موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

فواتح العالم الكبير

 

 


وإذا تقرّر هذا، فاعلم، أنّ الحقّ ـ سبحانه وتعالى ـ فتح خزانة غيب ذاته وهويّته التي لا يعلمها سواه باسمه الجامع بين صفات الجمع والتفرقة، والإطلاق والتقييد، والأوّليّة والآخريّة، والظاهريّة والباطنيّة، وخصّه بأن جعله مفتاحا للأسماء والأعيان وهو «الحمد» الذي نبّهنا عليه في سرّ بدء الأمر.

وفتح بأحديّة هذا الاسم التعدّد والاختلاف الظاهر في كلّ أمر من الأسماء وغيرها لدى البسط الأوّل والانتشار.

وفتح باب الصفات بالحياة والجمع بالتفصيل، والترجيح بالاختيار.

وفتح الإجمال بالتفصيل، والتعيّن بالتميّز، والتخصيص بالاستدلال والتذكار.

وفتح باب رحمته وسعتها بالتجلّي الوجودي العامّ، والخصوص بالعموم، والعموم بالسعة، والسعة بالعلم، والإيجاد بالقول. والقول بالإرادة والاقتدار.

وفتح أبواب المدارك والإدراك بالتلاقي والانطباع واقتران الأنوار، وفتح أبواب الكمالات بالإدراك المتعلّق بالغايات، والمحبّة والخبرة والإشعار. وفتح أبواب التوجهات بالحركات الحبّيّة، وانبعاث الأحكام الشوقيّة. المتعلّقة بنيل الأوطار.

وفتح باب الألفة برابط المناسبة وحكم الاتّحاد والإبصار.

وفتح بآدم باب الخلافة الكبرى ؛ لتكميل مرتبتي الظهور والإظهار.

وفتح به وبحوّاء باب التوالد والتناسل البشري، وأظهر بهما سرّ تفصيل الذرّيّة الكامل فيهما قبل الانتشار. وفتح باب الافتراق بإشهاد المباينة وإظهار حكم النفار.

وفتح باب الكرم بالغنى وسدل الأستار.

وفتح باب الإكرام بالمعرفة.

وفتح الفتح بالاصطفاء، والاصطفاء بالعناية، والعناية بالمحبّة، والمحبّة بالعلم، والعلم بالشهود والإخبار.

وفتح باب الحيرة والعجز عن معرفته بالتردّد والقصور عن تعقّل الجمع بين الأضداد في العين الواحدة، كالقيد والإطلاق، والتنزيه والتشبيه، والإبدار والسرار.

وفتح أبواب السبل بالغايات، وبالتعريف بإحاطته لكلّ غاية، وبقوله :

(أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)، وبقوله : (إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) ليعلم تعميره بسعته جميع المراتب والنهايات والأقطار.

وفتح باب الاستقامة بمتعلّقات المقاصد والأغراض التي هي غايات السبل بالنسبة إلى السائرين والأسفار، وعيّن منها ما شاء بشرائعه ؛ رعاية لتقيّد السالك، وتنبيها له على تعيّن مرتبته ومصلحته، ليعلم أنّ الحكم هو المتعيّن في أوّل الأسفار.

وفتح باب المحاذاة الكلّيّة الأولى باعتبار الرحمة العامّة الإيجاديّة الرحمانيّة التي وسعت كلّ شيء بمطلق حكم قابليّة الممكنات المخلوقة، وقيامها مقام المرائي لظهور الوجود. ومن جهة أنّها لمّا كانت شرطا في ظهور آثار الأسماء وتعيّناتها، عوّضت بالتجلّي الوجودي الذي ظهر به لها عينها. ونفذ حكم بعضها في بعض، فكان ذلك أيضا ذلك مفتاح سرّ القضاء والأقدار.

وفتح باب الأحكام الإلهيّة بالأحوال، والموازين بالانحراف والاعتدال معنى وصورة بحسب الآثار.

وفتح باب الاختصاص التقرّبي والتحكيم العلمي والتدبير العليّ بالقلم الأعلى، المقدّس عن موادّ أمداد الأكوان والأغيار، وعيّن به حكم الإقبال ولوازمه المنتجة للقرب وكذلك الإدبار.

وفتح باب التفصيل الوجودي باللوح المحفوظ، المحفوظ عن التبديل والتحريف والتغيير، وعن ملاحظة الأفكار.

وفتح باب الزمان بالآن، والكيف بالشأن، ونبّه على عموم حكمهما أولي الأيدي والأبصار.

وفتح باب المظاهر الجسمانيّة التي هي مثل الحقائق العليّة الغيبيّة مثل الإحاطة والرجوع إلى البداية عند حصول البغية لدى النهاية، بالفلك الإحاطي الدوّار.

وفتح باب صورة الاسم «الدهر» بالحركة العرشيّة اليوميّة وما يتبعها من الأدوار.

وفتح باب الأوقات بتقدير الحركات التي أودعها كلّ فلك وكوكب سيّار.

وفتح باب الحركات بباعثه الحبّي المتعلّق بكمال الظهور والإظهار.

