المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة ربانية تتضمن التنبيه على ضروب الإلقاءات الإلهية و الملكية و الشيطانية
و ما يعتمد عليه و ما لا يعتمد عليه و ما يتوقف فيه الى ان يعرض على شيخ تام التحقيق مميز صاحب ميزان كامل الإلقاء الإلهي يعقب لذة عظيمة تستغرق جملة الإنسان و يغنى أحيانا بعض أربابه عن الطعام و الشراب مدة كثيرة، و الإلقاء الروحاني لا تصبحه لذة لعين الإلقاء، فان كانت فللعلم الحاصل عنه او الأثر الباقي في المحل منه، و له طرفان: أحدهما من خارج بطريق التمثل و الاخر كما قال: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى ََ قَلْبِكَ ( 193الشعراء) و فيه شدة بخلاف التمثل فان صاحبه لا ينزعج منه و لا ينحرف له مزاجه، و ان تأثر لوروده فأثر يسير و اما التنزل القلبي فيحرف المزاج و يغيره و يجد صاحبه شدة، و القدر الذي يحصل للشخص من إلقاء الجن لا يعول عليه و لا يجوز ان يقبله الا كامل عارف بموازين التحقيق، يميز بين الصحيح و الفاسد، و ان ورد مثل ذلك على مريد هو تحت تربية شيخ محقق كامل، فله ان يقبل ذلك الوارد و يضبط و لا يعتمد عليه حتى يعرضه على الشيخ الكامل، فان أقر ذلك و صححه اخذه و اعتمد عليه لقول الشيخ لا لنفس الإلقاء و ان رده الشيخ و أنكره، رمى به و اعرض عنه، و علامته ان يعقب تهريسا و شدة و حرارة و قبضا و نحو ذلك .
و من الإلقاءات الملكية قسم آخر يكون صحيحا من حيث انه ملكى، لكن يمتزج بحديث نفس سابق او تأويل قد انغمر المحل به قبل الورود او قياس مستنبط من ذوق آخر احتج به السالك في هذا الإلقاء الملكي و تمسك به، و هذا النوع ايضا لا يعول عليه الا بتقرير من الشيخ الكامل . و من الإلقاءات التي ترد بواسطة صورة متجسدة من معان او مظاهر صفات او احوال الهية او كونية، فيخبر بامور بحروف و اصوات و كلمات متنوعة معهودة و غير معهودة، مكيفية و غير مكيفية عند المخاطب، و هذا النوع ايضا يقبل و لا يعتمد عليه الا بتقرير من الشيخ الكامل .
و النص انما في الإلقاء الملكي في التنزل القلبي او في التجلي الذاتي الخاص لا العالم او في اخبار الحق عن نفسه و عما شاء، برفع الوسائط و محو خواص جميع المواد من الصور و الحروف و الكلمات و سائر التمثيلات ، فافهم و اللّه المرشد .