المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
شرح الأسماء الحسنى
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
المميت
الّذي يموّت الأعيان بالإنتقال من نشأة الدّنيا إلى البرزخ [و منها] إلى دار الآخرة، فإنّ الموت عند أهل الشّهود ليس إزالة الحياة في نفس الأمر كما يتوهّم المحجوبون، فالشّهيد حيّ بالنّصّ الإلهيّ، والذي هو عند المحجوب ميّت، فالموت عبارة عن انتقال العين من موطن الدّنيا إلى موطن الآخرة، وعزل والي الرّوح عن هذه المدينة الجسمانيّة الّتي وكلّه الحقّ بتدبيرها أيّام ولايته عليها في هذه النّشأة وتوليته وال [واليا] آخر من العالم الّذي ينتقل إليه، لأنّه لا يمكن أن تبقى المدينة بلا وال يحفظ مصالحها، والميّت عند نفسه حيّ وإن انعدم تصرّفه بالقول والحركة، فإنّه متصرّف بالحال في الأحياء، وهو قيامهم بتجهيزه وتدفينه، وإنّما الميّت الحقيقي من لم يصحبه شهود حياة الحقّ وسريان فيضه، فينسب الحياة إلى نفسه، فإنّ الحقّ قد مات في حقّ هذا المحجوب، فهو الميّت على الحقيقة، فالمحجوب الجاهل ميّت في الحقيقة، والميّت حيّ عند المحقّق .