النقص إليه والحال أنا عبده وذليله وحقيره ومع ذلك أثر نفسي عما تفوه به هذا الملتحد وأعريها عنه حتى أكون أنا المحقق الموحد أي وأبعد نفسي من شوائبها حتى أكون المحقق الموحد لأن المحقق هو الذي لا يطاوله هذه الطرقات المذمومة فنفسي إذا قد نـزهت وذاتي قد قدست أعريت نفسي عن شوائب النقص فحينئذ تنـزهت عما يشينها وتطهرت وتقدست ذاتي عما يرى فيها هذا وأنا عبد حقير قد حصل لي هذا التنـزيه سابقية إلهية فكيف والباري سبحانه منـزه عن التنـزيه فكيف عن التشبيه فيه مبالغة لا تخفي إذ هذا المقام اللائق للربوبية أن يكون منـزها عن التنـزيه فالتنـزيه راجع إلى تطهيرك محلك لا إلى ذاته فحيث بدا منك له التنـزيه فهو راجع إلى تطهير ذاتك لأن ذاته جل وعلا لأن ذاتك لما تطهرت وتنـزهت من شوائب النقص فنضبت لما فيها وترشحت بمعانيها فنـزهت خالقها وفي الحقيقة ما نـزهت إلا نفسها لأن خالقها منـزه عن التنـزيه وهذا الأمر هو من جملة ما منحه الله لك وهباته أي فألهماك بالتنـزيه له والحال إنه تنـزيه لنفسك وتطهير لها إنما هو من جملة ما منحك الله إياه ووهبه لك فضلا وكرماً فاحمد الله الذي قدسك أي طهرك وعلى ثوب