الأحدية ولينصب ذلك كله بين يديه ليأخذ ما يشاء مختار أو يترك ما يشاء ادخاراً أي فلينصب جميع ما تضمنه هذه الحضرة القدسية بين يديه وفي قلبه ليأخذ منها ما يشاء أو من الحكم والأسرار ويترك منها ما يشاء ادخاراً إلى وقت الحاجة والضرورة فيكون متصرفاً فيما تضمنته الحضرة في الحال والمال ثم التفت إلى الإرادة وإسناد الأول والفاعل الحقيقي فقال فيؤتي الملك من يشاء وينـزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير وهو اللطيف الخبير أي فيؤتي الحكمة والتصرف لمن يشاء من خلص عباده وينـزع الحال والملك ممن يشاء من عبر نفسه وشهوته بيده الخير والإسعاد والأشقاء وهو على كل شيء قدير أي قادر على الممكنات وهو الحكيم الذي يضع الأشياء في محلها الخبير بما ظهر وبما بطن ] لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [ [الأنبياء:23] وهذا مقام الآداب ومنـزل الأسماء على حضرة اللقاء أي هذا التسليم وعدم المعارضة فيما أفاضه وأنتزعه مقام الآداب مع المعبود من غير معارضة كيف ولِمَ وهو منـزل الأسماء الفضيلة والعدلية على الإنسان الكامل من حضرة كن عند تلقي تلك الأسرار الأقدسية والنفحات الربانية وكل وأحد من الواصلين إليه على قدر علمه وقوة عزمه أي ولكل وأحد من السالكين والعارفين مقاما