المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة كلية في حقيقة الفيض الذاتي
الفيض الواصل من الحق الى المسمى سوى عبارة عن صورة صفة اكمليته سبحانه، و ذلك حكم زائد على الكمال الذاتي، و كما ان كل وعاء هو بامتلائه و اكمليته بما يفيض منه بعد الامتلاء، كذلك الفيض الايجادى، لكن يجل ذلك الجناب عن الظرفية و المظروفية، فالامتلاء هناك عبارة عن الغنى الذاتي من حيث وجوب الوجود و عدم الحاجة الى السوي، و عبارة ايضا عن سر الصمدية، فإنه لا خلو في الحضرة و لا عوز و لا فراغ .
و ثم كمال ثان و هو الكمال الاسمائى و الصفاتى، و انه مقرون بالوجود الفائض على الكون بموجب اثر الأكملية، فالايجاد ثمرة كماله، لا ان إيجاده مثمر للكمال، كمل سبحانه فأوجد، لم يوجد ليكمل، و الكمال الثاني هو الكمال الاسمائى الصفاتى الذي أشرت اليه آنفا، و انها نعوت له سبحانه من حيث تعينه في صور أحواله الذاتية، اعنى الأسماء و الصفات؟ و موجب اختلاف ظهوراته و تنوعاته هو اختلاف حقائق شئونه التي اشتملت عليه ذاته .