موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

المجيب

 

 


المجيب من دعاه لقربه وسماعه دعاء عباده، هو الّذي يجيب العبد قبل أن يسأله، ويعطيه فوق ما يستحقّه .

اعلم أنّ الإجابة على نوعين: إجابة امتثال وإجابة امتنان .

فالأوّل: إجابة العبد أوامر الحقّ، وإجابة الخلق بعضهم بعضا .

والثّاني: إجابة الحقّ دعاء الخلق، وهو شبه إجابة الإنسان نفسه لما يدعوه .

وليس بين دعاء نفس المرء وإجابته إيّاه زمان، بل زمان الدّعاء زمان الإجابة، كذلك قرب الحقّ من إجابة العبد هو قرب العبد من إجابة نفسه، كما وصف الحقّ هذا القرب بقوله تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فشبّه قربه من العبد قرب العبد من نفسه .

ثمّ ما يدعو نفس العبد إليه في حاجة مخصوصة، فقد يفعل لها ذلك لأمر عارض أو مصلحة، كذلك ما يدعو العبد ربّه إليه في حاجة مخصوصة فقد يفعل ، لكن هذا في إجابة السؤال لا في إجابة الدّعاء، فإنّ الدّعاء هو النّداء باللّه ، لا بدّ من إجابة هذا النّداء بلبّيك، ولا لبّيك من الحقّ في حقّ كلّ داع، ثمّ ما بعد هذا فهو خارج عن الدّعاء، فيوصل ما بعد الدّعاء والنّداء من الحوائج وهو ما قام في خاطره ودعا لأجله لم يضمن المجيب ذلك، إن شاء قضى ذلك وإلّا فلا بحسب قوّة الرّابطة وعدمها بين السّائل والمجيب، وذلك أنّ الخلاف والوفاق في الدّعاء والإجابة من علامة تصحيح النّتيجة الإلهيّة، فإنّ إجابة الحقّ سؤال عبده في مقابلة إجابة العبد أوامره، فلو أجاب العبد ربّه في كلّ ما أمره، لاجاب الحقّ عبده في كلّ ما سأله أو خطر له من تكوين أمر، فظهر وقوع المخالفة والموافقة من الجانبين، لأنّه على صورته .

وقد يكشف للشّخص عن خواصّ الأحوال والأسماء والأزمنة والأمكنة ما يوجب قضاء حاجته، ولا يكشف له عن حقيقة خبريّة فيسأل ويعود وباله عليه إمّا في الدّنيا وإمّا في الآخرة، فيكون ممّن جنى على نفسه، ولهذا أكابر الأولياء الّذين ملكوا الأحوال لو كشف لهم عن خفيّات الأسرار لا يرى عليهم أثر المكانة والقرب والإجابة، بل لا فرق بينهم وبين العامّة في الظّاهر، لما يشهدون ما فيه من المكر والإستدراج، والّذين ملكتهم الأحوال لهم خرق العوائد، ولا يفي فوائد ذلك بآفاته، وأدنى ما فيه من الآفات أن يذوق في ذلك طعم نفسه، وصاحب هذا الذّوق لا يفلح أبدا .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!