المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
شرح الأسماء الحسنى
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
الجامع
الجامع بوجوده، وكلّ موجود فيه، الّذي يجمع همم العارفين على ما يكاشفهم به من إفضاله .
اعلم لهذا الإسم دوام الجمعيّة، وما لها حكم إلّا الجمع، ومن حكم هذا الاسم أنّه جمع أفراد مراتب الأكوان على التّسبيح بحمده، ولو لا سلطان الجمع ما ظهر كثرة أحكام الأسماء والصّفات: مَ ا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلَ اثَةٍ إِلَّ ا هُوَ رَ ابِعُهُمْ وَ لَ ا خَمْسَةٍ إِلَّ ا هُوَ سَ ادِسُهُمْ وَ لَ ا أَدْنى مِنْ ذَ لِكَ وهو الواحد والإثنان، وَ لَ ا أَكْثَرَ وهو ما لا يتناهى إِلَّ ا هُوَ مَعَهُمْ بحكم
المعيّة، فالجامع اسم لأحديّة الكثرة، فلا بدّ من الجمع في الأحد، ولا بدّ من الأحد في الجمع، فالجمع عين الوجود، ولإحاطتها بمراتب الكون والمكوّن، وإن تظهر في رأي العين تفرقة فذلك عين الجمع، فإنّ الدّليل هنا عين المدلول بحكم المعيّة وعموم سريان الهويّة، فمطلوب كلّ طالب عين طلبه، فإنّ الطّلب من القوم لا يكون إلّا في عين التّحصيل .