موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

الباسط

 

 


الباسط بما بسط الأرزاق بقدر معلوم، فإنّ الأحوال تختلف باختلاف المحالّ، وليست الدّنيا محلّ إطلاق البسط، لضيق وعائها، وإفضاء زيادة البسط فيها إلى البغي وتعدّي الحدود، بخلاف موطن الآخرة فإنّها غير متناهية، لعموم حكم البسط في نشأة الآخرة، كما أنّ عموم حكم القبض في نشأة الدّنيا. وحكم القبض أبدا لا يكون إلّا عن بسط متقدّم .

والبسط قد يكون ابتداء لسعة الرّحمة الإلهيّة، إذ كلّ قبض لا بدّ أن يعقّبه بسط، ولا يلزم عكسه، كالرّحمة الّتي يرحم اللّه بها عباده بعد وقوع العذاب بهم، فهذا البسط بعد القبض ، ومحال أن يعقّبه قبض مؤلم .

فظهور أحكام هذه الحضرة في موطن الآخرة، أو على من هو في حكم أهل الآخرة من أهل الفناء في اللّه، فإنّ لهم إرسال عنان الفتوح في ميدان البسط، ودوام السّرور بما خصّوا من الحضرة الإلهيّة من نفخات ألطاف العناية ونسمات أنوار الهداية .

ومن عباد اللّه من وفّقهم اللّه لوجود أفراح العباد على أيديهم، وأدنى درجاته من يضحك النّاس بما هو مباح وهو الّذي يسمّى مسخرة، فيهزأ الجاهل به، ويضحك عليه، ولا يرى له وزنا، وأين الجاهل من قوله عزّ شأنه :

وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى . فالعارف المراقب الّذي يشاهد آثار تجلّيّات الحقّ في أعيان الوجود، يرى النّعمة ظاهرا في عين المسخرة، ويعظّم قدره، ولهذا كان نعيمان الأنصاري يحضر بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم فيضحك ، وحاشا من منصب النّبوّة أن يعتقد فيه السّخريّة والإستهزاء، بل كان صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم يشهده على الحياء ، يشاهد هذا الوصف الإلهيّ في مادّته، وحقيقة ذلك لا تنكشف إلّا للعلماء باللّه .

واعلم أنّ من البسط أيضا ما هو مجهول، والبسط المجهول قلّ ما يخلو من مكر خفي، فإذا وجد العبد في نفسه بسطا وفرحا لا يعرف له سببا فينبغي أن لا يتصرّف فيه، فإنّه لا يعرف بما يظهر له في عاقبته، فهو في محلّ خطر عظيم ، وعلامة صحّة العقل الوقوف عند الجهل بالأسباب الموجبة لبعض الأحوال حتّى تنكشف له عواقبها، فإذا علم وأبصر كان تصرّفه على بصيرة إمّا له وإمّا عليه بحسب التّوفيق والخذلان، ومن أشدّ المكر رداف النّعم على الممقوت، قال عزّ من قائل: وَ لَ ا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَ ا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَ ا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَ ادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذَ ابٌ مُهِينٌ .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!