الرّؤوف من الرّأفة وهو ضرب من الشّفقة وهو التّعطّف على المذنبين بالتّوبة وعلى المقرّبين بالعصمة، والرّأفة من المقلوب مثل جذب وجيد وراق ورفا وهو إلتيام الخرق وإصلاحه، فرأفة الحقّ إلتيام الرّحمة السّابقة والرّحمة الخاتمة كما أشار إليه في أمّ الكتاب بقوله: بِسْمِ اللَّ هِ الرَّحْمَ نِ الرَّحِيمِ إشارة إلى الرّحمة الإيجاديّة السّابقة وقول: الْحَمْدُ لِلَّ هِ رَبِّ الْعَ الَمِينَ إشارة إلى الرّحمة الخاتمة فانحصرت أمور مراتب العالم بما فيه من أحكام الأسماء المتقابلة بين إحاطة الرّحمتين، فإذا فرغت الأسماء عن أحكامها وسلطنتها في المظاهر انتهى الأمر إلى الرّحمة الشّاملة .

وحكم هذا الإسم أيضا في الخصوص، ولذلك وصف الحقّ نبيّه بأنّه :

حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ، وما قيّد الإيمان إلّا لكونه رحمة للعالمين .