موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

شرح الأسماء الحسنى

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

الوارث

 

 


الوارث لما خلّفه العبيد عند انتقالهم إلى البرزخ .

اعلم أنّ أحكام هذا الاسم سرت في المراتب كلّها من الصوريّة والمعنويّة .

فالصوريّة، هي أنّه يرث الأرض ومن عليها عند انتقال الكلّ من نشأة الدّنيا إلى نشأة الآخرة جملة ويرث أيضا في هذه النشأة من بعض عباده حكما وعدلا، ليورثها من يشاء .

وأمّا المعنويّة فوارثيته فيما يتعلّق به علمه من العلم الإبتلائيّ كما قال تعالى: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّ ى نَعْلَمَ الْمُجَ اهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّ ابِرِينَ والمورّث يخدم الوارث بما تعب في جميع ما أورثه، غير أنّ الإرث المعنوي الّذي هو العلم لا ينقص شيئا من مورّثه بوراثة الوارث، بخلاف الدّينار والدّرهم، فإنّهما نقل العين بالوراثة من الميّت إلى الوارث، والأنبياء ما ورّثوا إلّا العلم، وهو ما ورّثهم الحقّ، فالأنبياء ورثة الحقّ :

« والعلماء ورثة الأنبياء »، فالحقّ وارث من وجه ومورّث من جهة ، وكذلك الخلق .

فمن العلماء من ورث علم الأحكام والشّرع من ظاهر النّبوّة، ومنهم من ورث علم الأسرار والكشف من باطن النّبوّة، ولهما المرتبة الشّأنيّة في الوراثة، فإنّها ما حصل لها العلم حتّى تقدّم بها النّبيّ المعيّن، فما يحصل للورثة من حضرة النّبوّة من العلم لا يقبل كما يقبلها العلم النّظريّ فهو في غاية البيان، وأيّ عامل عمل بأمر مشروع وحصل له من ذلك العلم [العمل ] علم باللّه فهو من العلم الموروث .

ثمّ لا يخلو أن يكون ذلك الأمر المشروع شرعا لنبيّ مخصوص أو كان شرعا لمن قبله من الأنبياء قرّره نبيّ هذا العامل لأمّته .

فإن كان ممّا اختصّ به نبيّ هذا العامل فهو وارثه خاصّة لا ينسب إلى غيره .

وإن كان ممّا تقيّد به نبيّ قبله ثمّ قرّره نبيّ هذا العامل، فهو وارثه خاصّة ووارث نبيّه بما قرّره، فيحشر في صفوف الأنبياء خلف الشّارع والمقرّر،

وإن قرّر ذلك ألف نبي فإنّ له الحشر مع الكلّ، وهذا من حكم نشأة الآخرة والبرزخ، فإنّه يرى الشّخص الواحد نفسه في صور كثيرة وأماكن مختلفة في آن واحد وهو ليس غيره .

وكذلك يكون طلب النّاس النّبيّ صلّى اللّه عليه [و آله ] وسلّم في مواطن القيامة، فيجدونه حيث طلبوا، فيجده الطّالب في موطن في الوقت الّذي يجده الطّالب الآخر في موطن آخر بعينه، هذا حكم الوراثة بالوساطة .

وأمّا وراثة العبد من غير واسطة أعمّ حكما، وهو وراثة الصّفات من الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسّمع والبصر، فإنّه لا يعقل العبد من صفات الحقّ إلّا ما هو عليه في نفسه، فوصف الحقّ نفسه بالصّفات وما يقتضيها من الجلال والكبرياء تعليما لعباده، ثمّ نزّه نفسه عنها وقال : بْحَ انَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّ ا يَصِفُونَ فقام التّنزيه مقام ما ورثوه من الصّفات .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!