موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الأول منظر أعبد الله کأنك تراه

وهو باب المناظر کلها، فیه تهب نفحات الرحمن على المتعرضين لها بقوابلهم، فيؤخذ العبد من استعماله، في ظاهر أعماله، بارکان العبادات، إلى هذا المنظر العلی. والمشهد السنی، فتتصور له حضرة الحق تعالى، بكبريائه وعظمته.

فلا يأتي عملا إلا وهو مأخوذ عن ذلك العمل، لغلبة حال الدهش على قلبه. ويكون سائر أحواله، وأفعاله، وأقواله كلها عبادات.

لأنه مأخوذ عنها إلى تصور الحضرة الإلهية، فهو مشاهد لذلك التصور به حقیقته، فی سائر أموره ۰

وفی هذا المنظر يفتح عليه بعلوم الاصطلام، ویکشف له عن أسرار الحق تعالی فی ظواهر المخلوقات.

فيقرأ رقوم كتابة أسماء الله، تعالی، علی صفحات وجوه المخلوقات.

ویعلم السر الذی اخذ بالعالم الی ما اخدهم، فیما هم علیه، فلا یری قبیحا فی الوجود بأسره ۰

آفة هذا المنظر:

هو ذلك التصور، لأنه تعمل، ولو كان ضروريا، فإنه لا على الكشف، بل هو على الحجاب ولأجل ذلك يتحقق هو فى نفسه، أنه مشاهد لما يشاهده بإيمانه، لا بقلبه، فلیس فیه من الشهود إلا وهو الیقین بعلم ما آمن به، وهو حجاب ۰

و منه ينتقل الى المراقبة.

عرف أبو الحسن الهجویری الاصطلام بقوله: « هو شهود تجليات الحق التي تجعل الإنسان مقهورا، حتى یکون عدما » ۰ انظر: کشف الحجوب، ص ۷۳ -

أما عبد الرزاق الکاشانی في حرفه بقوله: " الاصطلام: هو نعت وله برد على القلب، فيسكن تحت سلطانه، فان دام ذلك بالعبد حتى سلبه عن نفسه، وأخذه عن حسه، بحيث لم يبق منه اسما "، ولا أثرا، ولا عينا، ولا طللا، حتى صار مسلوبا عن المكونات بأسرها.

فما دام اعيد كذلك فهو ممحو الآثار، فهذا لا يجري عليه أحكام التكليف، ولا يوصف بتحسين، ولا يخص بتشريف اللهم إلا أن یرد لما يجرى علیه، من غير قصد شئ منه فیکون فی ظنون الخلق متصرفا، وفي التحقيق مصرفا، قال تعالى

: "وتحسبهم أيقاظا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ".

وأنشدوا:

ترى المحبين صرعى في ديارهم ….. کفتیة الکهف لا يدرون کم لبثو


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!