المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الرسالة المفصحة
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
وهي ضمن مراسلاته مع الشيخ نصير الدين الطوسي
[ فصل أنّ إقامة الأدلة النظرية على المطالب وإثباتها بالحجج العقلية على وجه سالم من الشكوك الفكرية والاعتراضات الجدلية متعذّر ]
فصل : اعلموا أيها الإخوان - تولاكم اللّه بما تولى به عباده المقرّبين - أنّ إقامة الأدلة النظرية على المطالب وإثباتها بالحجج العقلية على وجه سالم من الشكوك الفكرية والاعتراضات الجدلية متعذّر . فإنّ الأحكام النظرية تختلف بحسب تفاوت مدارك أربابها ، والمدارك تابعة لتوجهات المدركين ، والتوجهات تابعة للمقاصد التابعة لاختلاف العقائد والعوائد والأمزجة والمناسبات ، وجميعها تابع في نفس الأمر لاختلاف آثار التجلّيات الأسمائية المتعيّنة والمتعدّدة في مراتب القوابل وبحسب استعداداتها . وهي المثيرة للمقاصد والمحكمة للعوائد والعقائد التي تتلبس بها وتتعشق نفوس أهل الفكر والاعتقاد . فإنّ التجليات في حضرة القدس وينبوع الوحدة وحدانية النعت هيولانية الوصف ، لكنها تنصبغ عند الورود بحكم استعدادات القوابل ومراتبها الروحانية والطبيعية والمواطن والأوقات وتوابعها ، كالأحوال والأمزجة والصفات الجزئية وما اقتضاه حكم الأوامر الربانية المودعة بالوحي الأول الإلهي في الصور العلوية وأرواح أهلها والموكّلين بها . فنظن لاختلاف الآثار أنّ التجليات متعدّدة بالأصالة في نفس الأمر ، وليس كذلك .