معلوما وذلك على قدر علمه ومعرفته بواجب الوجود وبقوة عزمه بمجاهدة نفسه وتهذيب أخلاقه وإخلاص فكره ولزوم آدابه وإن شملهم المقام فمنهم التام والأتم أي وإن شملهم المقام من حيث الوصول فمراتبهم متفاوتة بحسب المقام فمنهم التام والأتم مثل العالم والأعلم وذلك على قدر هممهم وعزمهم واستغراقهم في تلك الحضرة الأحدية ومن هذا المقام يرجع صاحب الجماعة وهو ختم الأولياء والمتصرف فيهم فيرجع وعليه حلة الإخلاص من ذلك المقام و ] لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ [ [الصافات:61] وفيه يبقي من قامت في حقه الساعة وذلك المقام يبقي على الدوام من قامت في حقه الساعة وهو عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه حتى يأتي أمر الله فيختم به الولاية فلا ولي بعده وإليه الإشارة بقوله فهو المنتهي والختام ومقام الجلال والإكرام لأنه قد ختم به الولاية المطلقة من آدم إلى وقت انقراض العالم وأنـزله مقام الجلال على أعدائه ومقام الإكرام بنصرته حيث أجله وأكرمه ببعثه ثانيا وجعله ومحل قهر أعدائه كما جعله أولا ومع ذلك فهو على السياسة المحمدية تابعاً له بعد أن كان متبوعاً وفي هذا المقام قلت أي وفي هذا المقام الإنسي قال الشيخ منشدا:

مواقف الحق أوقفتني

:.

وغنما يوقف الأديب

أشهدني ذاته كفاحا

:.

فلم أجد شمسه تغيب