وفتح باب التفصيل الشخصي والتمييز الأمري بالكرسي العليّ محلّ الورد والإصدار، ومنزل المقرّبين ومستقرّ الأبرار.

وفتح باب الأمر بالبقاء، والإبقاء بالاعتدال، ورفع أحكام الكثرة التركيبيّة بغلبة حكم الجمع الأحدي، ورعايته به حكم الاختلاف الثابت بين الأضداد بحفظ المقدار.

وفتح باب نشء السماوات العلى بالفلك الشمسي، وجعله أيضا مفتاح الليل والنهار.

وفتح باب العناصر بالاسم الحامل لعرشه الكريم، مقام الاستواء لا الاستقرار.

وفتح أبواب التراكيب العنصريّة بالمولّدات، والمولّدات بالمعادن والأحجار.

وفتح باب أمره بالدعوة، والدعوة بجميل الوعد والترغيب والإنذار.

وفتح باب الامتثال بالسماع، والسماع بالنداء، والنداء بالإعراض، والحجّة بالإنكار.

وفتح باب النسيان بالغفلة، والغفلة بالقصور عن الإحاطة، والجمع والذكر بالحضور والاستحضار.

وفتح باب سلطنة الربوبيّة بالمربوب، والطلب والعبوديّة بمشاهدة الفقر والعجز والانكسار.

وفتح باب العبادة بشهود الانفعال تحت حكم الاسم «المقتدر» و «القهّار».

وفتح باب المناجاة بصحّة المواجهة المعقولة وحسن التلقّي الأدبي والتسليم والابتدار.

وفتح باب الثناء بالتعريف لما تضمّنه مقام الربوبيّة من اللطف والرحمة في حقّ المربوب. مع ثبوت الملك والتمكّن من فعل ما شاء، كيف شاء على كلّ حال في كلّ دار. وفتح باب الشكر بالإحسان، وباب المزيد بالشكر، وأشهد نفوذ أحكام قهره فيمن أبى من حيث حقيقة قبول إحسانه ولطفه، تحذيرا من ازدراء النعم، وتذكرة لأهل الاعتبار.

وفتح باب السؤال بالحاجة والتّرجي وحسن الظنّ والانتظار.

وفتح باب التمجيد والتعظيم بإشهاد ذلّ العبودية تحت عزّ الربوبية، لترك الشطح والتعاظم والافتخار.

وفتح باب الاستعانة بالقبول والتفويض والاستظهار.

وفتح باب تميّز القبضتين بتخصيص حكم الإجابة والإنابة الظاهرة الحكم في السعداء والأشقياء الفجّار.

وفتح باب الهدى والبيان بما أظهر من آياته في الآفاق وفي الأنفس، وأبان حكمهما وحكمتهما بحقيقتي الفهم والنطق، وكمّلهما في ذوات تراجمة أمره المصطفين الأخيار.

وفتح باب العجمة بالإعراب، والإبهام بالإفصاح، والرمز بالشرح، والعقد بالحلّ، والقيد بالإطلاق. والأشفاع بالأوتار.

وفتح باب الأمل بالإمكان والاغترار.

وفتح باب الاغترار بالدعوى والاختيار.

وفتح باب الاحتراز بالإمكان. والشكّ بالفرض، والطمأنينة بالمشاهدة والاستبصار.

وفتح باب الإرث بصحّة النسبة والنسب، والمكاسب بالنشآت والأوقات والأعمار.

وفتح باب الركون إلى الأسباب بالعوائد والتجربة وشبهة التكرار.

وفتح باب السلامة بالبقاء على الأصل وعدم التقيّد بالعوارض العواري والتبرّي من الدعوى واتّباع الآثار.

وفتح باب الاجتراء بالحكم والإمهال والاحتمال والجهل والاغتفار.

وفتح باب القهر والنقمة بالشرك والمنازعة والانتصار.

وفتح بإظهار الأمثال باب الدوام والاستمرار.

وفتح باب العصمة بالدراية، والمسامحة بالإذعان والاعتراف والاعتذار.

وفتح كتابه العزيز بالنسبة إلى جمعيّة اسمه المتكلّم بأمّ الكتاب وفاتحة جامعة

العلوم والأذكار.

وفتح الفاتحة بذكر أسمائه الكلّيّة التالية الأصليّة الأولى المذكورة في الدرجات والآثار.

وفتح ذكر أسمائه بالباء التي لها التقدمة على الحروف التامّة في أوّل النطق والإبدار.

وفتح باب معرفة ذاته وحضرة جمعه وإشهاده وتجلّيه الكمالي المعتلي على سائر الأسماء والصفات بمن أظهره آخر الوجودات، وقدّره على صورته، وحباه بسرّه وسورته، وجعله خزانة حاوية على كلّ الخزائن والمفتاح الذي هو أصل المفاتيح، وينبوع الأنوار والمصابيح، لا يعرفه سوى من هو مفتاحه، ويعلم هو من المفاتيح ـ التي حوتها ذاته، واشتملت عليها عوالمه ونشأته، مفاتيح الغيب وأحاطت بها مراتبه ومقاماته ـ ما شاء ربّه أن يريه منها ويكشف له عنها.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!