موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الشيخ صدر الدين القونوي

النفحات الإلهية

للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي

نفحة الهية كلية

 

 


بوارد ورد في اواخر صفر سنة ثلاث و ستين و ست مائة يتضمن التنبيه على سرّ القدر و صورة تلقين الحجة الحقيقية و سر ثمرات جملة من امهات الشئون و صورة نسبتها الى الحق و الى الإنسان الكلى و سر التقديس و التسبيح في اعلى مراتبهما و بأشرف ألسنتها و السنة المقدسين و سر الاولية و الاخرية و الظهور و البطون و العلم المحيط، و كذلك الاحاطة الذاتية و الفرق بين نسبة كل ذلك الى الحق و الى الإنسان الحقيقي الكلى و يتضمن هذا الوارد كشف اسرار أخر و مراتب غير ما ذكرت ترجمته، فاعلم ذلك

قال الوارد المأمور بالتعليم و التذكير و التلقين: متى اقلقتك المطالبات او المعاتبات الإلهية و الكونية خاطب ربك ناشرا بين يديه بعض ما أنعم به عليك لا مجادلا و لا محجاجا و قل: يا رب! هذا الذي تراه فىّ و تصدره منى ان كنت جاعله و منشئه فىّ فلا تنسبه إليّ لأنه لا يمكن ان يصدر منّى الا ما أودعته و خزنته في نسخة وجودى لأني لا املك لنفسي نفعا و لا ضرا الا ما شئت اضافته إليّ لما تراه و تريده و ان كان الذي هو فىّ ليس بجعلك مع ثبوت ان لا اله غيرك فهو اذن من مقتضى حقيقتى التي تعلق علمك بها ازلا بحسبها دون اثر حاصل او متجدد من علمك فيها، و إذا لا يمكنني ان أكون على خلاف ما يقتضيه حقيقتى فلا تطالبنى بالظهور بما ليس فىّ مجعولا و غير مجعول و كيف توصف حقيقتى و أحكامها بالجعل؟ و حقيقتى عبارة عن صورة علم ربى بى ازلا و ابدا دون زيادة و نقصان و بحكم وجوب عار عن كل امكان .

بل أقول: حقيقتى عبارة عن صورة علمه بمطلق ذاته التي لا يتعين إطلاقها بوصف ثبوتى و رؤيته لها في شأن جامع بين هذه النسبة الإطلاقية المفروضة و بين صور سائر شئونه و أحكامها التي لا تنحصر و لا تتناهى، و الى هذا الشأن الجامع الإشارة ب « بى» و ب «يا ربى» و هو اول مفاتيح الغيب و تتفرع منه أربعة تغايره من كل وجه و لا يغايرها هذا الشأن بوجه ابدا و لا تتفرع عنها الى ابد الأبد فهو هي من كل وجه و ليست هي هو من كل وجه بل من بعض الوجوه فحقيقة هذا شأنه كيف يصح و يصدق عليها اسم الجعل ؟ فان قيل بلسان بعض الحجج: حقائق الأشياء و ان كانت متفرعة عن الشأن الجامع المذكور و لوازمه المذكورة، فإنها اصول و مقدمات و آباء و امهات و السنة الخطاب، و الصور الباقية و الناشئة من الأعمال التي بسببها تقع المعاتبات و تتوجه المطالبات نتائج و ثمرات، فالمجعول فيك مما يتشخص عملا و صفة لم يكن له من قبل ذلك وصف اصلا بل عندك قبل الكم و الكيف و اكتسب الحكم و الوصف و خرج من صفة تقديسه عن كل وصف الى ما كيفته و صبغته به .

فأقول: فالصابغ منى لما حل فىّ بعد تعينى فاصدره مكيفا مصبوغا هل هو امر وجودى مجعول فىّ او هو شي ء غير مجعول؟ ان كان امرا وجوديا فبم قبلته على هذا الوجه حتى كان منه و به ما تذكرون، و يعود الكلام في المقبول به بنحو ما مر، و ان كان شيئا غير مجعول فما حيلتى فيه؟ و لا مندوحة لي عنه، فإنه من مقتضى حقيقتى و كونى .

