المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
حكمة العارفين
ثم نقول : فإذا انفتحت عين البصيرة ـ كما قلنا ـ واتّحد نورها بنور البصر، وهكذا كلّ قوّة من قوى النشأة المذكورة تتّحد بآلات النشأة الظاهرة ويتّصل حكم بعضها بالبعض، عرف صاحبها حينئذ سرّ تقويم الصحّة وحفظها على النفس، وتصريف كلّ قوّة فيما خلقت له
ولم يتجاوز بها حدّها، ولم يمزج بين الصفات، ولم يخلط بين المراتب وأحكامها، وأقام العدل في نفسه وخاصّة رعاياه، وتحقّق بالاسمين : «الحكم» «العدل» وغيرهما، وصار صحيح الكشف، صحيح المزاج الروحاني، كنبيّنا صلىاللهعليهوآله والكمّل قبله وبعده من ورثته.
فما كان كمال كشفه إدراكه في مرتبة المثل، كشفه ممثّلا، وما كان كمال كشفه أن يدرك في الحسّ، أدركه في الحسّ، وما كان كمال كشفه أن يدرك في عالم المعاني المجرّدة والحضرات الروحانيّة، أدركه في مرتبته حيث كان على ما هو عليه.
أخبرني شيخي وإمامي الإمام الأكمل رضي الله عنه : أنّه منذ تحقّق بهذا الأمر ما استعمل قوّة من قواه إلّا فيما خلقت له، وأنّ قواه شكرته عند الحقّ ؛ لإقامة العدل فيها وتصريفه إيّاها فيما خلقت له، وهذا من أعلى صفات مرتبة الكمال عند من عرف ما الكمال، فكن يا أخي ممّن عرف ـ إن شاء الله
nbkuhZJSGVI