موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

المذلّ

 

 


المذلّ بما أذلّ رقاب الجبابرة برغبتهم عن نعيم دار البقاء، وطمعهم في متاع دار الفناء، وأذلّ بعض المؤمنين ليستكمل عزّهم في الآخرة ويذلّ [ بدل ] ما أورثهم الذلّ في الدّنيا .

اعلم أنّ اللّه تعالى أوجد الممكنات من آثار أحكام هذا الاسم، ووقفهم في محلّ سلطانها، فالذّلّة أبدا شعار للممكن، لإفتقاره في وجوده إلى غيره، إلّا أنّه تعالى خلق آدم، وجعل له حظّا من الاسمين، وجامعا للصّفتين، لما فيه من الجمعيّة الإلهيّة .

أمّا إعزازه، فكونه مخلوقا على الصورة الجمعيّة، وسجود الملائكة له، وظهور علم الأسماء فيه، وتشريف الإجتباء والهداية له من الحقّ .

وأمّا إذلاله، فاعترافه بالظّلم على نفسه، ومقام التّذلّل بقوله: رَبَّنَ ا ظَلَمْنَ ا أَنْفُسَنَ ا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَ ا وَ تَرْحَمْنَ ا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَ اسِرِينَ .

فرئيت آثار الصّفتين في أولاده فمنهم: من ظهر بصورة الإذلال، وجعل الإفتقار والذّلّة شعاره، ولما يقتضي النّشأة، فارتاض نفسه تحت أحكام الذّلّ فأفلح وسعد .

ومنهم: من اعتزّ، فأظهر ما ليس له من الإعتزاز على أمثاله، فأورثه ذلك ذلّ الأبد .

فإنّه إن اعتزّ لشرف أبيه بسجود الملائكة له فقد أمر بالسّجود للبيت الجمادي .

وإن كان اعتزازه بالعلم فإنّه لا يقدر على تحصيل سعادته إلّا بلمّة الملك وتعليمه، فالملك معلّمه، بل معلّم من هو خير منه من أكابر النّوع الإنسانيّة وهم الرّسل صلوات اللّه وسلامه عليهم، فما له إلّا إظهار الذّلّة والافتقار، كما تقتضي نشأته الإمكانيّة ومقام العبوديّة .

واعلم أنّه يقرّر عند أهل الكشف والتّحقيق أنّه ما من حكم للكون إلّا وله مسند إلهيّ يسند إليه، فمنه ما يطلق، ومنه ما يعرف ولا يقال، بل يسكت عنه أدبا، فالذّلّة والافتقار من أيّ حقيقة من الحقائق الإلهيّة كان وقد قال لأبي يزيد: تقرّب إليّ بما ليس لي الذّلّة والإفتقار .

واعلم أنّه من توقّف عليه حكم من أحكام الحاكم فلا بدّ له أن يطلبه لإمضاء الحكم، ولو كان المطلوب حاصلا ما عليه ما طلبه، وظهور حقائق الأسماء الإلهيّة متوقّفة على وجود المظاهر المتعيّنة، كربوبيّة الرّبّ على المربوب، وقدرة القادر على المقدور، وعلم العالم على المعلوم، وليست المظاهر سوى آثار هذه الأسماء بل الأسماء، فإنّه ما من اسم من الأسماء الإلهيّة إلّا ويتوقّف على اسم من الأسماء في الحكم بالإيجاد والإعدام، فما توقّفت الأسماء إلّا على الأسماء، والأسماء عين المسمّى، فمنه [و] إليه كان الأمر .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!