المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة الهية كلية تنبّه على بعض اسرار الاولية و سرّ بعض اقسام الفاتحة و سرّ السّير الإلهي و الكونى و الوحدة و الكثرة و غير ذلك.
اول درجات الموجودات كونها غيبيّة بعيدة من حيث المعنى عن مغايرة الأصول بموجب الحكم و البيان المدرج في قوله صلى اللّه عليه و سلم: كان اللّه و لا شي ء معه، و لهذا المقام القسم الأول من الفاتحة . و لما كانت الأشياء ازلا عينا لا غيرا، كان حكم ما به الاتحاد اقوى و اغلب من حكم ما به الامتياز، ثم لما صار حكم ما به الامتياز اقوى و اغلب للسير الرباني من الغيب الى الشهادة في المرتبة الكونية و القوابل الامكانية، ظهرت القيود و أحكامها و الأعيان الثابتة و آثارها فيما ظهرت به و فيه، و هو الحق .
فالسلوك يفيد أمورا من جملتها ازالة ما عرض للعين حال امتيازها من غيب الحق و معدن التوحيد الإلهي الذي كانت الغلبة فيه لحكم ما به الاتحاد ، مع استصحاب خاصية كل ما مر عليه و سار فيه، طبقة بعد طبقة و طورا بعد طور، فيتصل بمعدنه بمزيد كل كمال كان مستجنا في كل ما صحبه و تلبس به و مر عليه، فافهم، و اللّه اعلم .