المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
النفحات الإلهية
للشيخ أبي المعالي صدر الدين بن إسحق القونوي
كتاب شريف ورد بلسان التحقيق الى بعض أصحابنا حال فتحه و بداية كشفه و وراء تسد به [ تسدية] الوشاة حلية بالحسن يملح للقلوب و تعذب
وصل سلام ربى بى إليّ و عاد باعتبار تعيّنه بى و امتيازى ظاهرا عنّى علىّ و فهمت مضمون المحصول الخاص، و ثمرة هذا الوصول الفاتح يعرف انفاس اهيل الاختصاص، و مع ذلك فلسان المقام يقول: ثبّت و لات حين مناص، و تذكر قوله صلى اللّه عليه و سلم : ان لكل حق حقيقة، فمن لم يقف عند حقه ما يفجأه اول شهوده عدى به الى حقيقة مقصودة، و لا تظنن ان الحقيقة هي الدرجة العليا التامة، بل ما من طاقة الا و فوقها طاقة و اعلم ان للإنسان المؤهل للكمال بعد تعدى سائر مراتب الجلال و الجمال في اول مقام الكمال ثلاث درجات كلية انسانية آلية، كنّى عن أولاها بالكواكب و عن ثانيها بالقمر و عن ثالثها بالشمس، و الحق الصرف وراء ذلك كله و ان كان عين ذلك لكن الشي ء الواحد في مراتبه المختلفة و ان لم يكن مراتبه من وجه غيره من حيث امتياز مراتبه عنه يتفاوت ظهوره في الشرف و الكمال و الثبوت و الاضمحلال، فيصدق عليه انه اشرف من نفسه و ان كماله يؤثر في نقصه، حيث ظهر من مراتب غيبه و حسه، و لا فضيلة فيما يرفع التعدد، بل فيما يرى سبب التفاوت و سر التجدد .
و هذا هو الحق الصريح بلا مراء. ما كان حديثا يفتري و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كُلِّ شَيْ ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 111يوسف) و على كل حال فأقر اللّه بك العيون و حقق فيك الظنون، و نظمك في سلك اهله، و لا قطع عنك بربك مادة فضله و حسبنا اللّه وحده