و ايضا فهب انى اكتم مثل هذا ممن لا يعرفه كى لا يعرفه، و اغالط فيه بموجب الامر و الحكمة أ أكتم هذا عنك و أنت اشهدتنيه و أريتنيه ثم عرّفتنى غير ما مرة شهودا و كفاحا: ان هذا سرّ قدرك و ان المطلع عليه غير مطالب و لا محجوج؟ و لو لم يكن الامر كذلك لم تظهر الفائدة من الاطلاع على هذا المقام و لم يتميز من شهد هذا و عرفه ممن لم يشهده و لم يعرف ؟

و غاية ما في الباب ان يقال: ان الذي قلناه بلسان الامر و الحجة و المعاتبة و المطالبة و التعريف و الإنذار و البشائر و غير ذلك هو من مقتضى حقيقتنا التي لا مندوحة عن حكمها لنا في مقابلة ما اقتضت حقيقتك ذكره و فعله .

فأقول: فقد فلجت حجتى فان البعض تابع للكل و الفرع ظاهر بصورة الأصل و كذا قيل لنا: فجحد آدم فجحدت ذريته و نسى آدم فنسيت ذريته و لو لا حواء لم تحن انثى زوجها .فإذ لا مندوحة عن احكام الحقيقة و لا عدول هناك عنها و لا تبديل و قد حقت الكلمة و لزم الحكم فكيف يمكن غير ذلك هنا؟ و هذا فرع تابع و بحسب الأصل ظاهر و يانع، نعم! و بشهود مثل هذا و معرفته و الاحتجاج به يظهر مصداق: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لََا يَعْلَمُونَ ( 9الزمر) و به اعتذر ايضا عند علمى عن حكم علمى و ثمرته و اتميز و تتميز شئونى من وجه عن المعوز الجاهل الذي لم يستعدان

معوز الشي ء: تعذر، و معوزه المطلوب: أعجزه و صعب عليه نيله.

يكون مرآة ذاتك و مرآة كل ما فيك فينطبع فيه صورتك و صورة علمك الذاتي و حجتك البالغة تماما، فإنك تعلم انى اعلم ان علمى هذا ليس موهوبا و لا مكتسبا و لا لدنيا و لا متنزلا بل أقمتني بحكم حبك لي بل بحكم حبك نفسك فىّ مرآة لعين علمك الذاتي الأزلي، فانطبع فىّ منه بمقدار صحة المسامتة و المحاذاة و سعة دائرتى في مقام المضاهاة و في مرتبة اطلاقى ايضا التي لا اتميز فيه عنك .

ثم انك سبحانك تبدى من علمك المنطبع فىّ بلسان الترجمة ما يستدعيه كمال الوقت و الحال و حكم النشأة و المقام و ما تتقاضاه الاستعدادات المتلقية و الأرواح القابلة منك بى من حيث تعلم و اعلم و من حيث لا تعلم الا الأرواح و قد شرحت لفظة بى و ربى اعلم .

الهى هذه ترجمة ضمنت ذكر بعض إحسانك الى و إنعامك علىّ بلسان الشكر و التذكر و الاستيمار لا المجادلة و الاحتجاج و الانتصار، فبحقك عليك و حق ما تحب ان يقسم به عليك او نتوسل به إليك من أسمائك و صفاتك و مبدعاتك و مكوناتك ما علم منها و ما لم يعلم، و بحق عنايتك في حقى التي لم ار مثلها و لم اسمع الا ما عفوت عن إذلالي و رحمت عجزى و إذلالي الذي لا يعرفه منى غيرك، إذ لو لا ذلك العجز لانسلخت عن بعض مقتضيات حقيقتى الغير المناسبة لبعض المراتب من بعض الوجوه و تلبست بما يناسب بشرط تضمنه رضاك الأعلى الأتم لكن حقت الكلمة و لزم الامر و غير الواقع عندي مستحيل و ان فرض إمكانه و وجوبه و السلام .



 

 

البحث في نص الكتاب

كتب صدر الدين القونوي:

كتب صدر الدين القونوي:

كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن

مفتاح غيب الجمع ونفصيله

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص

الأسماء الحسنى

رسالة النصوص

مشرع الخصوص إلى معاني النصوص للشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

النفحات الإلهية

مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين

المكتوبات

الوصية

إجازة الشيخ محي الدين له

التوجه الأتم إلى الحق تعالى

المراسلات بين صدرالدين القونوي وناصرالدين الطوسي

الرسالة المهدوية

الرسالة الهادية

الرسالة المفصحة

نفثة المصدور

رشح بال

الرسالة المرشدية

شرح الشجرة النعمانية {وهي تنسب خطأً إليه}



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!