المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
2. البرزخ الأوّل
ومتى ذكرت البرزخ الأوّل، وحضرة الأسماء والحدّ الفاصل، ومقام الإنسان الكامل من حيث هو إنسان كامل، وحضرة أحديّة الجمع والوجود، وأوّل مراتب التعيّن، وصاحبة الأحديّة، وآخر مرتبة الغيب، وأوّل مرتبة الشهادة بالنسبة إلى الغيب المطلق ومحلّ نفوذ الاقتدار، فهو إشارة الى العماء الذي هو النفس الرحماني، وهو بعينه الغيب الإضافي الأوّل بالنسبة إلى معقوليّة الهويّة التي لها الغيب المطلق، فإن أطلقت ولم أنعت، أو قلت : الغيب
الإلهي، فإنّي أريد الغيب المطلق.
3. ومتى أضفت شيئا إلى الطبيعة، فقلت : الطبيعي، فالمراد : كلّ ما للطبيعة فيه حكم، والطبيعة عندنا عبارة عن الحقيقة الجامعة للحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والحاكمة على هذه الكيفيّات الأربع. والعنصري : ما كان متولّدا من الأركان الأربعة : النار، والهواء، والماء، والتراب، والسماوات السبع وما فيها عند أهل الذوق من العناصر، فاستحضر ما نبّهت عليه، وما سوى هذا الغيب والنفس من المراتب فإنّي أعرّفها عند ذكري لها بما يعلم منه المقصود.
وها أنا أوضّح الآن ما تبقى من أسرار العلم المحقّق ومراتبه والكلام، ثم أذكر القواعد الكلّيّة التي تضمّنها هذا التمهيد، وبدء الأمر الإيجادي وسرّه، ثم يقع الشروع في الكلام على أسرار : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثم أذكر المفاتيح المتضمّنة سرّ ما حوته الفاتحة، والوجود الذي هو الكتاب الكبير على سبيل التنبيه الإجمالي، وحينئذ أشرع في الكلام على الفاتحة آية بعد آية إن شاء الله تعالى.
nbkuhZJSGVI