موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

القهّار

 

 


القهّار الّذي قهر الخلق بالفناء، والجبابرة بالعقوبة والقهر، والكلّ بمعنى واحد وهو الغلبة والتّسليط، فهو القادر على منع غيره أن يفعل بخلاف ما يريده .

واعلم أنّ الكمّل من العارفين لا يكون لهم التّجلّي في نفوسهم من هذا الاسم، ولا يظهر فيهم آثارها، وإنّما يرونه في مرآة الغير ، فلذلك لا يقع منهم المنازعة والمخالفة قصدا، وإن وقع من ذلك شي ء في الظاهر إنّما يكون على وجه التّعليم، لكونهم محفوظين بحفظ الحقّ، وترك الدّعاء بعض أهل اللّه لما وقع لهم إنّما يكون من النّزاع، وذلك وهم منهم، فإنّ النّزاع رياسة وسلطنة، والدّعاء ذلّة وانكسار، وأمّا من ظهرت منه هذه الصّفة مع المخالفين من أهل الشّرك والفجور فإنّما ذلك قهر باللّه لا بنفس العارف .

والنّزاع إمّا جليّ وهو المخالفة، وإمّا خفيّ كالصّبر والرّضا، فإنّ الصّبر على البلاء وترك رفع الشّكوى إلى الحقّ عين النّزاع ومقاومة للقهر الإلهيّ، ولذلك قال أيّوب عليه السّلام ربّه: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّ احِمِينَ والأنبياء عليهم السّلام أعلم الخلق بالحقائق وحفظ الأدب للحضرة الإلهيّة إلّا أنّه تعالى استحسن ذلك منه، وأثنى عليه، ووصفه بالصّبر مع رفعه الشّكوى إليه تعالى بقوله تعالى: إِنَّ ا وَجَدْنَ اهُ صَ ابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّ ابٌ ، ولا خفاء أنّ الصّبر محمود، لكن من حيث حبس النّفس عن الجزع وهو رفع الشّكوى إلى المثل لا إلى الحقّ ، ورفع الشّكوى إلى اللّه أعلى وأرفع عند الكامل، لشهود إرادة الحقّ في ذلك، وكذلك الرّضا من النّزاع الخفيّ، فالرّضا مأخوذ من راض يروض، ومنه الرّياضة، وراضت الدّابّة إذا جمحت لينقاد، وكذلك النّفوس، لو لا ما فيها من الجموح الّذي حجبه عن شهود الحقائق الإلهيّة لما راضها صاحبها بالرّياضة، فإذا خلقت مرتاضة بالرّياضة الفطريّة فهي راضية مرضيّة، فلا فائدة في إتعابها، فإن أتعبها بعد ذلك فقد ظلم نفسه، ووضع الأمر في غير موضعها، وكان منازعا للحكمة الإلهيّة .

وأيضا الرّضا لا يخلو إمّا أن يكون متعلّقه معيّنا أو غير معيّن، فإن كان القضاء معيّنا فيحتاج الرّاضيّ إلى ميزان الكشف [و] الشّهود هنا ، فإن أنتج ما هو من آثار القهر الإلهيّ عاجلا أو آجلا فحكمه حكم الصّبر كما مرّ، والنّزاع مظهر للقهر الإلهيّ، يظهر القهر بظهوره، ويخفى بخفائه، فمن كثر فيه النّزاع الجليّ يسمّى عبد القهّار عند أهل المعنى، وإن قلّ منه سمّي عبد القاهر، ومن عدم فيه وتجرّد عنها فهو من الفائزين الآمنين الّذين فَلَ ا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَ ا هُمْ يَحْزَنُونَ ، فإنّ القاهر لا يقهر إلّا المنازع، ونزاع العارف غفلته عن الحقّ .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!