ورد عليّ بغتة في سرّ ذلك ان سبب ظهور حكم الغيرة و سلطنتها ليس بنفس الفعل المحرم فقط، بل الموجب هو التلبّس بصفة المشاركة لمقام الربوبية، لان الإطلاق في التصرف و مباشرة الفاعل كلما يريد دون منع و لا قيد و لا تحجير من صفات الربوبية، فإنه الذي يفعل ما يشاء دون حجر و لا منع، و من سواه فالتقييد و المنع منع من خصائصه، فمتى رام الخروج من صفات التحجير و طلب اطلاق التصرف بمقتضى ارادته، فقد رام مشاركة الحق في اوصاف ربوبيته و نازعه في كبريائه، لا جرم كان ذلك سببا لظهور حكم الغيرة المستلزمة للغضب او العقوبة ان لم يتدارك العناية و المائة جلدة في مقابلة اسماء الإحصاء التي هي امهات احكام حضرة الربوبية التي انتهك حماها، و وقع الاقتصار على الجلد في البكر لشفاعة حكم الاولية الذاتية و الفعلية الاحدية، و لما عد ما في المحصن قتل بصورة الرجم الذي هو نظير تفاصيل احكام الحضرة فافهم فان هذا مفتاح عظيم من مفاتيح اسرار الشريعة يعلم منه ان كل وضع و عدد معيّن في الشريعة يرجع الى اصل ربانى و ترتيب معلوم، مطابق للحقائق و اللّه اعلم