المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
شرح الأسماء الحسنى
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
القيّوم
القيّوم لقيامه على كلّ نفس بما كسبت .
اعلم أنّ طائفة من أرباب الطّريقة منعت من التّخلّق بالقيّوميّة، وقالت أنّها من خصائص الحقّ، وعند أهل الكشف هذه الصّفة أحقّ بالتّخلّق والاتّصاف، لشمول سريانه، وقيام الحقائق الكونيّة وظهور الأسماء الإلهيّة بها .
ولمّا كانت القيّوميّة من صفات الحيّ لذاته ونعوته، استصحب القيّوم الحيّ حيث كان الحيّ، فكما أنّ كلّ شي ء حيّ، فكذلك كلّ شي ء قائم بسريان القيّوميّة، وقد ثبتت الحيات لكلّ شي ء من سريان القيّوميّة، ولو لا هذا السّريان ما قامت أعيان الممكنات لأمر الحقّ بقوله: وَ قُومُوا لِلَّ هِ قَ انِتِينَ ، فسرت أحكام القيّوميّة وآثارها في الحقائق المعنويّة ومراتب الشؤون الغيبيّة وبسائط الأرواح النّوريّة وتجلّيات الأسماء الإلهيّة أوّلا .
وفي النّفوس والأنفاس الإنسانيّة الكماليّة الجمعيّة الإحاطيّة ثانيا .
وفي حقائق الحروف الرّقميّة واللّفظيّة والذّهنيّة الدّالة على الحقائق المعنويّة ثالثا .
فلو لا سريانها في الحقائق العلويّة المعنويّة ما خرجت الأعيان الوجوديّة من مكامن الثبوت
ولو لا آثارها في الأنفاس ما ظهرت صور الحروف البسيطة .
ولو لا حكم التّأليف للحروف المشيرة الدّالّة لما كان للكلمات الوجوديّة ظهور .