فتخسف ضيائه وحجبت ذاته وكذلك العارف حمده بالروح التي هي شمس عالمه استمدت الجوارح ذلك وهي ذات النفس فإذا حصل منها فترة عند بعض التفات النفس إلى الشهوات انخسف ضيائها وزال نورها فشرع لك الشارع بطريق الندب صلاة التوبة بالتضرع والابتهال وعلمكم ذلك وجعلها لك سنة وإشارة إلى أن الذنوب تكشف شمس التوحيد وتخسف قمر الإيمان وإن الصلاة النافلة جلا وهما قيامين طويلين في كل قيام ركوعين وهي إشارة إلى عدم الملا من النوافل فإنه ورد " ما تقرب عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه فلا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " مخ [فَأَلق السمع] أي اسمع ما أقول لك وتراه في كتابي قال تعالى: ] إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ [ق:37] أي الق سمعك لم أقوله [واشهد] لما أشرت لك من مقام [الجمع] بين المناسك الظاهرة والمناسك الباطنة وأجمع بين أجزاء الكون المفصل وما يضاهيه من أجزاء هذه الإنسان فإن معرفتها أمر مهم في هذا الشأن الذي نحن بصدده وقد نبهتك غير مرة على أن معرفة نفسك دليل على معرفة الله تعالى لقوله r: " من عرف نفسه فقد عرف ربه " ثم شرع رضي الله تعالى عنه يذكر باقي المناسك نظما لزيادة الإيضاح