موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

الحميد

 

 


الحميد بمعنى الحامد، هو الّذي يحمد على يسير الطّاعة، ويجازي بكثير الثّواب، وهو الحميد بما هو حامد لنفسه بنفسه إجمالا، وبلسان كلّ حامد تفصيلا، وبما هو محمود بكلّ ما هو مثنى عليه، فإنّ عواقب الثّناء تعود إليه، وكلّ اسم فعيل من أسماء الحقّ يعمّ اسم الفاعل والمفعول بالدّلالة الوضعيّة، فهو الحامد والمحمود، ولا يطّلع على سرّ الحمد إلّا من له المقام المحمود، فما خصّ بعلم الثّناء إلّا محمّد صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم، كما أنّه ما ظهر بعلم الأسماء إلّا آدم عليه السّلام .

واعلم أنّ الإنسان لمّا خلق على مزاج يميّز بين اللّذات والآلام بحيث يتضرّر بالآلام ويحزن، وينتفع باللّذّات ويسرّ، وهما حالتان من أحوال الكون، سمّى علمه بمن أورثه حال النّفع شكرا، وعبارته عن ذلك حمدا، وهما عين شؤون الحقّ، وليس الشؤون إلّا التجلّيات الوجوديّة، وهو الخير المحض، غير أنّه تختلف أحكامها في القوابل، فربّ أمر يتضرّر به زيد ويلتذّ به عمرو، والأمر واحد العين لا انقسام فيه، ويختلف حكمه في الممكنات بحسب قابليّتها واستعداد ذاته ، وكذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم يقول في السّرّاء: «الحمد للّه المنعم المفضل »، فكان يقيّده بتقييده حكمه وأثره، ويقول في الضّرّاء: «الحمد للّه على كلّ حال »، وهذا الحمد أعظم من حمد السّرّاء، لإطلاقه واشتماله على الكلّ، فإنّ من أنعام الحقّ أن ألهم صاحب الضّرّاء الثّناء، واستعمله بحمده، ووقاه عن الضّجر والسّخط، فعافى باطنه بما ألهم من التّحميد، ثمّ زاده عافية بإزالة الضّرّاء عنه .

واعلم أنّ ما في العالم لفظ إلّا وفيه ثناء جميل في طور الكشف يشهده أهله، ومرجع ذلك الثّناء إلى اللّه، وإن كان له وجه إلى مذموم، فلا بدّ أن يكون له وجه محمود عند أهل الحقّ، وإن لم يعثر عليه السّامع والقائل، فهو من حيث ما هو مذموم لا مستند له ولا حكم له، لأنّ مستند الذّم العدم، فلا يجد الذّمّ من يتعلّق به، فيذهب ويبقى الحمد للّه .

ثمّ الحامد في حال الحمد إمّا أن يقصد الحقّ أو غير الحقّ .

فإن حمد اللّه فقد حمد من هو أهله، وإن حمد غير الحقّ فما يحمده إلّا بما يشاهد فيه من الصّفات الكماليّة ونعوت المحاسن، وتلك الصّفات عطاء ومنح له من الحضرة الرّبوبيّة إمّا مركوزة في جبلّته، وإمّا مكتسبة في تحقّقه وتخلّقه، وهي مردودة إلى الحقّ، فرجوع عاقبة الثّناء إليه سبحانه .

وللحمد ثلاث درجات :

[ الأولى ]: حمد الحامد نفسه .

[ الثّانية ]: وحمده غيره .

وهذان القسمان يتطرّق إليهما الاحتمال، ويحتاج إلى قرينة الحال .

الثّالثة: حمد لسان الحمد، وهو الّذي لا يتطرّق إليه الإحتمال، فإنّه عين قيام الصّفة بالموصوف، فإذا كان عين الصّفة عين الواصف والموصوف كان الحمد عين الحامد والمحمود .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!