The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النجم (53)

 

 


الآية: 17 من سورة النجم

ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17)

[ تحقيق وإفصاح بالتلاوة الإلهية وبالتلاوة الجسمانية والروحانية : ]

- تحقيق وإفصاح من أول السورة إلى ما أذن به الفتاح بالتلاوة الإلهية - من حيث القرآن هو كلام اللّه ، التي لا يسأل عنها بالكيفية ولا الماهية: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» في قلب تعرى عن الهوى «ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى» ولكنه شرب فارتوى ، «وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى» لخروجه عن كرة الهوى «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى» أنزلناه عليه بلا واسطة كشفا وتلويحا ، فكان به عند نزول الواسطة في عالم الألفاظ عجولا فصيح «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى» بحضرة الاستوا ، «ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى» بما أيده به من القوى «وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى» عليه مراتب روحانية العلى ، «ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى» على المقام الأجلى «فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى» من المقام الأسمى خلف حجاب العزة الأحمى ، «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى» فما أمسى عليه يوم ولا أضحى «ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى» من حسن الرؤى «فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى» فهو بحيث لا يرى «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى» عند الصيحة الكبرى «عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى» مستقر الحسن والبها «عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى» المحفوفة بالبلوى ، حضرة ارتفاع الشكوى المنتجة للنجوى «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى» فيعدم البصير ويظهر الأعشى «ما زاغَ الْبَصَرُ وَم


طَغى» ولو طغى لسفل ، ولو زاغ ما ارتقى .

وبالتلاوة الجسمانية والروحانية : «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» بالسر الإنساني في الموقع الرباني ، ليحصل معرفته ويكمل مرتبته «ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى» يقول قد أصاب المطلوب وظفر بالمحبوب «وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى» لأنه مقدس عن التأليف والتركيب ، والتدبير والترتيب ، «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى» من اللّه إلى الرب ، كما تقول في شاهد الغيب :

من السر إلى القلب «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى» ترجمان الاستوا إليه المستوى ، «ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى» جبار قهار مقتدر أقوى «وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى» فوق فلك الإشارات العلى «ثُمَّ دَنا» من حضرة المنى «فَتَدَلَّى» حين تجلى «فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى» أو كحبل الوريد الأدنى «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى» لما اشتغل بمنافعه وهو قاعد ، وقام بأسبابه وهو راقد «ما كَذَبَ الْفُؤادُ» النكتة الجامعة الإلهية «ما رَأى» من الحقائق الإنسانية «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى» ولا كون يرى «عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى» حضرة ذات الانتهاء «عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى» حين مقام السوى «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى» عند صلاة الظهر والعشاء ، «ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى» لأنه في خط الاستوا .

[ إشارة واعتبار : «ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى» ]

-إشارة واعتبار -محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ووارثه لما دنا من الرفيق الأعلى ، فتدلى على المقام الأجلى ، «فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى» مقام محمود للمحمدي المجتبى . «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى» ففهم عنه صريح المعنى «ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى» من حقائق القرب في الإسرا «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى» وآدم بين الطين والماء سواء «عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى» حيث تجتمع البداية والانتهاء ، الأزل والوقت والأبد سواء «عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى» مستقر الواصلين الأحيا ، لما شاهدوا الذات آواهم بجنة الصفات عن الورى ، أي سترهم بالصفات «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى» من طرف الإسرا والتنزه في العلى «ما زاغَ الْبَصَرُ» وكيف يزيغ لعدم لا يرى ، أي ما مال إلى الغير ، وما ترك الميل تكبرا على الغير ، إنما شغله بربه حال بينه وبين الغير ، فلهذا قال : «وَما طَغى» أي ما طغى في زيغه ، إذ كان زيغ شغل بربه ، لا زيغ تكبر .


المراجع:

(17) كتاب التنزلات الموصلية

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!