المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
نفحة الهية كلية عزيزة
قال الوارد: اعلم ان متعلقات همم الناس بالذات دون تعمل و تحريض من خارج هو المعين و المعرف لمراتبهم الاصلية التي تستقر لديها نفوسهم آخر الامر، و حالهم فيها اى في تلك المرتبة بحسب علمهم و متعلقه، و اما مستقر صورهم في دار السعادة فبحسب أعمالهم و متعلقها و مقاصدهم بها حين مباشرة العمل و حضورهم التابع لمعتقدهم او علمهم وشهودهم ان كانوا من أهلهما و هم على طبقات :
فمنهم المتردد بين علو مفرط اقتضاه شرف علمه و متعلقه و حسن روحانيته، و بين ضعف و نقص في عموم منازل السعادة اقتضاه قلة علمه و عدم جده و اجتهاده .
و منهم المجمل صورته كجمال روحانيته و هم الكمل و منهم العباد الذين لا علم لهم و لا همم يتعلق بما وراء المحراب، و هؤلاء يكونون في منازل صور السعادات حسان الصور، و لا جمال لروحانيتهم و لا تقريب و لا وجاهة في كثيب الرؤية و حضرات المشاهدة، و لا حظ لهم من معرفة الحق و شهوده و قربه، و نظيرهم في هذا العالم من يكون حسن الصورة و لا علم عنده و لا فضل و لا أدب يستحق به مصاحبة الخلفاء و أكابر العلماء و السلاطين و بين هذه المراتب الكلية المذكورة تراكيب تتعين بها درجات اهل السعادة و يظهر بها تفاوت المنازل و الحالات، فاعلم ذلك، و اللّه المرشد .