موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

مفاتيح الغيب

 

 


فإنّ متعلّق النفي الوارد في قوله سبحانه : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) إنّما هو نفى أن يعرف مجموعها غير الحقّ، وأن تعرف من كونها مفاتيح الغيب، وأن تعرف إلّا بتعريفه سبحانه وتعليمه.

فأمّا كون المفاتيح لا تعلم نفسها، ولا يعرف بعضها بعضا، ولا تعرف من هي مفاتيحه، لا تعرف بتعريفه دون كسب وقصد، فذلك لا نصّ فيه.

ومن اطّلع على بعض أسرارها عرف أنّ المتعذّر هو معرفتها من كونها مفاتيح أول مطلق الغيب، باعتبار فتحها الأوّل لا من حيث حقائقها ؛ فإنّ المفتاحيّة نعت زائد على حقيقتها تعرف بمشاهدة فتحها ومشاهدة كيفيّة الفتح الأوّل. لا يعلمه غير الحقّ ؛ لتقدّمه بالذات على كلّ شيء فإنّه كان ولا شيء معه، وإن شهد أحد. الآن سرّ ذلك الفتح الإيجادي، وكيفيّته، لكان كالأوّل لا عينه ؛ إذ الفتح الأوّل قد مرّ حديثه.

وأيضا فمعنى المفتاحيّة نسبة بين الحقيقة المنعوتة بها وبين الغيب الذي بفتحه تثبت هذه النسبة والصفة للحقيقة المنعوتة بالمفتاحيّة، وتحقّق النسبة بين الأمرين يتوقّف على

معرفة ذينك الأمرين وأحد الأمرين هو الغيب الإلهي الذاتي. و لا خلاف في استحالة معرفة ذاته سبحانه من حيث حقيقتها لا باعتبار اسم أو حكم أو نسبة أو مرتبة.

فتعذّرت هذه المعرفة المشار إليها من هذا الوجه، وقد سبق في ذلك ما يغني عن التكرار والإعادة. والتحقيق الأتمّ أفاد أنّه متى شمّ أحد من معرفتها رائحة، فذلك بعد فناء رسمه وانمحاء حكمه ونعته واسمه واستهلاكه تحت سطوات أنوار الحقّ وسبحات وجهه الكريم، كما سبقت الإشارة إليه في شرح حال السالك على السبيل الأقوم، إلى المقام الأقدم.

فيكون حينئذ العالم والمتعلّم والعلم في حضرة وحدانيّة رفعت الاشتباه والأشباه، وحقّقت وأفادت معرفة سرّ قول : «لا إله إلّا الله» مع انفراده سبحانه في غيب ذاته من حيث حجاب عزّته عن درك البصائر والأبصار، وعن إحاطة العقول والأفكار، وعن قيد الجهاد والاعتبارات والأقطار، فسبحانه لا إله إلّا هو العزيز الغفّار، كما قلنا ولما بيّنّا ونبّهنا على ما به أخبر وإليه أشار قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). يتضمّن مسائل أربع : أولاها : سرّ الحمد، ثم سرّ الاسم «الله» ثمّ سرّ الاسم «الربّ»، ثم «العالمين».


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!