في كل حادثة في الكون وتضاهيها به وسمي بسر الشفا لأن من وقف على معانيه قد شفي من علل النفوس وعرف نفسه حقا وذلك في القرن اللاحق بقرن المصطفى لأنه متأخر عنه وتابع له ويسمي اللاحق بقرن المصطفى إلى آخر انقراض أمر الدنيا دقق منظرك إن كنت معنا تمعني و] ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُِ [ [الجمعة:4] وإنه ذو الفضل العظيم.

فصـل

وهذه الإشارات كلها راجعة إلى النسخة الصغرى أي هذه الإشارات المتقدمة في ضمن عبارات ومعاني وكنوز جميعها راجعة إلى النسخة الصغرى الذي هو الإنسان لا إلى النسخة الكبرى الذي هو مطلق العالم فقد بينت لك آنفا قريبا أنه لا فائدة في معرفة ما خرج عن ذاتك إلا أن يتعلق به بما خرج عنك سبيل نجاتك لتحصيل العلوم الربانية فإنها سبيل نجاتك وسفينة حياتك إلى مماتك فشمس المغرب في عالم غيبك من أنوار العلوم وتجلي إلى قلبك من أسرار الخصوص والعموم فحيث أذكر شمس المغرب فالمراد به في هذا المعنى كما أن الختم ماضم به على مقامك المقدر عند الله على حسب قابليتك عند منتهى مقامك عند غاية انتهاء مقامك في السلوك والمقامات متفاوتة بتفاوت أحوال الرجال