المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
وصل: في مراتب الاستقامة
وإذ قد ذكرنا نبذا من أقسام الناس في مراتب الهداية والاهتداء، فلنذكر ما يختصّ بالاستقامة.
اعلم، أنّ الناس في الاستقامة على سبعة أقسام : مستقيم بقوله وفعله وقلبه، ومستقيم بقلبه وفعله دون قوله، ولهذين الفوز، والأوّل أعلى، ومستقيم بفعله وقوله دون قلبه، وهذا يرجى له النفع بغيره، ومستقيم بقوله وقلبه دون فعله، ومستقيم بقوله دون فعله وقلبه، ومستقيم بقلبه دون فعله وقوله، ومستقيم بفعله دون قلبه وقوله، وهؤلاء عليهم لا لهم وإن كان بعضهم فوق بعض.
وليس المراد بالاستقامة في القول هنا ترك الغيبة والنميمة وشبههما ؛ فإنّ الفعل يشمل ذلك، وإنّما المراد بالاستقامة في القول إرشاد الغير بقوله إلى الصراط المستقيم، وقد يكون عريّا ممّا يرشد إليه، وسنجمع الأمر لك في مثال واحد موضح، فنقول :
مثاله : رجل تفقّه في أمر صلاته وحقّقها، ثم علّمها غيره، فهذا مستقيم في قوله، ثم حضر وقتها فأدّاها على نحو ما علّمها، محافظا على أركانها الظاهرة، فهذا مستقيم في فعله، ثم علم أنّ مراد الله منه من تلك الصلاة حضور قلبه معه فيها، فأحضره، فهذا مستقيم بقلبه. وقس على ذلك بقية الأقسام، تصب ـ إن شاء الله
nbkuhZJSGVI