نفسه إلى خضراوات الشهوات وعند التفاتها إلى تلك الخضراوات يكون [سموا] أي علو همته وهمة [عداته] لأن عيسى والمهدي تسموا همتهما في قتل الدجال وتشتد عداوتهما له وكذلك العارف تسموا همته وتشتد عداوته عند ميل النفس إلى الخضراوات الدنيوية والشهوات الشيطانية [وصاحبها] أي الروضة الخضراء يعنى دمشق وكذلك الروضة الأحدية فإن الله تعالى [بالمؤمنين] في ذلك الوقت [رحيم] بما يحصل لهم من الخوف من الدجال ورحيم بمن حصل له فترة في أمر الدجال وكذلك العارف إذا حصل له فترة من نفسه وشيطانه ورجع فالله رحيم به [ويختص] ذلك الختم في ذلك الوقت [بالتدبير] في أمر الناس لأنه أولى من الولاية التي تكون عليهم وكذلك العارف أولى بتدبير المريدين من أبائهم كما قال بعضهم:

أفضل أستاذي على والدي وإن

:.

نالني عن والدي العـز والشـرف

فذاك يربي القلب والقلب جوهر

:.

وهذا يربي الجسم والجسم كالصدف

فخص الله هذا الختم الذي هو عيسى بتدبير الناس دون غيره من الولاة ظاهراً وباطناً فإن الأعمال الباطنة إنما هي أخلاق وخواطر تنشئا عنها صفات لها معاني [إذا فاح زهر] لأن الزهر تظهر له رائحة طيبة من أثر قدرة الله تعالى وكذلك الأعمال الباطنة والواردات كالزهر تنشأ عنها ثمار وذلك بتربية الله تعالى [أو يهب نسيم] أي تهب عليها