ، فالملك يرقب حركة العبد ويكتب منه حركة لسانه إذا تلفظ ، فيحصي عليه ألفاظه التي رمى بها ، لا يترك منها شيئا حتى يوقفه اللّه عليها ، إما في الدنيا إن كان من أهل العناية ، وإما في الآخرة في الموقف العام الذي لا بد منه ، فاللّه يقيد كل قائل بما سمع منه ، فلا يتخيل قائل أن اللّه أهمله وإن أمهله ، فالملائكة يحصون الأقوال ، وإن كانوا يعلمون ما تفعلون ،

كما قال تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، كِراماً كاتِبِينَ ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) ما قال يكتبون ، فعليك أن تراعي أقوالك كما تراعي أفعالك ، فإن أقوالك من جملة أعمالك ، روينا أن الملك لا يكتب على العبد ما يعمله حتى يتكلم به ، فإذا تكلمت فتكلم بميزان ما شرع اللّه لك أن تتكلم به ، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمزح ولا يقول إلا حقا ، فعليك بقول الحق الذي يرضي اللّه ، فما كل حق يقال يرضي اللّه ، فإن النميمة حق ، والغيبة حق ، وهي لا ترضي اللّه ، وراع ما نهاك اللّه أن تقوله في كتابه ، فلا تقل ما نهاك اللّه عنه أن تقوله وتتلفظ به ، فإنه كما نهاك عن أمور نهاك عن القول وإن كان حقا ،

ورد في الخبر الصحيح : [ إن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرفع بها في عليين ]

فلا تنطق إلا بما يرضي اللّه ، لا بما يسخط اللّه عليك ، وذلك لا يتمكن لك إلا بمعرفة ما حده لك في نطقك ، وهذا باب أغفله الناس ،

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : [ وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ] وقال الحكيم : لا شيء أحق بسجن من لسان ، وقد جعله اللّه خلف بابين ، الشفتين والأسنان ، ومع هذا يكثر الفضول ويفتح الأبواب ،

ثم إنه من كرم اللّه - وقد ورد به خبر - أن العبد إذا عمل السيئة قال الملك لصاحبه الذي أمره الحق أن يستأذنه في كتابة السيئة : أأكتب ؟

فيقول له : لا تكتب وأنظره إلى ست ساعات من وقت عمله السيئة ، فإن تاب أو استغفر فلا تكتبها ، وإن مرت عليه ست ساعات ولم يستغفر فاكتبها سيئة واحدة ، ولا تكتبها إلا إذا تلفظ بها ، بأن يقول : فعلت كذا ، أو تكون السيئة في القول ، فتكتب بعد مضي هذا القدر من الزمان ، وأي مؤمن يمضي عليه ست ساعات لا يستغفر اللّه فيها ؟ .



المراجع:

(18) الفتوحات ج 1 / 302 - ج 4 / 388 ، 431 ، 24 ، 187 ، 232 ، 24 ، 450 ، 24

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!