موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

تخبط المحجوبين

 

 


ثم نقول : وفي مقابلة صاحب هذا الذوق المحجوبون عن عالم الكشف، وهم الذين بعدت نسبة أمزجتهم الروحانيّة عن الاعتدال المذكور، بطمس قواهم النفسانيّة، واستيلاء حكم بعض الصفات الطبيعيّة بقهرها لباقي الصفات، وانصباغ ما عدا الغالب بحكم تلك الصفة الغالبة انصباغا أوجب اضمحلال خاصّيّته واستهلاكه، كما أشرنا إلى ذلك في التجلّي الذاتي بالنسبة إلى المتجلّى له التامّ التوجّه والاستعداد.

فالمزاج الروحاني ـ الذي للجاهل الفدم، الغليظ، الأحمق، الجافي، البعيد الفطنة جدّا ـ في مقابلة المزاج الروحاني المختصّ بصاحب الكمال المذكور، الذي يبصر بالحقّ ويسمع به، ويبصر أيضا به الحقّ ويسمع به، كما ورد في الحديث الثابت.

ونظير هذا الذي ذكرناه ـ من الصور المركبة بالنسبة إلى الاعتدال الطبيعي في الأمزجة ـ مزاج المعدن بالنسبة إلى مزاج الإنسان، الذي هو أقرب الأمزجة نسبة إلى الاعتدال التامّ.

وبين مرتبة الكامل وحاله، ومرتبة الجاهل المحجوب المذكور وحاله مراتب ودرجات.

فمن كانت نسبته إلى المرتبة الكماليّة أقرب، كان حظّه من الكشف والصورة الإلهيّة والعلم بالحقّ وغير ذلك من صفات الكمال بمقدار ذلك القرب وتلك النسبة ؛ ومن كانت نسبته إلى المرتبة التي في مقابلة الكمال أقرب، كانت حجبه أكثر، وحظّه من الصورة والكشف وغيرهما ممّا ذكرنا أقلّ.

والميزان الإلهي في كلّ زمان هو كامل ذلك الزمان وحاله وكشفه، ومنه يعلم حكم الاعتدال والانحراف في مطلق الصورة الوجودية والصور المتعيّنة الإنسانيّة، وفي باقي مراتب الاعتدال، كالاعتدال المعنوي والروحاني وغيرهما، ولكلّ ما يغتذي به من صور الأغذية خواصّ وقوى روحانيّة غير القوى والخواصّ المشهودة والمدركة من حيث صورته وأثره في الأجسام، ولتلك الخواصّ أحكام مختلفة على نحو ما ذكر في الإنسان وغيره، وبين الأغذية ومن يغتذي بها ـ من حيث المزاج الصوري والمزاج الروحاني والمعنوي ـ مناسبات من وجه ومنافرات من وجه، والحكم في كلّ وقت للاسم «الربّ» إنّما يظهر بالغالب منها، وأكثرها خفية تعسر معرفتها إلّا بتعريف إلهي.

فعلى قدر المناسبة وصحّة المزاج الروحاني المذكور يقوى الكشف، ويصحّ ويكثر، وتعلو مرتبته، وتشرف نتائجه من العلوم والأذواق والتجلّيات بشرط اقتران حكم الاسم «الأوّل» ومساعدته، كما نبّهنا على ذلك غير مرّة، وعلى قدر المباينة وقلّة المناسبة وضعف الامتزاج والمزاج الروحانيّين يكثر الحجب، ويقلّ الكشف والعلم والإدراك الذوقي ولوازم ذلك كلّه.

ولهذا المقام من حيث ما يتكلّم فيه الآن تتمّات أخر لكن ذكرها في شرح إيّاك نعبد أولى، فأخّرتها لذلك، والله الميسّر.

ثم اعلم، أنّ للطبيعة ـ من حيث هي ـ أحكاما ولها من حيث تعيّن حكمها في مزاج مزاج

أحكام، وللأرواح أيضا صفات وأحكام، وللأمر الجامع لهما أحكام، ولمرتبة الاجتماع ـ من حيث هي ـ أحكام، وللوازم التابعة للاجتماع بها والأمر الجامع أحكام.

فالتدريج والرياضة والتهذيب والسياسة ينتفع بها في خروج ما في القوّة إلى الفعل ورسوخ بعض الأحكام العارضة المحمودة لتصير ذاتيّة أو كالذاتيّة، وفي إزالة بعض الصفات ورفع أحكامها المذمومة لئلا تترسّخ فيتعذّر الانسلاخ عنها، ويبقى في المحلّ أحكام ثابتة مضرّة وكلّ ذلك ليتدرّج الإنسان، فيصل إلى ما يناسبه من الاعتدال المعنوي والروحاني والصوري المثالي وغير المثالي، ويستمرّ حكمه المؤجّل إلى الأجل المعلوم المقدّر وغير المؤجّل.

فمن عرف ما ذكرناه، عرف سرّ الصورة والظهور بها، وسرّ الكشف والحجاب وما للأغذية في ذلك من الحكم، ويعرف سرّ الحلال من الأطعمة والحرام، وسرّ المجاهدة والرياضة وغير ذلك من الأسرار العظيمة المصونة عن الأغيار.


nbkuhZJSGVI

 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!